
السياسة والرياضة في ميزان الغرب المعوج
بقلم: أسامة السويسي
| 19 أكتوبر, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 19 أكتوبر, 2023
السياسة والرياضة في ميزان الغرب المعوج
انتفضت أسرة الرياضة العالمية، وأعلنت عن تعاطفها وتفاعلها مع أوكرانيا ودعمها لها في حربها مع روسيا، ولم تكتفِ ببيانات شجب وتنديد، بل إن معظم الهيئات والاتحادات الرياضية العالمية والقارية والمنظمات الدولية، اتخذت قرارات حازمة بإيقاف واستبعاد الرياضيين الروس والبيلاروس من المنافسات، وحتى عندما تم السماح بعودتهم للمشاركة في بعض المنافسات اشترطت المشاركة دون إشارة أو ذكر لبلادهم.
وفي أبرز العقوبات التي سلطت على روسيا، علق “الفيفا” مشاركة المنتخبات الروسية والأندية المحلية في كافة المنافسات الدولية والأوروبية بشكل رسمي، وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا” إنهاء شراكته مع غازبروم في جميع المسابقات.
وفي الملاعب، اختار اللاعبون توجيه رسائل تضامنية مع دولة أوكرانيا بعد الحرب التي شنتها عليها روسيا، ومنهم من رفض مواجهة المنتخب الروسي في تصفيات كأس العالم، وبعضهم طالب بإيقاف الحرب، مع تقديم مساعدات مالية للجيش الأوكراني. وشهدت ملاعب العالم بدءاً من كرة القدم، صاحبة الشعبية الأكبر على كوكب الأرض، تعاطفا رسميا من الجميع بلا استثناء، حتى إن قائدي منتخبات أوروبا ارتدوا شارة أوكرانيا خلال مباريات رسمية، تم فيها رفع علم أوكرانيا في المدرجات وداخل المستطيل الأخضر، وسط تأييد إعلامي هائل من كل وسائل الإعلام الغربية (الأوروبية والأمريكية)، ولم يجرؤ أحد على أن يقول “لا يجب خلط الرياضة بالسياسة”.. وقفوا دقيقة صمت في كل الملاعب من أجل أوكرانيا، وعبروا بكل حرية عن مشاعر الغضب تجاه روسيا وكل من يدعمها في الحرب على أوكرانيا، وكان الخلط بين الرياضة والسياسة جميلا ورائعا.
ومع اختبار جديد لميزانهم “المعوج” سقطوا باقتدار، وسقطت ورقة التوت التي تكشف عوراتهم، وبانت عنصريتهم “البغيضة”، وبان زيف إدعاءات الحريات والديمقراطية التي يتشدقون بها.
في فلسطين، يتعرض الأشقاء الأبرياء “العزل” من الأطفال والنساء لحرب إبادة شاملة غير إنسانية من العدو الصهيوني المحتل، وصلت حدَّ قصف المستشفيات، بعد حصارهم في سجن كبير يسمى بقطاع غزة من خلال قطع المياه والكهرباء والوقود، والعالم مع ذلك يتفرج ويشاهد، بل إن الغرب يُنكِر على المقاومة دفاعها عن أرضها المحتلة ويصفه بالإرهاب، ويقدم الدعم بكل أنواعه للمحتل الغاصب.
ومع كل هذه الأكاذيب والافتراءات، أصبح ممنوعا على الرياضيين والجماهير التعبير عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني بأي طريقة، ناهيك عن عنصرية وسائل التواصل الاجتماعي، التي يسيطر عليها رأس المال الصهيوني، وتساهم في التضييق بشدة على كل من يدعم الحق بأي طريقة. وصارت تلك الأندية والمؤسسات الرياضية التي أيدت أوكرانيا هي التي تخرج لنا لسانها اليوم، وتمنع أي نوع من التعاطف مع فلسطين.
الاتحاد الدولي للسباحة نشر كل صور المتوَّجين بالميداليات الذهبية، في بطولة العالم في اليونان، على صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، باستثناء البطل المصري عبدالرحمن سامح لأنه وعقب فوزه بالميدالية الذهبية لسباق (50 مترا- فراشة) قال وهو على منصة التتويج: “لا أعرف.. هل يجب أن احتفل بهذا الإنجاز أم لا؟ “؛ وتابع: من الصعب الاحتفال بهذا اللقب في ظل ما يعانيه أخوتي في فلسطين من هجوم، طوال الأيام الماضية، وتمت مهاجمتي طوال الأسبوع بسبب دعمي لأخوتي هناك ولكني سأستمر في ذلك”.
لم يكن سامح وحده الذي يتعرض للعقاب بسبب دعم فلسطين، فقد قام نادي ماينتس الألماني بإيقاف لاعبه المغربي أنور غازي لتضامنه مع فلسطين، وتكرر المشهد في نادي نيس الفرنسي بإيقاف لاعبه الجزائري يوسف عطال لأجَلٍ غير مسمّىً للسبب نفسه.
وهاجمت الوزيرة الفرنسية السابقة نادين مورانو نجم الكرة الفرنسي كريم بنزيمة، بعد تضامنه مع الشعب الفلسطيني إثر العدوان على قطاع غزة.. وقالت مورانو، خلال استضافتها في قناة “سي نيوز” وإذاعة “أوروبا 1″، إن بنزيمة اختار معسكره وبات “عميلا للبروباغندا التي تمارسها حماس وتهدف هي الأخرى لتحطيم إسرائيل”. والهجوم هذا لم تخُضه مورانو فحسب، بل شارك فيه أيضا السياسي اليميني المتطرف جون مسيحة، الذي قال إن بنزيمة يشعر بالارتباط بالأمة الإسلامية أكثر من فرنسا، وهو -مثل كثيرين- فرنسي في الورق فقط.
ولم يكن الأمر جديدا منهم، بل إن هناك تاريخا من الاضطهاد للرياضيين الذين يعلنون التضامن مع غزة، كما سبق وحدث مع النجم المصري محمد أبو تريكة وتحذيره من قبل الاتحاد الإفريقي “الكاف” بسبب عبارة “تعاطفا مع غزة”، التي صرَّح بها عقب تسجيله هدفا في كأس الأمم الإفريقية 2008.
وتعرض مهاجم نادي إشبيلية السابق، النجم المالي فريدريك عمر كانوتيه، لعقوبة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم عام 2009، عندما عبَّر عن تضامنه بجميع اللغات مع فلسطين، خلال مشاركته في إحدى مباريات “الليغا”.. اتحاد الكرة الإسباني غرَّم اللاعب المالي بمبلغ 3000 يورو، وذلك إثر كشفه عن قميص يرتديه كتبت عليه كلمة “فلسطين” بعدة لغات، أثناء احتفاله بإحراز هدف في مباراة فريقه ضد ديبورتيفو كورونا في كأس ملك إسبانيا.
في عام 2016، وتحديدا في مباراة نادي سلتيك الإسكتلندي وهابويل بئر السبع الإسرائيلي في تصفيات دوري أبطال أوروبا، رفعت جماهير النادي الإستكلندي أعلام فلسطين في المدرجات، ما اعتبره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) مخالفا للوائحه التي تحرص على الفصل بين السياسة والرياضة؛ لكن في المقابل لم تحدث بالطبع أية مشكلة عندما قام لاعب منتخب غانا جون بانتسيل برفع علم الكيان الصهيوني، للاحتفال بهدفي منتخب بلاده في مرمى التشيك خلال مباراة الفريقين في كأس العالم 2006 في ألمانيا.
سيظل ميزان الغرب معوجا، طالما الأمر يمس العرب.. والعالم بات يشهد على أن الحريات والديمقراطية التي يتشدقون بها مجرد كلام في الهواء.. ألا لعنة الله على الظالمين.

ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق