إسرائيل فوق ميزان محكمة العدل الدولية
بقلم: هديل رشاد
| 29 يناير, 2024
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: هديل رشاد
| 29 يناير, 2024
إسرائيل فوق ميزان محكمة العدل الدولية
يتناول المقال قرار محكمة العدل الدولية بشأن الأوضاع في قطاع غزة، مع التركيز على التحديات المتعلقة بتنفيذ هذا القرار وردود الفعل المتباينة من الأطراف المعنية.
قرار محكمة العدل الدولية بشأن غزة: بين استنكار وتحديات الإنفاذ
لا أعلم لماذا استنكر البعض قرار محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، والذي جاء مكتفياً بفرض تدابير إجرائية، لمنع التحريض على الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة من قِبل الدولة العبرية، والمعاقبة عليه، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة؛ رغم أنه لم يخالف توقعات كثيرين ممن يعلمون سلفاً كيف تتعاطى الأجهزة التابعة للأمم المتحدة مع قضايانا!
توقعات من تجاهلوا سلوك تلك الأجهزة في الماضي انتظرت إصدار قرار واضح لا تأويل فيه، يتعلق بوقف فوري لإطلاق النار في ظل ما يكابده سكان قطاع غزة منذ أكثر من 114 يوما من تجويع وتهجير قسري، مع انتفاء الأمان، ذلك أنَّ كل ما هو في قطاع غزة يقع تحت طائلة سيكوباتية قادة مجلس الحرب الإسرائيلي، ويعد من أهداف ترسانتها العسكرية، التي لا تميز بين مواقع عسكرية ومدنية، ولا تضع أي اعتبار لما ينص عليه القانون الدولي في هذا الخصوص.
وبالرغم من أنَّ قرار محكمة العدل الدولية جاء خجولاً في ظلِّ الأدلة التي قدمتها جنوب أفريقيا، لإثبات جرائم الإبادة الجماعية المُمارسة بإمعان على سكان قطاع غزة من قبل إسرائيل، والتي أشير إليها على لسان رئيسة المحكمة جوان دونوغو، متحدثةً بوضوح عن إيجاد القضاة أدلة قد تندرج تحت خانة الإبادة الجماعية في غزة، فإنَّ ما جاءت به المحكمة بالاستناد إلى ما تقدمت به جنوب أفريقيا أثار استياء دولة إسرائيل، التي ترى نفسها دوماً فوق القانون، ليخرج بنيامين نتنياهو – رئيس الوزراء الإسرائيلي- متحدياً قرار المحكمة بتأكيده أن إسرائيل ملتزمة بمواصلة الدفاع عن نفسها، واصفا القرار بالدنيء، وأن فيه تمييزاً صارخاً ضد الدولة اليهودية؛ ولم يكتف بهذا التعليق، بل أنكر بكل تبجح الاتهامات التي وُجهت لدولته بارتكاب جرائم إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، ضارباً عرض الحائط لا بقرارات محكمة العدل الدولية فحسب، بل بكل كيانها.
وقد يسأل سائل: ما جدوى التقدم بشكوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، والكل يعلم سلفاً بأن إسرائيل لن تمتثل لقرارات المحكمة؟! ألا فإنَّ توجيه إصبع الاتهام لإسرائيل باقترافها جرائم إبادة جماعية، وهي الدولة التي تروج لمساعيها نحو السلام، جعلها في موقف ضعيف، على الأقل أمام شعوب العالم التي كانت مستسلمة للرواية الإسرائيلية على مر السنوات، قبل أن تأتي عملية طوفان الأقصى التي أيقظت العقول ونورت البصائر تجاه القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، لتبدأ شعوب العالم بتركيب الصورة الواقعية للمشهد الدائر على أرض فلسطين، وتكتشف الإجابة عن.. من الضحية؟ ومن الجلاد؟، كما أنَّ مثول إسرائيل أمام المحكمة الدولية بملف محاكمة ثقيل ملطخ بدم الأبرياء أضعف موقفها الدولي أمام العالم الحر، بل أدخل مناصريها في حرج، وجعلها تحت ضغط دولي مع انحسار البيئة الدولية الحاضنة لها، وقد تعد الموافقة على قرارات محكمة العدل الدولية، من قبل 15 عضوا من أصل 17 عضوا إلى جانب ممثل الاحتلال في المحكمة أهارون باراك، أحد أوجه الإنصاف والانحياز للحق الفلسطيي، وهذا يُعدّ صفعة على وجه كل من يسعى لتبرئة إسرائيل.
ختاما..
ما هو الدور، الذي سيقوم به مجلس الأمن الدولي في جلسته التي ستُعقد الأربعاء المقبل – بطلب من الجزائر- لبحث آلية تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية؟ وما هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة جو بايدن، الحليف الأول لإسرائيل، من هذه القرارات، في ظل دعمها المالي والعسكري والمعنوي للحرب على قطاع غزة، وفي ظل ما يجري ولا تراه يمثل إبادة جماعية لسكان قطاع غزة؟.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
0 تعليق