الحلم اليهودي بالتجارة في جزيرة العرب

بواسطة | أبريل 7, 2024

بواسطة | أبريل 7, 2024

الحلم اليهودي بالتجارة في جزيرة العرب

عاش اليهود في جزيرة العرب قبل الإسلام في أماكن متفرقة، في يثرب واليمن وخيبر وتيماء ودومة الجندل، وغيرها من الأماكن؛ وفي هذه الأماكن كانوا يفضلون دائمًا سُكنى المناطق الخصبة، وفيرة المياه، معتدلة المناخ، ليمارسوا حرفة الزراعة بسهولة؛ كما تميزوا في الصناعات المربحة غالية الثمن، كصناعة الأسلحة، والصياغة، والخمر، وغيرها.. أما في التجارة، فقد وُصفوا بأنهم على درجة من “الذكاء والبراعة وتثمير الأموال”.

لقد حرص اليهود على تنمية أموالهم وزيادتها بشتى الطرق والوسائل، لذلك مارسوا الاحتكار، والصيرفة، والمراباة، والنسيئة، والسمسرة، ولم يروا في هذه الأساليب شيئًا معيبًا. وعلى الرغم من أن العرب واليهود مارسوا الربا قبل الإسلام، فإن اليهود بالغوا وتمادوا فيه، فكانوا يستغلون حاجة الأعراب وفقرهم الشديد، ويقرضونهم المبالغ المالية، ثم يجمعونها منهم أضعافًا مضاعفة.

وقد عمل اليهود في مجال الصيرفة، وهو ما يشبه البنوك في وقتنا الحالي، وكانوا يبيعون النقود بالنقود، والذهب بالذهب، والفضة بالفضة، ما أدى إلى ثرائهم الفاحش على حساب الفقراء من الناس؛ كما أنهم مارسوا أيضًا السمسرة مستغلين حالة أهل البادية، فكانوا يبخسون أثمان السلع تارة، ويرفعونها تارة أخرى، كنوع من المضاربة.

كذلك مارس اليهود الاحتكار، فقد كانوا يمتنعون عن عرض بعض السلع الهامة في الأسواق، وهم يعلمون أن الناس في حاجة إليها؛ وذلك ليزداد الطلب عليها، ويرتفع سعرها، ويزداد ربحهم، ومن السلع التي احتكروها النسيج والخمر والحلي؛ كما كان لهم نشاط تجاري ملحوظ في تجارة القمح، والشعير، والتمر.

وكانت تجارة السلاح من أكثر ما تفوق فيه اليهود، وقد احتكروا الأسلحة، واستغلوها في تأجيج الصراع في يثرب بين قبيلتي الأوس والخزرج.

وقد كان لليهود في جزيرة العرب أسواق رائجة خاصة بهم، تسمع ضجة البيع والشراء فيها، ولعل أشهرها سوق بني قينقاع في يثرب، وكانت الحلي التي تخصَّص فيها اليهود من أكثر البضائع التي كانت تُباع في هذا السوق؛ وقد استمر هذا السوق حتى عصر النبوة، ولعل هذا النشاط التجاري الكبير في هذا السوق هو الذي دفع الرسول ﷺ لاتخاذ سوق آخر للمسلمين، يستطيعون من خلاله القضاء على احتكار اليهود للبضائع.

ومن أساليبهم الماكرة في البيع والشراء، أنهم كانوا عندما يسمعون عن قافلة تجارية محملة بالبضائع والمواد الغذائية يهرعون إليها، فيشرونها قبل دخولها إلى السوق حتى لا يعلم التجار الأسعار الحقيقية للسلع، ثم يقوم هؤلاء اليهود ببيع هذه السلع بأسعار مرتفعة.

ولم يكن تجار اليهود يمارسون التجارة الداخلية فحسب في الجزيرة العربية، بل كانت لهم تجارتهم الخارجية، فقد سكنوا في مواقع كانت تمثل محطات مهمة على طريق التجارة بين اليمن والشام، وكان هناك أيضًا مجموعة من التجار الكبار في مكة والمدينة، وكانت لهم قوافل تجارية إلى بلاد الشام واليمن، وكانت هذه القوافل تعود محملة بالبضائع. كما كان لليهود علاقات تجارية مع الدول خارج شبه الجزيرة العربية.

بناءً على ما تقدم يتضح لنا أن اليهود في جزيرة العرب مارسوا مختلف العمليات التجارية، وما يرتبط بها من أعمال، ولا نبالغ إذا قلنا إن اليهود سيطروا على اقتصاد القبائل العربية قبل الإسلام، وفي عصرنا الحالي نجد في أطروحات الصهاينة الحنين إلى تجارة الأمس البعيد في جزيرة العرب، ونلحظ ذلك في كتاباتهم ومرئياتهم، ونرجو من الله أن يخيِّب فألهم .

1 تعليق

  1. لينا عدنان عبدالكريم

    مقالة حلوة و بسيطة و سهلة يا ريت يتم نشرها بين طلاب المدارس العربية و الأجنبية باللغتين العربية و الإنجليزية حتى يتم كشف اليهود و تعليم اولادنا ما لا تعلمه لهم المدارس . للأسف نحن احياء الان و نعلمهم و ندرسهم و نبث فيهم الدين و التاريخ الصحيح و الله اعلم إلى متى ، الأعمار بيد الله ، نحن تعلمنا من آبائنا و اجدادنا و هذا الجيل ربنا يتولاهم برحمته من أين سيتعلموا. استمرّ و انشر قدر ما استطعت ، قواك الله

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...