إلى أين قد تصل سياسة الاغتيالات الإسرائيلية خارج غزة؟

بواسطة | يناير 4, 2024

بواسطة | يناير 4, 2024

إلى أين قد تصل سياسة الاغتيالات الإسرائيلية خارج غزة؟

عمليات القتل في قلب الميليشيات المدعومة من إيران في لبنان وسوريا قد تؤدي إلى “حرب أوسع نطاقاً” يقول الجميع إنهم لا يريدونها

اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس صالح العاروري يوم الثلاثاء في بيروت يمثل تصعيدًا في الاستخدام الإسرائيلي للقوة المميتة، يضاف إلى حقيقة أن إسرائيل كانت تشن بالفعل هجمات عسكرية خارج حدودها الشمالية، بما في ذلك في لبنان.

نُفذت عملية الاغتيال بطائرة مسلحة بدون طيار، قصفت مكتبًا لحماس، وقتلت أيضًا اثنين آخرين من مسؤولي حماس، وما يصل إلى ثلاثة أشخاص آخرين. وتهدد العملية بتوسيع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بطرق متعددة.

على المدى القريب، فإن الفرصة الأكبر لمزيد من التصعيد قد تشمل حزب الله اللبناني. كانت إسرائيل وحزب الله يتبادلان بالفعل إطلاق النار بالمدفعية والصواريخ على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وضربت الطائرة بدون طيار التي قتلت العاروري منطقة بعيدة عن تلك الحدود، في جزء من جنوب بيروت يعتبر معقلا لحزب الله.

لا يسعى حزب الله إلى خوض حرب شاملة جديدة مع إسرائيل، بعد خسائر بشرية ومادية كبيرة تكبدها وعانت منها لبنان في آخر حرب سابقة في عام 2006. ولكن منذ نشأته، كانت دعاية حزب الله الرئيسية، وأساس حصوله على الدعم الشعبي، هو وقوفه في وجه إسرائيل، وحماية جميع اللبنانيين. ويبدو أن حزب الله أقرب الآن من أي وقت مضى إلى تنفيذ المزيد من التهديدات بالانتقام التي ظلت تطلقها منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على غزة.

وباعتبارها الهدف المباشر للعملية الإسرائيلية، فسوف تبحث حماس عن طرق للانتقام. يعد العاروري أكبر شخصية في حماس تُقتل منذ بدء الجولة الحالية من الصراع في أكتوبر. وقد كان نائباً لزعيم حماس السياسي المنفي إسماعيل هنية، ولعب أدوارًا مهمة في الشبكة المالية للحركة واتصالها مع حزب الله.

في الوقت الحاضر، من الواضح أن حماس مشغولة بالقتال في قطاع غزة. لكن من المحتمل أن تسعى إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي يمكن اعتبارها انتقاما وردًا على مقتل العاروري. وقد يكون اغتيال إسرائيليين خارج الحدود الإقليمية خيارًا مناسبًا، على الرغم من صعوبة تنفيذ ذلك على الحركة.

لقد صعبت الإجراءات الأمنية الإسرائيلية مؤخرًا على حماس، أن تحاول تكرار بعض عملياتها السابقة داخل إسرائيل، والتي شملت التفجيرات الانتحارية.

كما أن حماس لا تتمتع بقدرة حزب الله الواضحة على القيام بمثل هذه العمليات في أماكن أخرى من العالم.

وبقدر ما تتجه حماس أكثر إلى القصف وغيره من العمليات غير المتكافئة، فقد ينذر ذلك بما قد تبدو عليه المرحلة التالية من الصراع بين إسرائيل وحماس، بعد أن ثبت أن التدمير الإسرائيلي لقطاع غزة غير قادر على تحقيق الهدف الإسرائيلي المعلن. “تدمير” حماس والتخلص منها.

إن دور إيران يتم المبالغة فيه فيما يتعلق بتأثيرها على الجماعات المتحالفة معها، لكن هذا التأثير في اتجاه ضبط النفس ستظهر هشاشته على حزب الله وحماس بعد العملية الإسرائيلية الفتاكة الأخيرة.

كان النظام الإيراني يشعر بالفعل بضغوط من داخل إيران من أولئك الذين يعتقدون أنه لم ينتقم بشكل كافٍ لاغتيال إسرائيل للسيد راضي موسوي، الضابط الإيراني الكبير في سوريا، بغارة جوية خارج دمشق قبل أقل من أسبوعين.

إن التشابه بين تلك العملية واغتيال العاروري واضح للغاية بحيث لا يمكن تجاهله.

ومن نواحٍ عديدة، يعد مقتل العاروري بمثابة استمرار لاستخدام إسرائيل القوة على نطاق واسع خارج حدودها على مدار سنوات عديدة. وقد شمل ذلك حملة القصف المستمرة في سوريا، وبرنامجها الأطول للاغتيالات السرية في الخارج. ولكن في السياق الحالي، تمثل عملية اغتيال العاروري إشارة أخرى إلى تصميم الحكومة الإسرائيلية على مواصلة الهجوم على غزة دون نهاية في الأفق، مع وجود أسباب شخصية وسياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمواصلة الهجوم.

كما يشير ذلك إلى أن إسرائيل تعطي أولوية منخفضة للمفاوضات – التي يقال إن العاروري كان يلعب فيها دورًا رئيسيًا – من أجل إطلاق سراح متبادل آخر للسجناء.

كما أن التصعيد الإسرائيلي يضع في الاعتبار إعلان تل أبيب مؤخرًا عن سحب عدد قليل من ألويتها من قطاع غزة. وهي الخطوة التي جاءت لتخفيف آثار تعبئة قوات الاحتياط على الاقتصاد الإسرائيلي، ولا علاقة لها بوجود أي نية لتهدئة الهجوم على غزة.

المصدر: مجلة "responsiblestatecraft" الأمريكية - PAUL R. PILLAR
تاريخ النشر: 03/01/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...