أسلحة يوم القيامة

بقلم: أسامة السويسي

| 4 يوليو, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: أسامة السويسي

| 4 يوليو, 2024

أسلحة يوم القيامة

بلغت وقاحة الكيان الصهيوني حدودا لا يمكن وصفها منذ إعلان حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، ولا يمر يوم إلا وتسمع وترى دليلا واضحا كالشمس على حقارة وبشاعة الكيان، وطريقة تعامله الحيوانية مع الآخرين.

الأسبوع الماضي استوقفني تصريح خطير جدا، أدلى به يائير كاتس رئيس مجلس عمال صناعة الطيران الإسرائيلي، وقال فيه نصا: “تل أبيب لديها سلاح يكسر المعادلة إذا قررت إيران واليمن وسوريا والعراق ودول الشرق الأوسط تصفية الحسابات معها.. ولدينا القدرة على استخدام أسلحة يوم القيامة”!. نعم، هكذا يفكرون.. وبتلك الطريقة يريدون إبادة كل من حولهم، لأنهم يرونها حربا وجودية تهدد مستقبلهم.

وأفرط كاتس في الحديث بكل وضوح عن دعم الحلفاء قائلا: “التحالف الذي أنشأته تل أبيب مهم.. يساعدنا الأمريكيون والبريطانيون والألمان في الجانب الاستخباراتي، فهم يعرفون كيف يبلغوننا عن التحركات التي يمكن أن تعرضنا للخطر، حتى عندما تكون لدينا الوسائل في الفضاء لتحديد هذه التهديدات بأنفسنا فإن مساعدتهم مهمة، لقد رأينا مع الإيرانيين أنهم عرفوا كيف يساعدوننا”.

نعم، هكذا يدركون أنه لولا الدعم من الحلفاء، لكانت قصة الكيان الصهيوني انتهت، ومنذ فترة، وهكذا يعترفون أن الحلفاء يقدمون لهم كل العون، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر شريكا في حرب الإبادة، وإن حاولت تقمص دور الوسيط المحايد النزيه.

وعن خطورة الموقف في التعامل مع إيران قال رئيس مجلس عمال صناعة الطيران الإسرائيلي: “إن مهندسينا وعمالنا استعدوا لهذا السيناريو لعدة أسابيع، في السبت نفسه عندما أبلغنا أن إيران شنت هجوماً ذهب جزء كبير منا إلى النوم ببساطة، وكان أعظم إنجاز في صناعة الطيران هو أننا جميعا استيقظنا في صباح عادي كسائر الأيام”. وتابع قائلا: “لن أنسى أبدا كلمات الرئيس التنفيذي لصناعة الطيران في الساعة الثالثة صباحا، بعد أن أدركنا أننا قد تجاوزنا هذا الحدث بنجاح.. فقال لي: لقد عملت منذ ثلاثين عاما حتى هذه الليلة.. إننا سعداء لأننا أنقذنا إسرائيل في يوم الاستقلال”.

لكن كاتس غاب عنه أن التصدي لمسيرات إيران كان بتوفر معلومات عنها، وأنها كانت مرصودة قبل وقت كافٍ من وصولها إلى الأراضي المحتلة، وقامت 5 دول بنشر طائراتها وصواريخها، واستخدام كل قدراتها الدفاعية لإسقاط معظم مسيرات وصواريخ إيران قبل أن تدخل أجواء فلسطين المحتلة.

***

تطرقنا هنا كثيرا للحديث عن عنصرية ألمانيا النازية الحديثة، وكشفنا العديد من المواقف المخزية التي تدعم الحكومة الألمانية من خلالها “الشذوذ”، وتساند الكيان الصهيوني بلا خجل، وتدعي أنها تناهض معاداة السامية، وتكفر عن محرقة “الهولوكوست”.. وتناولنا موقف وزيرة الداخلية نانسي فيزر خلال كأس العالم “قطر 2022” بارتداء شعار المثليين على ذراعها، خلال إحدى مباريات منتخبها في البطولة، التي ودعها غير مأسوف عليه من الدور الأول.

لكن الجديد جاء قبل ساعات في كأس أمم أوروبا، التي تشهد سقوطا ذريعا لألمانيا في النواحي التنظيمية، لكنها بلغت حد العنصرية، وطلبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) فرض عقوبات على اللاعب التركي ميريه ديميرال، بسبب طريقة احتفاله عقب مباراة تركيا والنمسا التي أقيمت في بطولة أوروبا لكرة القدم 2024، وفتح تحقيق تأديبي ضد ديميرال.. بسبب احتفال الأخير من خلال تلويحه بشارة الذئب الرمادي (وهو موروث تاريخي وثقافي قديم لدى الأتراك) بعد تسجيله الهدف في مرمى شباك النمسا، خلال المباراة التي جمعت منتخبي البلدين ضمن بطولة أمم أوروبا 2024 المقامة في ألمانيا.

وحسنا فعلت الخارجية التركية التي استدعت سفير ألمانيا لدى أنقرة إلى مقر الوزارة، على خلفية مطالبة برلين للـ”يويفا” بفرض عقوبات على ديميرال.

وقالت الخارجية التركية في بيانها: “ندين بردود الأفعال السياسية تجاه رفع شارة تاريخية وثقافية خلال احتفالات الفوز في منافسة رياضية، دون استهداف أحد.

الغرب المتحيز يفقد يوما بعد يوم الكثير والكثير من الصور التي حاول تصديرها عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وهو أبعد ما يكون عنه.

أسامة السويسي

ناقد رياضي بقناة الكاس

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

رسالة إلى أمريكا

رسالة إلى أمريكا

وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...

قراءة المزيد
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
Loading...