أربعة أشهر من الإبادة يا عالم

بواسطة | فبراير 4, 2024

بواسطة | فبراير 4, 2024

أربعة أشهر من الإبادة يا عالم

تتسارع وتيرة حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، حيث يستمر الكيان المحتل في ارتكاب جرائمه الهمجية دون خوف من المحاسبة. في هذا السياق، السؤال الذي يطرح نفسه: من يحاكم الكيان الصهيوني ولماذا تتجاوز إسرائيل القوانين الدولية دون عواقب؟

جرائم إسرائيل في غزة – من يحاكم ولماذا تتجاوز القوانين الدولية؟

تدخل حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة الشهر الرابع، ومازال الكيان المحتل يفعل ما يشاء دون خوف أو رادع لجرائمه الوحشية.

هنا في هذه الزاوية من المدونة، سألت في الثالث عشر من ديسمبر الماضي: من يحاكم الكيان الصهيوني؟ ولماذا ترتكب إسرائيل كل هذه الجرائم، ولا تكترث للقوانين والأعراف الدولية، ولا تخشى أن تتعرض للمحاكمة؟

وهنا أيضا شعرت بنوع من التفاؤل عقب قرارات محكمة العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.. مع التحفظ على عدم صدور قرار بوقف فوري لإطلاق النار.

ومع كل هذا مازالت المحكمة الجنائية الدولية لا تحرك ساكنا تجاه كل ما يحدث، رغم فداحة ما يُرتكب من جرائم، وبشاعة ما يفعله قادة الكيان الصهيوني.

وبصراحة تامة، لا أمل في أن نجد موقفا عادلا من المحكمة الجنائية الدولية مع وجود كريم أسعد أحمد خان، المحامي البريطاني، وهو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والذي تولى المنصب في العام 2021، ورفض كل طلبات زيارة الأراضي المحتلة، سواء في الضفة الغربية أو غزة، للتحقيق في جرائم حرب يرتكبها الكيان المحتل المغتصب بحق الفلسطينيين العزل الأبرياء.

وعندما اشتعلت وتيرة حرب الكيان الصهيوني على غزة، ظهر كريم خان من أمام معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إن مكتبه يُجري تحقيقات نشطة حول “الجرائم التي يُدَّعى ارتكابها في إسرائيل في السابع من أكتوبر”، وأيضا في ما يتعلق بالوضع في غزة والضفة الغربية؛ ووصف الفترة الحالية بأنها أكثر الأيام مأساوية.

وبعد أيام من هذا الظهور قام كريم خان بزيارة تاريخية إلى الكيان الصهيوني، وتعاملت معه مؤسسات الكيان المحتل باعتباره سائحاً مرحَّبًا به، وبعدها قام بزيارة رام الله؛ وقال خان في بيان مكتوب صدر بعد زيارته إنه رأى “مشاهد من القسوة المحسوبة” في مواقع هجوم 7 أكتوبر؛ وتحدث خلال الزيارة إلى أفراد عائلات الضحايا الإسرائيليين، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المحتجَزين من قِبل حماس والمسلحين الآخرين.. بعدها دخل كريم خان في حالة بيات شتوي، لا تسمع له صوتا ولا تلمس تحركا، كحال بقية المؤسسات الدولية المعنية.

وزاد الطين بلة هذا التحرك المشبوه من الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الحلفاء لها الداعمين للكيان الصهيوني، عندما أعلنوا تعليق المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بدعوى مشاركة عدد من موظفيها في طوفان الأقصى، وجاءت هذه الخطوة لاحقة لقرارات محكمة العدل الدولية، وكأنها الرد السريع على دخول الكيان الصهيوني قفص الاتهام بجريمة الإبادة الجماعية، في تأكيد على مشاركة الكيان المحتل في كل خطواته، ودعمه بلا خجل، وهو ما اعتبره كل المراقبين المحايدين بمثابة وسيلة ضغط جديدة على شعب فلسطين في غزة.

ويكفي أن تسمع تصريحات قادة الكيان المحتل، وفي مقدمتهم مجرم الحرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن المتطرف بن غفير والمتغرطس وزير المالية سموتريتش، لتعرف أنهم لا يخشون أي ردع ولا يخافون محاسبة، وهم يتابعون التأكيد على استمرار حربهم الوحشية على الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، بعد أن تجرعوا – ومازالوا يتجرعون- مرارة الهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية، رغم الفوارق الرهيبة في التجهيز والعتاد، بين ما تملكه المقاومة وما لدى هذا الجيش الذي يفرح جنوده وضباطه عندما يصدر قرار تسريحهم من قطاغ غزة.

وفي النهاية لا نقول غير.. حسبنا الله ونعم الوكيل.

1 تعليق

  1. احمد ابوجناح

    ولا نقول الا ما يرضي الله ورسوله وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من خذل فلسطين الشقيقه
    اللهم عليك باليهود ومن عاونهم اللهم نصرك الذي وعدت به اللهم نصر وفتح مبين
    بارك الله فيك استاذنا الفاضل ا.اسامه السويسي وجعلك الله دائما في نصره الحق

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...