
“الوعد الصادق”… مسرحية هزلية أم ضربة رادعة؟
بقلم: هديل رشاد
| 15 أبريل, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: هديل رشاد
| 15 أبريل, 2024
“الوعد الصادق”… مسرحية هزلية أم ضربة رادعة؟
العملية العسكرية “الوعد الصادق”، التي نفذها الحرس الثوري الإيراني قبيل فجر الأحد باتجاه إسرائيل، في سياق الرد على استهداف الثانية لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق بتاريخ الأول من أبريل الجاري، أسهمت في انقسام المحللين السياسيين والمهتمين بالشأنين الإيراني والإسرائيلي.
فمن هؤلاء من رأى أنَّ الرد الإيراني على إسرائيل لم يتعدَّ كونه مسرحية هزلية بين الطرفين، مستدلين على ذلك في أنَّ الردّ جاء بعد أسبوعين من استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية، الأمر الذي منحها – أي إسرائيل- وحلفاءها الوقت للتأهب، والاستعداد للرد الذي هددت به إيران منذ استهداف إسرائيل لقنصليتها في دمشق. أما الرأي الآخر فقد انحاز إلى أنَّ الرد الإيراني جاء لردع إسرائيل، في ظل عزوف مجلس الأمن عن إصدار بيان بشأن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، ما شكّل خشية عند الطرف الإيراني من استمراء إسرائيل لأفعالها في خرق القوانين عندما لا تجد أي رادع.. فيما ذهب رأي ثالث إلى أنَّ الاستهداف جاء بتوقيت غير مناسب، سيما وأنَّ العالم ووسائل إعلامه انشغل بهذا الهجوم عن المعركة الحقيقية التي تدور رحاها منذ سبعة أشهر على أرض غزة.
فإذا ما علقنا على الرأي الأخير في أنَّ العملية العسكرية الإيرانية، والتي تعد أول استهداف مباشر ضد إسرائيل، جاءت بغرض صرف أنظار العالم عن ما يحدث على الجبهة الفلسطينية؛ قلنا إن هذا ينطوي على خطأ في قراءة المشهد، إذ إنَّ هذه العملية أسهمت في ضعضعة الأمن الداخلي الإسرائيلي غير المستقر منذ السابع من أكتوبر، سيما وأنَّ حكومة بنيامين نتنياهو ليس بإمكانها أن تفتح جبهة حرب مع إيران، وهي التي لم تحقق أي انتصار يذكر في قطاع غزة حتى الآن، كما لم تتمكن من تحقيق أحد أهم أهدافها، والمتمثل في القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس.
أما فيما يتعلق بالرأي الثاني – وهو المرجح- في أن العملية ليس الهدف منها جر المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة، بل إنها جاءت في سياق الردع للآلة العسكرية الإسرائيلية، التي طالت القنصلية الإيرانية متسببة في مقتل عدد من قادة حرسها الثوري، وهذا ما أكده أمس وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اجتماع مع سفراء أجانب في العاصمة الإيرانية، في أنَّ طهران قد أبلغت واشنطن أن هجماتها ضد إسرائيل ستكون محدودة ومدروسة بهدف توبيخ إسرائيل، وما يبرهن على صدق تصريحاته هو أنَّ خسائر الجانب الإسرائيلي لا توازي ما أطلقته إيران باتجاه إسرائيل، فقد تجاوز 300 طائرة مسيرة وصاروخ، لم يدخل أي منها الأراضي الإسرائيلية بالاستناد إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانيال هاغاري، بفضل جهود الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول عربية! كما أنّ توقيت العملية العسكرية حمل رسالة واضحة في أن إيران لن تدخل في مواجهة مع إسرائيل وحلفائها بالإنابة عن غيرها.
وإذا ما حللنا الرأي الأول، فالأمر ليس بالإمكان أن يكون مسرحية مفتعلة، بل جاءت العملية كردة فعل على ما اقترفته إسرائيل حيال القنصلية الإيرانية، وأرادت إيران بردها “المدروس” أن تحفظ هيبتها في المنطقة، وإثبات أنها إن قالت فعلت؛ لذا جاء الرد الإيراني من داخل الحدود الإيرانية وليس عن طريق وكلائها المنتشرين في عدد من الدول العربية، التي اتخذتها إيران منطلقا لإدارة صراعها مع إسرائيل منذ سنوات، كما وصف الدكتور محمد الشنقيطي (أستاذ جامعي).. وحتى إن فكرت إسرائيل في الرد المباشر، سيكون عليها بحث تبعات فعلها الذي سيزيد من رقعة الصراع في المنطقة، الأمر الذي أبدت قلقها حياله الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أن استهدفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق.
ختاما..
اجتمع مجلس الأمن الدولي مساء الأحد بطلب من إسرائيل لإدانة الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية! وما يثير الدهشة هو أنَّ مجلس الأمن نفسه قد تقاعس عن إدانة هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، متناسيا أنَّ هجوم إيران جاء ردّا على استهداف قنصليتها.
2 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
كالمعتاد مقال يحترم تناول إختلاف الاراء ووجهاة النظر ويضع بعض النقط على بعض الحروف .. لكي جزيل الشكر والتقدير أيتها الكاتبه .
قرأت مقالك ودخلت عن طريق رابط المقال السابق؛ التحليل فيه درجة عالية من المهنية تضمن مناقشة موضوعية لوجهات نظر مختلفة مع ترجيح رأي بعينه باضافة الرؤية الخاصة بالكاتبة وهنا برزت المهنية والقدرة على التحليل الموضوعي.
موفقة والى الامام