أيها المكلوم من الكوارث!
بقلم: محمد خير موسى
| 20 سبتمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
مقالات منوعة
بقلم: محمد خير موسى
| 20 سبتمبر, 2023
أيها المكلوم من الكوارث!
ماذا عساها تفعل الكلمات أمام هول ما عشتَه من زلزلة الأرض واهتزاز البيت، ومن اجتياح الأمواج وفزع قلبك وصراخ أسرتك وأبنائك وبناتك من حولك؟ وماذا يمكن للأقوال أن تضمّد من جراح القلب الذي لوّعه موت الأحباب، أو فقدهم تحت الركام وتحت الردم دون قدرة على الوصول؟ أو ماذا يمكن القول في حضرة تشردك في العراء، وفقد المال والمسكن، والتحوّل إلى شدة الفاقة والحاجة مع عزّةٍ في النفس وكبرياء في الروح؟. ولكنها كلمة؛ والكلمة بها واسى الله أنبياءه وأحبابه وأصفياءه حين اشتد بهم الكرب، وثقلت وطأة الآلام على نفوسهم. وعساها كلمتي تكون الكلمة التي تخرج من قلبٍ ملتاعٍ إلى قلبك المكلوم، لتدخل دون استئذان فتمسح جرحا راعفا أوله في قلبك وآخره في قلبي.
دعني أقول لك دون مبالغة أو تكلف؛ إن في ابتلاء الله تعالى لك هذا الابتلاء الشديد علامة محبته لك؛ أجل أيها المكلوم المنكوب، إن ما أنت فيه من آلام وابتلاء شديد يدل على عظيم حب الله تعالى لك إن رضيتَ وصبرت، ولعلك تسأل؛ كيف يبتلي الله من يحبهم بهذا الابتلاء العظيم والألم الشديد؟ فيأتيك الرد في ثنايا قول الله تعالى: {فأمَّا الْإِنسان إِذا ما ابتلاه ربُّه فأكرمه ونعَّمه فيقول ربِّي أَكْرمنِ* وأمَّا إِذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربِّي أهاننِ* كلّا}.. وفي هذه الآيات زجر واضح لمن يقصُرُ دلالة سعة الرزق والأمن والسلامة على حب الله تعالى، بينما يقصرُ دلالة المصائب ــ والزلزال والإعصار منها ــ على الإهانة والعقاب. وقد بيَّن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن الابتلاء علامة حب الله تعالى لعبده الذي يبتليه؛ فقال فيما رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسن: “إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط”.
ثم ألا يرضيك أن تكون معاملة الله تعالى لك كمعاملته لأنبيائه وهم أحب خلقه إليه؛ لتكون بعدهم في درجة القُرب منه؟. ألا فاسمع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يجيب إذ سئل فيما رواه الترمذي بسند حسن صحيح: “يا رسول الله! أيُّ الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل؛ يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زِيدَ في بلائه، وإن كان في دينه رِقَّة خُفِّف عنه؛ ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة”.
وكأني ــ يا صديقي ــ بابن القيّم يقصدك أنت في خطابه في كتابه “مفتاح دار السعادة” حين يقول: “وإذا تأمّلتَ حكمتَه سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوتَه، بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات، وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة إلا عليه، وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقهم والكرامة، فصورته صورة ابتلاء وامتحان، وباطنُه فيه الرحمة والنعمة، فكم لله من نعمة جسيمة ومِنّة عظيمة؛ تُجنى من قطوف الابتلاء والامتحان؛ فلله سبحانه من الحِكَم في ابتلائِه أنبياءَه ورسلَه وعبادَه المؤمنين، ما تتقاصر عقول العالمين عن معرفته؛ وهل وصل من وصل إلى المقامات المحمودة والنهايات الفاضلة، إلا على جسر المحنة والابتلاء؟”.
لن أطيل عليك أيها الحبيب؛ ولكن مهما اشتدّ وجعك؛ ابقَ موقنا بقضاء الله تعالى، مؤمنا بقدره، ومؤمنا بحبّ الله لك في مصابك؛ فقابل حبّه بحبّ؛ فأسرع بالأوبة إليه، وكثّف الضراعة بين يديه، واعلم أنه لن يتخلى عنك فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه؛ فعلّق قلبك به، وصِل حبلَك ببابه ولن تندم في الدنيا والآخرة؛ فهو حسبك وهو نعم الوكيل.
مختص بقضايا الفكر الإسلامي ومشكلات الشباب
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
0 تعليق