
الأمريكان والاختيار بين البغل والحمار
بقلم: جعفر عباس
| 20 مارس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: جعفر عباس
| 20 مارس, 2024
الأمريكان والاختيار بين البغل والحمار
بات محسوما أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، ستكون بين رئيسها الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب..
والبغل المشار إليه في العنوان أعلاه هو بايدن، فالبغل لا هو هنا ولا هو هناك، لأنه كائن مقسم الولاء بين الحمير والخيل، وبايدن ينتمي للحزب الديمقراطي، الذي يزعم الليبرالية، والتي تعني في مفهومها الغربي في جملة ما تعنيه، كفالة الحريات وحقوق الإنسان “لنا ولسوانا”، ولكن هذا، كما كشفت مواقفه في حرب إسرائيل على غزة، يبارك تلك الحرب، ويريد لها أن تستمر حتى تحقق إسرائيل هدفها المعلن باحتلال غزة بالكامل، وتهجير نحو نصف سكانها، وبهذا انتقل بايدن إلى خندق المحافظين اليمينيين، الذين هم أعداء ليبرالية الحزب الديمقراطي الموصوم باليسارية.. وكما أن البغل مبرمج للسير في مسارات معلومة، فبايدن مبرمج كي يسير في الخط الذي يحدده له اللوبي اليهودي.
وبما أن الحمار موصوم بالغباء، فلا أحد في المشهد السياسي الأمريكي قديمه وجديده، يتفوق على ترامب في “الحمورية”؛ فالرجل لا ينطق إلا عن الهوى، وهو – مثل الحمار- لا يتعلم من أخطائه، بل لا يدرك أنه على خطأ، ومن ثم فهو جاهل عصامي، لأنه يزداد جهالة كلما طال خوضه في بحور السياسة والحكم.. وهو معتل أخلاقيا ويواجه حاليا قضايا عديدة تتعلق برشاوى قدمها لمومسات كي يتكتمن على علاقاته بهن، ومعتل اجتماعيا لأنه يعتبر النساء كائنات دنيا، ويكره ذوي البشرة السمراء من الأفارقة واللاتينيين، ومعتل قانونيا ويخضع حاليا للمساءلة القضائية للتهرب من الضرائب، وتزوير حسابات شركاته، ولأنه عندما غادر البيت الأبيض بعد خسارته لآخر انتخابات، حمل معه أطنانا من المستندات ذات الطابع السري، وقام بتخزينها في بيته في ولاية فلوريدا.
وهو معتل سياسيا على الصعيدين المحلي والخارجي، ففور دخوله البيت الأبيض قام بإلغاء كافة اللوائح التي تهدف إلى معالجة التغير المناخي، وانسحب من اتفاقية باريس بشأن حماية المناخ، كما سحب الولايات المتحدة من الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، وأصدر بيانه الاستفزازي والمثير للجدل باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما فرض جبايات باهظة على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم، ما أدى إلى فرض رسوم انتقامية على سلع الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي والصين.
وعلى الصعيد الداخلي، يكفي أنه أشعل فضيحة 6 يناير 2021، عندما طلب من أتباعه اجتياح مبنى الكونغرس رفضا لنتيجة الانتخابات التي خرج منها خاسرا، وكان مشهدا مهيبا، سقطت فيه ورقة التوت الرفيعة كاشفة سوءة أمريكا، عندما هجمت جموع الغوغائيين على المبنى واقتحمته، وتصدى لهم شرطي واحد من بين المئات الذين كانوا يحرسون المبنى، وكان جزاؤه الموت، واضطرت السلطات الأمنية إلى تهريب النواب عبر شبكة أنفاق إلى غرف ضيقة مكثوا فيها لأربع ساعات، وهم يرتعدون خوف التعرض للفتك من قِبل أولئك الأوباش.
لم يكن غائبا إلا عن شخص يعاني من إعاقة إدراكية، أن دونالد ترامب لم يكن يصلح حتى لإدارة ناد لكرة السلة يضم عشرين لاعبا معتمدين من الرابطة التي تدير شؤون تلك اللعبة، ومع هذا فاز بولاية رئاسية، لم يمر يوم واحد خلالها دون أن يثبت ترامب أنه جاهل ومغرور ونرجسي وعنصري وطائش ويندفع في كل اتجاه بلا روية أو كوابح، ومع هذا نال 74 مليون صوت في الانتخابات التي خسرها أمام بايدن، ما يعني أن هناك عشرات الملايين من الأمريكان يعانون من عمى البصيرة، ولم ينتبهوا لاختلال عقل ترامب ونزقه، أو – وهو الأرجح – يعرفون مواطن العلة فيه ومع هذا يريدونه رئيسا لولاية أخرى، لأنهم يشاركونه كل تلك الخصال المرذولة لدى الأسوياء.
وعلى كل حال، فالعنف الدموي أمر أصيل في الوجدان والمزاج الأمريكي، ورغم كل الجعجعة عن “الإنجاز الباهر” للآباء المؤسسين الذين صاغوا ما يصفه الأمريكان بالدستور الأكثر رقيا في العالم، فإن عددا من الرؤساء الأمريكان المنتخبين ديمقراطيا قُتلوا على أيدي من لم يكونوا راضين عما أسفرت عنه الانتخابات التي أكدت فوزهم، وهكذا اغتيل أبراهام لنكون (اللام الثانية في الكتابة الإنكليزية للاسم تكتب ولا تُنطق) وجيمس غارفيلد، ووليام ماكينلي، وجون كيندي، ونجا من الموت بعد التعرض للرصاص غيلة كل من ثيودور روزفلت ورونالد ريغان؛ ثم إذا بترامب يقول يوم السبت الماضي إنه إذا لم يفز في الانتخابات المرتقبة “ستشهد البلاد حمام دم”.
وقررت الأكثرية في الحزب الديمقراطي أن يكون بايدن مرشحها للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، رغم أن عقل الرجل خارج الشبكة، كما يقال عن الهاتف الجوال الذي تخرج البرمجيات فيه عن طوع المستخدم، ففي سياق التعريض بالغزو الروسي لأوكرانيا، قال إن الشعب “الإيراني” لن يرحب بالوجود الروسي على أراضيه، وخلال مؤتمر في البيت الأبيض حول الأمن الغذائي دعا بايدن عضوَ مجلس النواب جاكي والرسكي للوقوف، حتى يحييها الحضور على جهدها في تنظيم المؤتمر، وكانت جاكي هذه قد شبعت موتا وقتها، وشوهد على أكثر من منصة وهو ينهي خطبه ويصافح أشخاصا غير موجودين، وفي ذات منتدى تكلم عن “الرئيس العظيم كمالا هاريس” التي هي نائبته، ثم تحدث عن ولايات بلاده الـ54 (هي 50 ولاية)، وفي قمة الآسيان لعام 2023 شكر بايدن رئيس وزراء كولمبيا على حسن تنظيم القمة، واكتفى رئيس وزراء كمبوديا الذي تولى تلك المهمة بالابتسام.
وبكل هذه العلل الإدراكية والأخلاقية التي يعاني منها البغل والحمار، مرشحا الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستهدي الأغلبية كرسي الرئاسة لأحدهما، وللشاعر المهجري إيليا أبو ماضي أبيات بديعة في شأن الديمقراطية، التي قد تعطي الأغلبية وفقها الفوزَ لمن لا يستحقه:
لـمـا ســألـتُ عـن الـحـقـيـقـة قـيـل لـي الـحــق مـا اتـفــق الـســـواد عـلـيـه
فعجبت كيف ذبحت ثوري في الضحى والـهـنـد ســاجـدة هــنـاك لـديــه
نـرضـى بـحـكم الأكـثـريــة مـثـلـمـا يـرضـى الـولـيـد الــظــلم مـن أبـويــه
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق