أطفال حسب الطلب.. فوضى العالم الجديد على كل صعيد
بقلم: ياسر الزعاترة
| 27 أبريل, 2023
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: ياسر الزعاترة
| 27 أبريل, 2023
أطفال حسب الطلب.. فوضى العالم الجديد على كل صعيد
بعد شهور من الجدل الذي ثار بشأن “الرحم الاصطناعي” القادر على القيام بدور المرأة في حمل الجنين، من البويضة حتى الولادة، والذي تتمّ صناعته في الصين؛ خرجت معلومات جديدة أكثر إثارة على هذا الصعيد.
ففي اجتماعات عقدت في “الأكاديمية الوطنية للعلوم في أمريكا” مؤخرا؛ ناقش باحثون نهج “التولد الجيني”IVG، ويعني عدم الحاجة إلى بويضات من امرأة أو حيوانات منوية من رجل لإنجاب الطفل.
ونقلت صحيفة “يو أس تودي” عن عالمة الاجتماع في جامعة “كيب تاون” بجنوب إفريقيا (أمريتا باندي) قولها إن “إنشاء طفل مثالي وجيل خال من العيوب والأمراض لم يعد خيالا علميا”.
والأكثر إثارة في القضية، أن هذه التقنية قد تتيح لرجل واحد أن يكون لديه طفل بيولوجي من دون بويضة أنثى.
يأتي هذا الخبر وسط جدل لا يتوقف بشأن الذكاء الاصطناعي وما سيفعله بحياة البشر، لا سيما بعد ظهور”ChatGPT”، والتقنيات المنافسة الآخذة في التوالد.
في حالة الثنائيّة القطبية؛ كان من الطبيعي أن ينتهي الصراع بانتصار الحلف الغربي، نظرا لقوة المنظومة وقوة النموذج في آن، في حين كان الاتحاد السوفياتي مجرد قوة عسكرية وحسب.
قبل شهور أيضا، حذّر هنري كيسنجر من أن مخاطر الذكاء الاصطناعي في عالم السلاح، ستكون أكبر بكثير من مخاطر الأسلحة النووية؛ فيما بدأت موازين القوى العسكرية تتغيّر بسبب هذه التكنولوجيا في مجال الطائرات والآليات المسيّرة، ومن ضمنها “الانتحارية”، فضلا عن حروب “السايبر” التي تتسابق الدول الكبرى على تطويرها؛ بل واستخدامها أحيانا.
ما يجعل ذلك كلّه أكثر خطورة من أي وقت مضى هو البُعد السياسي، فهنا والآن، لم تعد هناك قوّة عالمية قادرة على ضبط إيقاع الكون، كما كان الحال في العقد الأخير من القرن الماضي، والعشرية الأولى من القرن الجديد، ولم يعد هناك حتى قوتين متفاهمتين، كما كان الحال أيام الثنائية القطبية.
ما نعيشه الآن هو صراع عالمي، ستتحدد بناء عليه منظومة الكون لعقود قادمة، أي أنها مرحلة انتقال تاريخية في موازين القوى؛ إذ تقاتل القوى المتراجعة (أمريكا والغرب) دون نفوذها، فيما تقاتل القوى الصاعدة من أجل احتلال مكانة جديدة.
في حالة الثنائيّة القطبية؛ كان من الطبيعي أن ينتهي الصراع بانتصار الحلف الغربي، نظرا لقوة المنظومة وقوة النموذج في آن، في حين كان الاتحاد السوفياتي مجرد قوة عسكرية وحسب.
الصين الآن ليست الاتحاد السوفياتي، فهي لا تملك القوة العسكرية وحسب، بل تملك كل أشكال القوة، ربما باستثناء قوة النموذج الجاذب، وإن كان النموذج الغربي ليس بتلك الجاذبية التي يتحدث عنها كثيرون؛ نظرا لأن جاذبيته تنحصر في الداخل، فيما كان نموذجه متوحشا في الخارج، بدليل حروبه واستعماره ونهبه للشعوب الأخرى.
هذا الصراع لأجل تحديد موازين القوى الجديدة في الكون يعني الانفلات الكامل، وأقله شبه الكامل، على صعيد بناء القوة؛ حتى لو كان ذلك عبر توليد البشر من دون (أب وأم)، وحتى لو أدى ذلك إلى دمار رهيب، لا سيما أن الطرف المقابل لن يقصر في المضمار ذاته.
ما يجري في الكون من تسارع في الاكتشافات، يثير من الخوف أكثر مما يثير من البشائر، لا سيما بعد أن ثبت أن حياة الإنسان، لم تغادر يوما ما قرّره لها ربّها من “كدح” و”كبد”
وحين نتحدث راهنا عن هذه التقنية أو تلك، في مجال السلاح أو الطب أو الذكاء الاصطناعي، فإننا نتحدث عما يُسمح بكشفه عمليا من قبل الأجهزة المعنية. ومعلوم أن أهم التقنيات، هي تلك التي يتم تطويرها في مصانع السلاح وأروقة الجيوش، وليس في الحياة المدنية؛ وإن لم يَعُد هذا البعد بتلك الحدية القديمة؛ تبعا لصعود القطاع الخاص في مختلف المجالات، وظهور الثروات المليارية، بل حتى التريليونية القادرة على بناء الأحلام على نحو غير منضبط.
في هذا الصراع الجديد سيكون الإنسان هو الضحيّة على الأرجح، إذ لا يبشره كل ذلك سوى بتدمير الأسرة ودفئها، وبضياع الكثير من الوظائف، وبتراكم ثروات رهيبة؛ مقابل جحافل من البشر لا يملكون شيئا، ويركب كثير منهم البحر ويتعرضون لخطر الموت؛ بحثا عن حياة هنا أو هناك.
في مرحلة كهذه من الصراع الكوني سيشاهد البشر عالما جديدا على كل صعيد؛ إن كان المادي أم الثقافي والإنساني والقِيَمي، وستزيد الهوة بين الفقراء والأغنياء؛ على صعيد الدول وعلى صعيد الأفراد، وستكثر الحروب، وتبعا لها الضحايا؛ فضلا عن الجديد في قضايا المناخ وتغيراته المخيفة، والأوبئة كما كان حال “كورونا”، وما سيأتي بعد ذلكَ. ولا تسأل أيضا عما يتعلّق باختراق الفضاء واكتشاف العوالم الجديدة.
لن نتوقف هنا عند سؤال السياسة وتبعاتها، وأن ميزان القوى الجديد لم يعد من باب التنبؤات، لا سيما أن كثيرين لا يروقهم الحديث عن نظام جديد يتشكل، وتصعد فيه الصين وروسيا والهند؛ مع قوىً أخرى، مقابل تراجع لأمريكا وأوروبا، وإن بقيتا ضمن الأقطاب الكبرى. ومردّ هذا الموقف من أولئك هو التعامل مع المشهد؛ كأننا نتحدث عن اختيار سيد جديد من بين عدة أسياد، فيما الحقيقة أن علينا، كأمة وكقوى ضمن إطارها، استغلال التناقضات الدولية الجديدة في الحصول على مكان مهم تحت الشمس، بعيدا عن سطوة الغرب، الذي ولغ في دمنا على مدى قرون، فاحتلّ واستعمر ونهب بلا توقف.
المهم في الأمر هو طبيعة العالم الذي ستشهده الأجيال الجديدة، الذي جعل كثيرين يشيرون إلى تلك الآية اللافتة في كتاب الله عز وجل: {… حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازینت وظن أهلها أنهم قادرونَ عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تَغْنَ بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون} [سورة يونس: 24]
الآية التي تتحدّث عن مرحلة، يعتقد فيها البشر أنهم قادرون على كل شيء، ويمكنهم العبث بكل شيء، وقد تؤدي إلى “آخرة”، وربما دورة حياة جديدة، حسبما تقتضي حكمة الله عز وجل.
ما يجري في الكون من تسارع في الاكتشافات، يثير من الخوف أكثر مما يثير من البشائر، لا سيما بعد أن ثبت أن حياة الإنسان، لم تغادر يوما ما قرّره لها ربّها من “كدح” و”كبد”، وصولا إلى الفصل بين من “سُعِدوا” ومن “شَقُوا”، وذلك في الحياة الآخرة.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
0 تعليق