المحرقة الصهيونية

بقلم: أسامة السويسي

| 17 أكتوبر, 2024

بقلم: أسامة السويسي

| 17 أكتوبر, 2024

المحرقة الصهيونية

كلما تعرضت العصابة الصهيونية لضربة موجعة أو أية خسائر استراتيجية تقوم بفتح نيران الغدر على أبرياء غزة من الأطفال والنساء والمدنيين.. لتحقيق انتصارات زائفة تُرضي غرور المتشددين المتعصبين خصوصا من اليمين المتطرف.

صواريخ وقنابل مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية، مدعية المثالية والدفاع عن حقوق الإنسان، كانت كفيلة بإحراق الرجال والنساء والأطفال في مأوى النازحين في قطاع غزة، فيما يشبه المحرقة الجماعية، في تصرف يكشف تعطش العصابة الصهيونية لإراقة الدماء وسلب الحيوات والبطش دون خوف أو وازع من عقاب أو غضب دولي.

الكيان الصهيوني طغى وبغى، ويعيث في الأرض فسادا طالما ظل يتمتع بأعلى درجات الحماية من الأم، الولايات الأمريكية التي بات واضحا للعالم كله أنها شريك رئيس في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني بكل ما تحمله الكلمة من معان، سواء بالدعم العسكري أو غيره.

هي لم تكتف بتزويد الكيان الصهيوني بكل أنواع الأسلحة والذخائر التي تقتل الأبرياء، بل أرسلت جنودها لحمايته، وتشغيل أحدث أنظمة الدفاع الجوي، بعد أن وقفت ضد الجميع للحيلولة دون إدانة العصابة المجرمة الوحشية، وتوفير كل سبل الدعم الدبلوماسي والحصانة اللازمة للقفز على كل القوانين والمعاهدات الدولية، واستخدام حق الفيتو في مناسبات عدة لمنع فرض وقف لإطلاق النار في الحرب الشرسة، التي تشنها في قطاع غزة.. وامتدت لتطول لبنان.

أمريكا التي سنت تجريم معاداة السامية لتمنع أي شخص من عداء اسرائيل، وتقف بالمرصاد ضد كل من يروج  للتشكيك بما يقال عن المحرقة النازية ضد اليهود في أوروبا، تقف حاليا مع من ينفذ المحرقة الصهيونية، وتدعمها بكل ما لديها من قوة في حرب تطهير عرقي، تنفذ ببشاعة ضد الشعب الفلسطيني.

المؤسف أن كل هذا يحدث، والعرب ما زالوا في سبات عميق، يكتفون بالمشاهدة وأقصى رد فعل هو الشجب والتنديد وعبارات الاستنكار، حتى المقاطعة باتت محدودة للغاية، وكأنها كانت صحوة مؤقتة وانتهت.

المحزن أننا- وفي ظل هذه الأجواء التي تدعونا للحزن- بلغنا مرحلة الحسرة ونحن نشاهد بعض العرب يدعمون التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي ينتهك كل القوانين الدولية، ويرتكب كل أنواع الجرائم، وتحول إلى وحش بشري يقتات على دماء الأبرياء، يقتل ويدمر الحجر والشجر والبشر.

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل صهيوني وكل متصهين.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

النقد.. الهواية، والهاوية!

النقد.. الهواية، والهاوية!

عندما ترفض -مثلا-  الشاعر العراقي الكبير عبدالرزاق عبدالواحد وتلعن سيرته بحجّة أنه قد مدح طاغية، فإنّ عليك إذن أن تفعل ذلك مع الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري.. لأنه أيضاً مدح طاغية آخر ملطّخة يده بدماء الأبرياء. أما أن تفتح عيناً وتغمض أخرى، فتقبل هذا وترفض...

قراءة المزيد
 معركة الطوفان وترتيب العداوات

 معركة الطوفان وترتيب العداوات

غالبا ما تترك بعض المحن والأحداث التي  تفوق طاقة البشر في التحمل، في نفوس أصحابها ندوبا عميقة تؤثر على وعيهم وتصوراتهم، بل إنها تذهل المسلمين تارة عن بعض الأبجديات في التصور الإسلامي الذي يحتم العودة إلى كتاب الله وسنة  نبيه صلى الله عليه وسلم في كل أمر لا...

قراءة المزيد
الحالة الاقتصاديّة قُبَيل ولادة النّبي صلى الله عليه وسلّم

الحالة الاقتصاديّة قُبَيل ولادة النّبي صلى الله عليه وسلّم

كانت العرب تعتمد في تحصيل معاشها وتقوية اقتصادها على الإغارة والحروب، فكان القويّ يأكل الضّعيف على مستوى الأفراد والقبائل، وهذا مما جعل الظلم فاشيًا وطاغيًا، إضافة إلى أنّ الربا كان أحد أهمّ أعمدة الاقتصاد الجاهليّ وعليه تقوم الكثير من المعاملات الماليّة والاقتصاديّة...

قراءة المزيد
Loading...