إدارة المعرفة بين الفقد والإيجاد
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 29 ديسمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 29 ديسمبر, 2023
إدارة المعرفة بين الفقد والإيجاد
في سياق استمرار البحث عن العناصر الأساسية التي تعزز النجاح في مجال الأعمال، يبرز مفهوم “إدارة المعرفة” كأداة حيوية في التطور الإداري والعمليات التنظيمية. يُعنى هذا المفهوم بتسخير المعرفة والتجارب لصالح المؤسسات. لنستكمل رحلتنا في هذا الموضوع.
مفهوم إدارة المعرفة
كثر في الآونة الأخيرة في عالم الأعمال والوظائف العامة، سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة أو حتى في المشروعات الخاصة، وخصوصاً في هذه الفترة، التطرق لمفهوم جديد نسبياً في عالم الأعمال ألا وهو “إدارة المعرفة”؛ فإدارة المعرفة من أحدث المفاهيم الإدارية التي تم تدوالها في أروقة الجامعات وأدبيات الدراسات الإدارية، وكذلك في الوظائف وبيئة الأعمال.. فما المقصود يا ترى بإدارة المعرفة؟ .
دارة المعرفة ببساطة هي العمليات الملموسة وغير الملموسة، التي تساعد المنظمات على توليد والحصول على الفِكَر والقيم والمعلومات والرؤى والخبرات، واختيارها وتنظيمها، وترتيبها واستخدامها ونشرها، وتحويل المعلومات الهامة والخبرات التي تمتلكها المنظمة، والتي تعتبر ضرورية للأنشطة الإدارية المختلفة، كاتخاذ القرارات، وحل المشكلات، والتعلم التنظيمي، والتخطيط الإستراتيجي وغيره .
أنواع إدارة المعرفة
ولإدارة المعرفة نوعان؛ أحدهما ظاهر وملموس، وتم تسميته بالمعرفة الظاهرية أو المجسدة أو الصريحة؛ والنوع الآخر يسمى المعرفة الضمنية أو الداخلية أو غير الملموسة .
المعرفة الضمنية:
فالمعرفة الضمنية هي التي تتعلق بالأصول غير الملموسة كالقيم، والصورة الذهنية للمنظمة أو الشركة أو الوزارة، والحدس، والاستعارات، ونفاذ البصيرة، والخبرات المدفونة التي تشكل أهم الأصول التي ينبغي الاعتناء والاهتمام بها، لأنها تشكل قيمة مضافة للعمليات اليومية التي تقوم بها المنظمة، ويجب عليها الاستفادة منها وتحويلها إلى مصدر قوة للمنظمة .
المعرفة الظاهرية:
أما المعرفة الظاهرية، فهي التي تتعلق بالمعلومات الظاهرية أو المعلومات الموجودة والمخزنة في أرشيف المنظمة؛ ومنها (الكتيبات المتعلقة بالسياسات، والإجراءات، والمستندات، ومعايير العمليات والتشغيل، واللوائح والنظم، والنشرات المكتوبة والمسموعة والمسجلة، ومقاطع الفيديو التوضيحية)، وفى الغالب يمكن للأفراد داخل المنظمة الوصول إليها واستخدامها، ويمكن تقاسمها كنوع من المعرفة التشاركية مع جميع الموظفين، من خلال الندوات واللقاءات والكتب وحلقات النشاط والعصف الذهني وما يصاحبه من تدوينات مكتوبة ومرتبة لتكون متاحة للجميع .
والمعرفة الظاهرية تحوي عدة أشكال تتكون منها تدريجيا، ابتداءً بالبيانات وانتهاء بالتوجهات أو الاتجاهات؛
البيانات:
فأما البيانات فهي مجموعة من الحقائق الموضوعية غير المترابطة، يتم إبرازها وتقديمها دون أحكام أولية مسبقة. وتصبح البيانات معلومات عندما يتم تصنيفها، وتنقيحها، وتحليلها، ووضعها في إطار واضح ومفهوم للمتلقي .
المعلومات
أما المعلومات، فهي في حقيقة الأمر عبارة عن بيانات تُمنح صفة المصداقية ويتم تقديمها لغرض محدد؛ فالمعلومات يتم تطويرها وترقى لمكانة المعرفة عندما تستخدم لغرض المقارنة، وتقييم نتائج مسبقة ومحددة، أو لغرض الاتصال، أو المشاركة في حوار أو نقاش.
القدرات
أما القدرات، فهي القوة الكفيلة بتحويل البيانات إلى معلومات، ومن ثم استخلاص القيم من المعلومات وتحويلها لمعرفة خبراتية مفيدة لتطوير المنظمات. وقد منح الله بعض الأفراد في بعض المنظمات الرائدة القدرةَ على التفكير بطريقة إبداعية والقدرة على تحليل وتفسير المعلومات، ومن ثم التصرف بناءً على ما يتوفر من معلومات؛ وإذا لم يتوافر لدى الأفراد القدرات والكفاءات الأساسية للتعامل مع المعلومات فعندئذ نستطيع القول إن أحد المحاور الأساسية لإدارة المعرفة في تلك المنظمة مفقودة، ويجب السعي الحثيث لتفادي الأمر.
الاتجاهات
وهناك أخيراً الاتجاهات، فإدارة المعرفة وثيقة الصلة بالاتجاهات أو التوجهات المنظمية والفردية؛ وهي في حقيقة الأمر سلوكيات وممارسات تدفع الأفراد في المنظمة للرغبة في التفكير والتحليل والتصرف وإيجاد الرغبة وتحفيزهم للإبداع.
فكلما كان التوجه العام في منظماتنا العربية إلى خلق إدارة للمعرفة، مبنية على الاستفادة من خبرات أهل الخبرة والسعي الحثيث لتحويل خبراتهم الضمنية الخفية إلى خبرات مكتوبة وظاهرة للعلن بين الموظفين، ثم تشجيع الموظفين على التعلم والاستفادة وزيادة الإبداع؛ أدى ذلك إلى نمو المنظمات سريعا، وعندها ستصبح في سنين تنافسية قليلة في مركز متقدم في سوق النشاط الذي تنمو فيه.
أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
0 تعليق