
اجتياح رفح.. نتانياهو يستثمر في الدماء للبقاء في السلطة
بقلم: خليل العناني
| 19 مارس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: خليل العناني
| 19 مارس, 2024
اجتياح رفح.. نتانياهو يستثمر في الدماء للبقاء في السلطة
يقول الخبر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد وافق على الخطط التي وضعها الجيش الصهيوني لاجتياح مدينة رفح؛ وأغلب الظن أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار، أو اتفاق لعقد صفقة الرهائن، لن يوقف العملية العسكرية في رفح، والتي تعد بمثابة ورقة سياسية مهمة لنتانياهو في معركته من أجل البقاء في السلطة.
فاستمرار الحرب – وبغض النظر عن تكلفتها العسكرية والبشرية- هو بمثابة غاية بحد ذاتها لمجرم الحرب نتانياهو، الذي بات يستثمر في دماء الفلسطينيين، ولا يعبأ بأية ضغوط دولية من أجل وقف حربه المجنونة على الفلسطينيين في قطاع غزة؛ فهو يعلم جيدا أن وقف الحرب يعني نهايته سياسيا، ومحاسبته على فشله الذريع في منع هجمات السابع من أكتوبر، فضلا عن قضايا الفساد التي يحاكَم بشأنها، خاصة وأن هناك أيضا تراجعا في شعبيته، وانكشافه داخليا وخارجيا.
ولعل ما يشجع نتانياهو على المضي قدما في عملية اجتياح رفح هو حالة الضعف والاستسلام الأميركي له ولمنطقه في إدارة الحرب؛ حيث لم تمارس إدارة بايدن عليه أية ضغوط حقيقية أو جادة لوقف الحرب، وذلك رغم ارتفاع حدة الانتقادات لنتانياهو، سواء في البيت الأبيض أو الكونجرس الأميركي. وحتى الآن لم تفرض إدارة بايدن أية عقوبات على نتانياهو، ليس لجرائمه في حق الفلسطينيين حيث إن واشنطن شريكة شراكة كاملة في الحرب الحالية عبر تقديمها الدعم العسكري والدبلوماسي والسياسي لإسرائيل، ولكن على الأقل لرفضه التحذيرات الأميركية، سواء بشأن الحرب في قطاع غزة أو بشأن اجتياح رفح؛ ولا تزال العصا الأميركية حتى الآن مختفية ولم تستخدم في وجهه، وذلك بسبب حسابات بايدن السياسية، رغم أن دعمه اللامحدود لإسرائيل قد يكلفه الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
وأغلب الظن أن اجتياح رفح قد يحدث بعد عيد الفطر المبارك، وذلك لتجنب انفجار الأوضاع في الضفة الغربية، خاصة في ظل التضييقات التي تمارسها سلطات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وإذا حدث ذلك فالخسائر ستكون مروعة، فنحن نتحدث هنا عن حوالي مليون ونصف مليون إنسان يعيشون في رقعة جغرافية لا تتجاوز مساحتها 150 كيلو متر مربع، وهو ما يعني أن ما يقرب من 27 ألف شخص يعيشون في كل كيلو متر مربع مأهول بالسكان؛ وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة واكتظاظاً بالسكان في العالم، ويؤدي مجرد إلقاء قنبلة أو قذيفة صغيرة إلى وقوع مئات القتلى والجرحى.
يراهن مجرم الحرب نتانياهو أيضا على تأييد قطاع كبير من الإسرائيليين له في حربه الدموية على قطاع غزة، وكذلك يراهن على دعم اليمين الفاشي المتطرف في إسرائيل، الذي يريد إبادة غزة بشكل كامل، ولذلك فإن أحد أهم الأهداف الأساسية لعملية اجتياح رفح، وللحرب الدائرة حاليا بشكل عام، هو ترحيل الفلسطينيين وتهجيرهم خارج القطاع؛ وهو هدف لا يخفيه حلفاء نتانياهو في الحكومة الفاشية، وأبرزهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بل يؤكدون عليه بشكل علني ودون مواربة.
لا يعبأ نتانياهو بالتحذيرات الدولية – سواء الأوروبية أو الأميركية- التي تحذره من اجتياح رفح؛ بل ويرد بكل صفاقة على هذه التحذيرات ويهاجم من يتحدثون بها، مثلما فعل أكثر من مرة في رده على الرئيس الأميركي جو بايدن، والذي يبدو مستسلما لنتانياهو بشكل شبه كامل، وهو ما جعل الأخير لا يأخذ تصريحاته وتحذيراته بجدية، لأنه يعلم جيداً أنه لا توجد أية عواقب لسلوكه الدموي في قطاع غزة.
يدّعي نتانياهو أن اجتياح رفح ضروري من أجل هزيمة المقاومة الفلسطينية، وهي كذبة جديدة من أكاذيبه التي روجها طيلة الأشهُر الست الماضية. فحسب آخر تقرير لمجتمع الاستخبارات الأميركية، والذي يتكون من حوالي ١٧ جهازا استخباراتيّا داخليا، فإن إسرائيل لن تتمكن من القضاء على حركة حماس لشهور وربما لسنين قادمة، وأنه رغم الحرب الطاحنة التي تشنها على قطاع غزة منذ خمسة أشهر ونصف، فإنها لم تقض سوى على ما يقرب من ثلث المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة حماس.
يعلم نتانياهو جيداً أنه لن يستطيع القضاء على المقاومة، كما يعلم أيضا أنه لن يتمكن من استعادة الرهائن عبر عملية عسكرية كتلك الجارية حالياً؛ ورغم ذلك فهو مستمر بالحرب حتى آخر نفس في صدره.. وذلك باعتبارها طوق النجاة الوحيد له مما ينتظره من حساب وعقاب.

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق