العتب مرفوع عن رؤسائهم
بقلم: جعفر عباس
| 22 نوفمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: جعفر عباس
| 22 نوفمبر, 2023
العتب مرفوع عن رؤسائهم
تتناول المقالة تحولات الرؤساء الأمريكيين وتوجهاتهم، حيث تظهر سذاجة السياسة والتصرفات الغير متوقعة. تتساءل عن معايير اختيار الرؤساء وتركز على تصريحات غير مفهومة وتصرفات فاقت التوقعات. مع استعراض لرؤساء مختلفين وتقييم لحكمهم بزاوية فكاهية.
في تراجع العقول: محنة الرؤساء الأمريكيين في تاريخ القيادة
كثير من الإعلاميين العرب يعيدون اختراع العجلة، كلما مارست إسرائيل البغي والعدوان على أهل فلسطين أو دول الجوار، فيلطمون الخدود ويشقون الجيوب لأن الولايات المتحدة لا تكتفي بتوفير الغطاء الدبلوماسي لها، بل تصب الزيت على النار بأن تمدها بالسلاح والذخائر، ومن ثم يتم إعادة اكتشاف أن الولايات المتحدة تتواطأ مع إسرائيل في كل عملياتها العدوانية، وأننا بذلنا لها المطارف والحشايا، فـ”أكلت خيرنا وسددت الثمن لغيرنا”، وفي ذلك قلت في مقال لي هنا في مدونة العرب في الثامن من نوفمبر الجاري، إنه محض سخف واجترار لعبارات معلبة مستهلكة، أن يولول بعضنا لأن الولايات المتحدة “لديها ازدواجية في المعايير، وتدين الضحية وتوفر الحماية للجاني، كما هو حادث في أيامنا هذه، بينما تؤكد حقائق ووقائع التاريخ، أن الولايات المتحدة لم تنصر مظلوما قط، بل كانت على الدوام هي الجلاد الذي يدمي ظهور الشعوب بسياط من لهب في كل القارات، وأنها بشكلها الحالي هي النموذج الذي قامت عليه إسرائيل، عندما تدفق مئات الآلاف من الأوربيين على أرض فيها سكان أصليون، فأشبعوهم قتلا وتهجيرا وتشريدا، واستولوا على أرضهم، وأقاموا فيها مستوطنات تحولت لاحقا إلى مدن”.
جاء في كتاب “البداية والنهاية” لابن كثير، أنه قيل إن همة الوليد بن عبد الملك كانت في البناء، وكانت الرعية تجاريه في ذلك، يلقى الرجل الرجل، ويقول: ماذا بنيت؟ ماذا عمرت؟ وكانت همة أخيه سليمان في النساء، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول: كم تزوجت؟ ماذا عندك من السراري؟ وكانت همة عمر بن عبد العزيز في قراءة القرآن، وفي الصلاة والعبادة، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول: كم وردك؟ كم تقرأ كل يوم؟ ماذا صليت البارحة؟ وهكذا صار الناس يقولون: الناس على دين ملوكهم.
ويبدو أن الوضع مقلوب في الولايات المتحدة حيث الملك (الرئيس) على دين شعبه، واستطلاعات الرأي التي تجرى على مدار كل عام توضح أن غالبية الأمريكان على درجة عالية من السذاجة السياسية، وأن لديهم معايير معتلة ومختلة في التصويت لصالح هذا أو ذاك ممن يصْبون لعضوية الكونغرس أو الفوز بكرسي الرئاسة؛ وما من شعب أشان سمعة الديمقراطية كما الأمريكان، فرغم أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على بعد عام كامل (5 نوفمبر 2024)، فإن سيرك الحزب الجمهوري الذي يشارك فيه أبو جهل الثاني، دونالد ترامب، وسبعة من النكرات للفوز بترشيح الحزب، يجعلك تحتار في أمر الأمريكان، الذين يتمتع معظمهم بمؤهلات أكاديمية رفيعة، ومع هذا يتصدر الساحات في بلادهم جهلة أغبياء، لا يتفوق أي منهم على الآخر إلا من حيث سلاطة اللسان والقدرة على الكذب.
رئيس الولايات المتحدة، هو القائد الأعلى لأقوى قوات مسلحة في العالم، ويحمل على مدار الساعة حقيبة شيفرة إطلاق القنابل النووية، ومسؤول عن أحوال أكثر من 300 مليون مواطن أمريكي، ويحشر أنفه في شؤون نحو 3 بليون شخص خارج الأراضي الأمريكية، وبالتالي فمن الطبيعي أن تتوقع أن المتقدمين لشغل هذا المنصب من ذوي الذكاء والنباهة؛ وأكدت دراسة مسحية متعمقة أجرتها جريدة “ذا غارديان” البريطانية، أن الرؤساء المؤسسين للولايات المتحدة، كانوا يتمتعون بذخيرة معارف ومفردات مخاطبة تساوي، ضعف ما تمتع به آخر ست رؤساء أمريكان، وليس انتهاء بالهبَنَّقة ترامب، والأخرق الأكبر جورج دبليو بوش، الذي قال عنه عضو ديمقراطي في الكونغرس: لو بلغ سعر برميل الجهالة 40 دولارا، لاشتريت حقوق التنقيب في رأسه.
وكان هناك ريغان الذي سبق جورج بوش الأب في البيت الأبيض، وكان كما قال عنه صحافي طويل اللسان “جاهلا عصاميا صنع نفسه بنفسه، ولهذا فإنه لن يستطيع إلقاء تبعة جهالته على أحد”، وكان يكره ليبيا، وأصدر أوامره أكثر من مرة بقصف بوليفيا بالطائرات للتخلص من معمر القذافي، وفي كل مرة كان الطيارون يستدركون الخطأ، وهم في الأجواء البوليفية، ويقفلون راجعين فيأمرهم بإلقاء حمولة طائراتهم من القنابل على نيكاراغوا، وعن ريغان قالوا إنه لا يستطيع التفكير أو مشاهدة التلفزيون دون تحريك شفتيه، وإنه “لو قال كل ما يعرف لما استغرق ذلك منه أكثر من عشر ثوانٍ.. إنه دليل على أن الإنسان يستطيع أن يعيش من دون دماغ، وصوته في انخفاض معدل ذكائه، وعندما يتكلم عن السياسة الخارجية يبدو وكأنه يسير في حوض من الغراء، وبوجه عام فإن التفكير يسبب لريغان شدًّا عضليًّا في المخ، والناس يشربون من ينابيع المعرفة وهو يكتفي بالمضمضة، وعلى الرغم من كبر سنه فإنه قوي كالثور، وفي مثل ذكائه”.
أما السباب الذي وجهه الساسة والصحافيون إلى الرئيس الأمريكي الأسبق بلبل كلينتون، فلا يليق بصحيفة محترمة عرضه، وعن نزواته وغزواته العاطفية قالوا إن كلينتون يعتقد أن العلاقات الخارجية، تعني إقامة علاقات بنساء خارج مؤسسة الزوجية.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد، قد وصل إلى سدة الرئاسة بالوراثة بعد استقالة الكذاب الأفّاك ريتشارد نيكسون (بطل فضيحة ووترغيت)، وعنه قالوا: “عندما نثرت المعرفة على الجنس البشري، كان فورد يحمل مظلة” وقالوا أيضا: “وجه فورد يقوم شاهدا على كفاءة فن التحنيط”. ورغم أن الرئيس نيكسون كان جمهوريا، فإن زميلا له جمهوريا تمنى له الموت، وأضاف القول: “من واجبي أن أحضر جنازتك، ولكنني أعتقد أنني لن أفعل ذلك، لأن عليّ أن أمارس مهام وظيفتي، فالعمل مقدم على المتعة”.
أما الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي جعل من نفسه أضحوكة في العالمين عندما قال إن حركة حماس قصفت المستشفى المعمداني في غزة (17 أكتوبر المنصرم)، ما أدى إلى مصرع أكثر من خمسمائة شخص، فقد ظل يطلق النار على قدمه بزلات اللسان الناجمة عن “توهان الدماغ”، فعندما خاطب شعب بلاده بشأن تشديد الرقابة على الأسلحة الشخصية ختم حديثه بـ”حفظ الله الملكة”، وما زال المراقبون يحاولون فهم قوله أمام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكى: “نحن بحاجة للتأكد من أن الحكومة الأوكرانية يمكن أن تستمر في تقديم الخدمات الأساسية للشعب الإيراني”.
هل يجدي العتب مع هذه الشاكلة من الرؤساء؟!.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق