أمريكا.. العدو الأوضح
بقلم: أسامة السويسي
| 2 مايو, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 2 مايو, 2024
أمريكا.. العدو الأوضح
عندما يخرج مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكي ليؤكد أنه إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد بنيامين نتنياهو، فسيكون ذلك تطورا خطيرا، ويجب الرد عليها؛ ويقول: “يجب أن نرد على المحكمة الجنائية الدولية بفرض العقوبات وقلب الطاولة عليهم”.. أعلم أن القيادة الأمريكية هي العدو الأخطر على العرب، لكونها الشريك الرئيس لحرب الإبادة على غزة، بتوفيرها كل أنواع الدعم والحماية للكيان المحتل اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا، وكلها مواقف باتت واضحة وضوح الشمس لكل العالم على مدار ما يقرب من 7 أشهر مضت.
مايك جونسون هو نفسه من طالبَ نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، بالاستقالة إذا لم توقف الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، ووصف جونسون المظاهرات الداعمة لفلسطين في حرم الجامعة بأنها “كراهية ومعاداة للسامية”.. جونسون دعا لضرورة توقيف الطلاب الرافضين لإنهاء الاحتجاج، مشددا على ضرورة استخدام الرئيس جو بايدن صلاحيته، بتحريك الحرس الوطني إذا لم تتم السيطرة على الاحتجاجات في الحرم الجامعي.
نعم، بهذه الطريقة العنصرية يفكر ويتصرف ويعلق رئيس مجلس النواب الأمريكي، وهو أمر ليس بمستغرب من القيادة الأمريكية التي تنحاز وبكل ما لديها من قوة إلى الجانب الإسرائيلي، من لحظة البداية.
ويتضح هذا التحيز السافر – الذي يصل مرحلة “الوقاحة”- مع مواقف رأس الهرم الأمريكي، مع الرئيس العجوز جو بايدن الذي تبنّى السردية الإسرائيلية مع لحظة انطلاق عملية “طوفان الأقصى؛ فتحدث عن قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء، وأنه شاهد فيديوهات لهذه الجرائم، وذلك قبل أن يخرج نفي قاطع من البيت الأبيض.. لكنه لم يعتذر، بل استقل طائرته الرئاسية، وحلق إلى الأراضي المحتلة ليكون بجوار عصابة “النتن ياهو”، ويشارك في اجتماعات مجلس الحرب مؤكدا على الملأ تقديم كل الدعم لإسرائيل بحجة الدفاع عن نفسها، وهو الكلام نفسه الذي ما زال يتكرر بعد مرور ما يقرب من 7 أشهر تواصلت فيها جرائم الحرب التي ترتكبها العصابة الصهيونية، التي رفعت شعار قتل البشر والحجر والشجر في غزة.
هو نفسه بايدن الذي استغل سلطاته لتجاوز الكونغرس في تقديم صفقات أسلحة للكيان المحتل، بخلاف الصفقات المعلنة والرسمية، التي بلغت ذروتها الأسبوع الماضي بتقديم دعم عسكري يقترب من 27 مليار دولار للابن المدلل “إسرائيل”.
مواقف القيادة السياسية الأمريكية تجلت وبوضوح في استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، لمنع صدور قرار بوقف إطلاق النار في غزة، والحيلولة دون الاعتراف الكامل بدولة فلسطين كدولة ضمن الجمعية العمومية للأمم المتحدة.. تلك المواقف هي التي تحول وبكل قوة دون صدور مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق القيادات الصهيونية، وتأخذ دورا مؤثرا في عدم اعتراف مجلس الأمن بجريمة الإبادة الجماعية، التي أقرت بها محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
أمريكا هي التي قادت حلفاءها للدفاع عن حماقة الكيان الصهيوني في سلوكه تجاه إيران، باستهدافه القنصلية الإيرانية في سوريا واغتيال عدد من القيادات الإيرانية، وأرسلت أبناءها للتحليق في سماء الوطن العربي للتصدي للمسيّرات والصواريخ، التي أطلقتها إيران ردا على الاعتداء الإسرائيلي، بل إنها أقرت حق إسرائيل في الرد على إيران بشرط أن يكون الرد محدودا ولا يوسع نطاق الصراع في المنطقة.
وهي نفسها التي حركت أسطولها الحربي في مياه البحر الأحمر، لحماية السفن الإسرائيلية وغيرها من السفن التي تخدمها من استهداف جماعة أنصار الله في اليمن، هذه الجماعة التي أعلنت أن استهدافها لتلك السفن يأتي ردا على الاعتداء الغاشم على أبرياء غزة، وسيستمر حتى وقف الحرب الوحشية على الفلسطينيين.
هي نفسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تدّعي المثالية والقيم العالمية، وتشجب وتندد بقمع المتظاهرين، وتشدد على أهمية حرية التعبير والديمقراطية، لكنها سقطت في الوحل مع أول اختبار، بممارستها قمعا لا مثيل له لمظاهرات طلاب الجامعات في شتى ربوعها.
لقد اكتشف العالم الحر الوجه الحقيقي للقيادة الأمريكية، التي لا تعرف عن الحرية غير التمثال الذي حصلت عليه كهدية من فرنسا، وتضعه فى مدخل ميناء مدينة نيويورك الذي لا يبعد كثيرا عن حي منهاتن حيث تقع جامعة كولومبيا، التي شهدت واقعة تاريخية باقتحام شرطة نيويورك الحرم الجامعي لفضّ اعتصام الطلبة، واعتقلت العشرات من المتضامنين مع فلسطين.
وعلى الرغم من التحيز السافر من جانب القيادة الأمريكية، فإن انتفاضة الطلاب – ومعها موقف الغالبية العظمى من الأمريكان- تؤكد أن القيم العالمية والمثالية في بلاد العم سام ما زالت موجودة، لكن فقط عند الشعب الذي يستعد لاستقبال جيل جديد لم ينجح الإعلام المتصهين في تغييب وعيه، وسيكون عبئا ثقيلا على الكيان الصهيوني الذي تعتبره القيادة الأمريكية أهم حليف لها في المنطقة.
ناقد رياضي بقناة الكاس
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
معروف امريكا رأس الحية شعار يردد في كل المظاهرات ،،الله ينتقم منها