إعادة الأمل للسودان عبر مثلث الدوحة والرياض والقاهرة
بقلم: جابر بن ناصر المري
| 6 يونيو, 2023
مقالات مشابهة
-
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في...
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
-
“سيد اللعبة”.. قصة هنري كيسنجر ودوره في الشرق الأوسط (1)
عندما كنت أحضّر حلقة وثائقية من برنامج مذكرات عن...
-
11 سبتمبر.. هل استوعبت أمريكا الدرس؟
بعد مرور أكثر من عقدين على أحداث 11 سبتمبر 2001،...
-
أبناء الله وأحباؤه
يروى أن رجلاً كان لديه خاتم الحكمة، فقرر إذ مرض...
مقالات منوعة
بقلم: جابر بن ناصر المري
| 6 يونيو, 2023
إعادة الأمل للسودان عبر مثلث الدوحة والرياض والقاهرة
يفتح التنسيق القطري المصري بشأن السودان باب الأمل بشأن تحقيق تقدم لإنهاء المأساة المستمرة في البلد الشقيق من نحو الشهرين، إذ كان الملف السوداني محور الاتصال الهاتفي الأخير الذي تلقاه حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ وجرت خلال الاتصال مناقشة آخر مستجدات الأوضاع في السودان، وتم التأكيد على ضرورة مراعاة الجوانب الإنسانية، وتسهيل انسياب المساعدات للمتأثرين بالقتال الدائر هناك، وتجنيب المدنيين تبعاته؛ كما اتفق الجانبان على تكثيف التنسيق المشترك لتقديم الدعم والمساعدة للشعب السوداني الشقيق، والتخفيف من آثار الأزمة، خاصة على اللاجئين السودانيين، وأن تشرع الفرق واللجان المعنية في الدولتين في وضع الآليات والخطط التنفيذية لضمان وصول هذا الدعم لمُستحقيه من الشعب السوداني الشقيق.
المؤكد أن التنسيق القطري، هو إضافة إلى الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة في الملف السوداني، والتي جمعت ممثلين عن طرفي الصراع في “اجتماع جدة”، والذي يعد أول جهد حقيقي يرى النور، في الطريق إلى حل يعيد السلام للسودان
لا شك أن التنسيق المشترك بين الدوحة والقاهرة في الملف السوداني، سيكون له انعكاساته الإيجابية، خاصة أن هناك سوابق ناجحة للتعاون القطري المصري في الملف الفلسطيني، حيث عمل الجانبان معا لصالح توطيد الأمن والسلام في المنطقة خاصة في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة بالتحديد، ونجحا في إيقاف العدوان الإسرائيلي الأخير عبر إبرام اتفاق هدنة بين المُقاومة والاحتلال، وها هما الطرفان مجددا يلقيان بثقلهما الدبلوماسي لصالح الشعب السوداني الشقيق، الذي يدفع وحده ثمن صراع مسلح على السلطة.
والمؤكد أن التنسيق القطري، هو إضافة إلى الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة في الملف السوداني، والتي جمعت ممثلين عن طرفي الصراع في “اجتماع جدة”، والذي يعد أول جهد حقيقي يرى النور، في الطريق إلى حل يعيد السلام للسودان، ويفتح أبواب العودة إلى المفاوضات بين المكوِّنين العسكري والمدني في شأن استئناف المسار المدني للحكم. وهذا الاجتماع حظي بدعم وتقدير قطريين كبيرين للجهود التي تبذلها السعودية في هذا الشأن.
كما أنه على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب بمدينة جدة مؤخرا، عقد الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال العربية الوزارية المعنية بمتابعة تطورات الوضع في السودان، بمشاركة وزيري خارجية السعودية ومصر وأمين عام الجامعة العربية.
يجب ألا يقتصر التنسيق على العواصم الثلاث، بل حان وقت العمل بشكل جماعي عربي لبناء سودان الغد، الذي يضم جميع أبنائه ويرعاهم
إن الأزمة التي ألقت بظلالها على الشعب السوداني الشقيق، تؤرق قطر التي دعت منذ بداية الأحداث المؤسفة، في منتصف أبريل الماضي، إلى ضرورة الوقف الفوري للاقتتال والجنوح إلى صوت العقل، وتغليب المصلحة السودانية العُليا وتفعيل الحلول الدبلوماسية، بعيدا عن الحرب العبثية والاشتباكات، والقصف المتبادل الذي اكتوى بناره المدنيون وسقط منهم آلاف الضحايا بين قتيل وجريح. ودعمت قطر كل الجهود الرامية لحل الأزمة السودانية، وانفتحت الدوحة على الكثير من العواصم العربية والعالمية لحقن دماء الأشقاء؛ كما قامت قطر، ومنذ بداية الأحداث المؤسفة، بتسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الطبية والإغاثية والإنسانية للمتضررين.
والمؤكد أن جهود الدوحة مع كل من الرياض والقاهرة، ستكون وفق مراقبين كُثر بوابة إعادة السودان -البلد الكبير والمهم بموقعه وتاريخه على الساحتين العربية والإفريقية- إلى الاستقرار والسلام.
والحقيقة أنه يجب ألا يقتصر التنسيق على العواصم الثلاث، بل حان وقت العمل بشكل جماعي عربي لبناء سودان الغد، الذي يضم جميع أبنائه ويرعاهم، وينهض بآمالهم نحو الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وتفعيل مبدأ التشاركية السياسية بين كل مكونات الشعب الشقيق العريق.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
لعنة الصحافة من “فوزية” لـ “هنيدي”!
لن يعرف قيمة أمه، إلا من يسوقه حظه العاثر للتعامل مع زوجة أبيه، ولن يعرف قيمة الدكتورة فوزية عبد الستار، إلا من يجد نفسه مضطراً للاشتباك مع إبراهيم الهنيدي. الأولى كانت رئيسة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب المصري حتى برلمان 1995، والثاني هو رئيس اللجنة...
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في تاريخها السياسي والاجتماعي، تمثل في سقوطها بيد العسكرة الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع الهجري، وجاء في إطار الصراع السياسي والعسكري المستمر بين الإمبراطورية البيزنطية والدولة الحمدانية العربية، التي كانت تسيطر على...
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض الانصياع للقانون الأدبي لتكون حرة طليقة لايحكمها شيء.. وتحكم هي بمزاجها ما حولها.. تأطيرها في قانون متفق عليه لتخرج من كونها حكما مزاجيا، وتدخل عالم التدرج الوظيفي الإبداعي الذي نستطيع أن نتعامل معه ونقبل منه الحكم على...
0 تعليق