الأهداف الحقيقية للكيان الصهيوني
بقلم: أسامة السويسي
| 7 مارس, 2024
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 7 مارس, 2024
الأهداف الحقيقية للكيان الصهيوني
تكشف حرب الكيان الصهيوني على غزة عن أهدافها الحقيقية، فضلاً عن كذب الحكومة ووزرائها. القصف المتواصل والسعي لإبادة الفلسطينيين يظهر بوضوح تطرفهم واستخدامهم للكذب لتبرير جرائمهم.
الحرب الصهيونية على غزة – التطرف والإبادة
الأهداف المعلنة للكيان الصهيوني من الحرب على غزة كانت القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية، وتحرير أسراه لديها.. فهل نجح جيش الاحتلال في تحقيق أي هدف؟
الإجابة “لا”.. فالقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية هو نوع من الخيال وحلم بعيد المنال، طبقا لكل التقارير الحربية والعسكرية بما فيها الصادرة عن من ينتمون للكيان؛ وكذلك فإنه بعد مرور خمسة أشهر من حرب الإبادة على غزة بدا واضحا صعوبة تحقيق الهدف الثاني وهو تحرير الأسرى، وبات جليا أنه من رابع المستحيلات تحرير الأسرى أحياء.
إذًا.. لماذا تصر حكومة الكيان الصهيوني على الاستمرار في حربها على غزة؟
الإجابة على السؤال تكشف الأهداف الحقيقية غير المعلنة من جانب حكومة الاحتلال؛ ومع أن هذه الأهداف لم تعلنها الحكومة بشكل رسمي، فإنها جاءت على لسان العديد من الوزراء المتطرفين الذين كشفوا عن الوجه الحقيقي للكيان المحتل.
فهي حرب للقضاء على الشعب الفلسطيني وسفك الدماء، وتدمير الحجر والشجر والبشر في القطاع، انتقاما لعملية طوفان الأقصى التي كشفت أكذوبة “الجيش الذي لا يقهر”، وتسببت بألم رهيب للعدو المحتل، وأسقطت ورقة التوت عن عوراته، وأصابته في مقتل ففقد اتزانه وراح يضرب بكل ما يمتلك من قوة وعتاد في كل شبر من أرض غزة، باحثا عن طريقة لإيلام الفلسطينيين بطريقة أشد من الموت.. هذا ما قاله عميحاي إلياهو، وزير التراث في حكومة “النتن ياهو”، وهو نفسه الوزير المتطرف الذي كان قد دعا في نوفمبر الماضي إلى قصف غزة بقنبلة نووية ومحوها من على وجه الأرض.
هميحاي إلياهو لم يكن الوحبد الذي يغرد بهذه الطريقة العنصرية، فقد سبقه الثنائي الأكثر تشددا وتطرفا؛ إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية.
بن غفير هو الذي قام بتوزيع الأسلحة على كل المستوطنين في الأراضي المحتلة، وهو الأشد تحريضًا على العنف ضد الفلسطينيين، ورفضًا لكل محاولات وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية، وقد هاجم الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عنيف وواضح على الرغم من أنها تعد الشريك الأكبر للكيان الصهيوني في تلك الحرب، مؤكدا أن إسرائيل ليست نجمة أخرى على العلم الأمريكي، وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب قراره فرض عقوبات على المستوطنين، وهو الذي اعتبر إطلاق سراح الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خطأً كبيرًا، وهو الذي أعلن دعمه للجنود الذين أطلقوا النار على حشد من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم.
أما سموتريتش فلا يقل تطرفا عن بن غفير وإلياهو، ثم إنه الأكثر تأثيرا بما يمتلكه من صلاحيات في حكومة الاحتلال، فهو من قرر تجميد الأموال المخصصة للبلدات العربية وبرامج التعليم الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، متذرعا بـ “مخاوف من الجريمة ومخاوف تتعلق بالسلامة”، ما أثار اتهامات له بالعنصرية.
وسموتريتش أيضًا هو من دعا السكان الفلسطينيين في غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر لإفساح المجال أمام الإسرائيليين الذين يمكنهم “تحويل الصحراء إلى أودية مزدهرة”، وقال: “ما يتعين فعله في قطاع غزة هو تشجيع الهجرة… إذا كان هناك 100 ألف أو 200 ألف عربي في غزة وليس مليونا عربي، فإن المناقشة المتعلقة باليوم التالي ستكون مختلفة تماما”.. ثم إن المذكور هو من أعلن على الملأ: لن نكون شركاء في أي حكومة توافق على وقف الحرب في غزة.
هذا الثلاثي، إلياهو وبن غفير وسموتريتش، كفيل بأن يكتشف العالمُ من خلاله الهدف الحقيقي لحرب الكيان الصهيوني على غزة، وهو إبادة الشعب الفلسطيني، بدءًا بقطع الكهرباء والمياه والوقود عن القطاع، ومرورا باستخدام كل أنواع الأسلحة – بما فيها المحرمة دوليا- في استهداف المدنيين وسفك دماء الأطفال والنساء والأبرياء، وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والجامعات والمتاحف وكل ما هو أثرى في القطاع، وصولا إلى حرب التجويع حتى بات من لا يموت بالقنابل والرصاص يموت جوعا.
رئيس الوزراء الصهيوني بينامين نتنياهو لا يقل تطرفا عن أولئك، لكنه فقط يمتلك القدرة على الكذب أمام الكاميرات حتى لا يكشف عما يحمله في نفسه من حقد وكراهية. ويعد “النتن ياهو” الأكثر حرصا على استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة، وهذا ما تكشف عنه كل مواقفه في المفاوضات، وقد بدا جليا أنه لا يهتم مطلقا بملف الأسرى، بل إن جيشه ليس لديه ما يردعه عن قتلهم، سواء باستخدام الصواريخ أو بالرصاص وادعاء القتل الخطأ، فهو يدرك أنه في اليوم الذي ستتوقف فيه الحرب سيجد نفسه خارج الحكومة وخلف القضبان، خاضعا لسلسلة من المحاكمات، سواء بسبب الفساد أو الفشل الذريع لما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.
لذا، لا يمكن أن تصدق أي كلمة من هؤلاء الصهاينة.. فقد سبق أن كذب أجدادهم على الله وقتلوا الأنبياء.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
0 تعليق