
أنا لم أتزوج حبيبتي !
بقلم: كريم الشاذلي
| 3 مايو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: كريم الشاذلي
| 3 مايو, 2024
أنا لم أتزوج حبيبتي !
هكذا أخبرني وهو يمسح عرقا وهميا سرى داخل رأسه! وذلك قبل أن يتابع قائلا:
بلى، تزوجتها بناء على نصيحة من قريب.. في مجلس غلبت عليه عبارات مجاملة محفوظة كان لقاؤنا الأول، وبعد عدة لقاءات تزوجنا زواجاً يطيب للبعض تعريفه بأنه “زواج صالونات”، نظراً لأن لقاءنا الأول كان نمطياً تقليدياً في حضرة الأهل والمعارف. تزوجنا وعشنا سعداء، كل منا كان يعرف جيداً الدور المنوط به في إسعاد شريكه.. كان هذا قبل أن يكتشف كلانا أننا لم نكن حبيبين قبل أن نتزوج!.
حاصرتنا الدراما وهي تسخر من زواج تقليدي لم تسبقه عاطفة حارة، وأرّقتنا كثيراً كلمات بعض الخبراء والأخصائيين، وعلماء النفس وخبراء الزواج وأهل التنمية البشرية، وهم يخبرونا أننا لم نكن صائبَين حينما ارتبطنا بهذه الطريقة الهمجية السخيفة، التي لا تليق بمثقف ينتمي للقرن الحادي والعشرين، وعليه اكتشف كلانا أننا لسنا سعداء كما نتصور!.
صار كل منا يرى في حياته نقائص ما كانت لتوجد لو كنا تزوجنا بعد قصة حب عنيفة، شعر كل واحد فينا أنه قد خُدع بشكل ما، هناك مشاعر وحوادث ومواقف كان يجب أن نعيشها، لكننا بغباء تخلينا عنها وهرولنا إلى لحظة النهاية.. نتذكر في حسرة جلوسنا حول أكواب الشاي والقهوة والجاتوه، محاصرين بنظرات الأهل التي لا تنقطع، وصحبة “المحرم” الذي لا يسمح لنا بلحظة انفراد نختلسها في غفلة ونحن جلوس في كازينو، أو أثناء تجولنا في حديقة أو مول ما..
توقف صاحبي عن الكلام، محاولاً اكتشاف كنه الابتسامة التي ترتسم على شفتي قبل أن يقول: ما رأيك في ما قلته؟.
هنيهة من الصمت سمحت لها أن تفصل بين شكواه وكلامي قبل أن أجيب: إنها اللعنة يا صديق، لعنة التحولات التي تطرأ على عالمنا وتحاول أن تحيل كل ما فيه إلى نمط واحد، لعنة المعركة الدائرة بين قيمنا الأصيلة والرؤى الجديدة، لعنة اكتشافنا – نحن أبناء الجيل الجديد- لاحتياجات عاطفية ونفسية لم يدركها أهل الزمان الفائت، وبحثنا المتطرف عن حل لها وجواب.
وكي أطمئنك، فأنا أيضاً كان زواجي مثلك تماماً، زواج “صالونات” كما يسمونه، شخصيًا لم يشغل بالي كثيراً الشكل والطريقة التي تم بها زواجي، كل ما شغل بالي هو مدى ملاءمة كل منا لصاحبه، كاذبون من أخبروك بأن الحب قبل الزواج منجاة، مخادعون من حدثوك أن فترة الحب تلك قادرة على كشف جوانب من شخصية الطرف الآخر، ومن ثم معرفة مدى ملاءمته لك من عدمها.. الأرقام تخبرنا بذلك، حالات الطلاق تؤكد هذا، آلاف القصص التي ظن أصحابها أنهم لامسوا السحاب، وأقاموا الليل وأقعدوه على صوت عبدالحليم حافظ وكاظم الساهر، كلها تؤكد هذا، قصص حبهم الملتهبة قبل الزواج لم تصمد أمام مسؤولية الزواج، ما يعني أن الحل ليس هنا.
والحقيقة يا صاحبي أن كل زواج لم يقم على أساس من المصارحة والمكاشفة مصيره إلى تعاسة، كل ارتباط لم يسبقه صدق من كلا الطرفين وسعي حثيث في تعرية النفس وكشف جوانب ضعفها وقوتها سيذهب بنا إلى طريق مسدود.
أنا أيضاً لم أتزوج حبيبتي، لكنني كنت حريصاً أن أجعلها حبيبتي!.
كنت مصمماً أن أدمر مقولة “كان في الإمكان أفضل مما كان”، ومن ثم سعيت في دأب كي أتقبل عيوبها، وأُثمّن ما تفعله هي الأخرى كي تقبل ما بي من عيب وعوج، لم أُصغ أبداً لكلام بعضهم الساخر من أن زواج الصالونات زواج بائس، وقررت أن أنعم بما وهبني الله من قلب عفيف لم يوزع مشاعره على طاولات الأندية، قبل أن يوزع رقم هاتفه على طلاب الحب.
سيقولون: قديم هو في الحب، عتيق في مشاعره.. لا بأس يا صديقي، لكنني لست بائساً تعيساً، أنا رجل يدرك تماماً أن الكمال في دنيا الناس غير موجود، وأن جزءا من حصافة المرء في قبوله بما امتلك، وعدم مد العين إلى ما لدى الآخرين، وكذلك في محاولته الدائبة لتجميل الواقع بدلاً من الشكوى والتذمر.
لم تتزوج حبيبتك؟! لا بأس في ذلك، اجعلها من اليوم حبيبتك، ولا تظن أنه لو عاد بك الزمان ستصل إلى نتيجة أخرى؛ وصدقني.. جزء من تعاستنا يسكن في “لو”، تلك التي تفتح عمل الشيطان، وتقتل بواعث الرضا والراحة فينا.
7 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
احسنت احسن الله اليك
وانا ايضا احببت زوجتي ❤️❤️
مقال جميل وممتع
ارجو تسجيل هذه المقالات بصوت حضرتك
أحسنت انا ايضا أحببت زوجى ولكن هو بعد ١٣ سنه زواج اكتشف انه تزوج تقليدى صالونات
تزوجنا ونحن حبيبين تخطينا كل المصاعب كنت ارى عيوبه بعيني لكن منعتها ان تلامس عقلي كنا حبيبين لكن محتلفين في كثير من الطباع والاراء والمواقف وكمى قيل الحب اعمى فما عاد.الواحد منا يرى سوى محاسن الاخر وشوقه الى الاخر وبعد عقد.من الزمن يخون ويكرر صنيعه الى ان اكتشفت ذلك واعتقادي ان الاشياء التي تحكمها المبادئ لا تشفع لها المشاعرجعلتني ارفض وجوده في حياتي حد.التقزز . وها نحن بعد عقدين ونصف من الزمن كل منا في مكان وحقيقة نسيت فعلا انني احببته يوما ولا اتذكر البتتة لكن عائلتي واقربائي يذكرون ذلك ربما
لمن انشىء هذا الموقع لماذا لا يوجد إشارة الاعجاب اللايك لانه هذة المقالة تستاهل المليون لايك
احسنت كلامك أكثر من رائع ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️