
الديمقراطية التركية تحت وصاية منظمة غولن الإرهابية
بقلم: نديم شنر
| 12 مايو, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: نديم شنر
| 12 مايو, 2023
الديمقراطية التركية تحت وصاية منظمة غولن الإرهابية
أعلن مرشح الرئاسة، زعيم حزب البلد “محرم إنجه” انسحابه من الترشيح، بسبب ما نشره أعضاء منظمة غولن الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي، من مونتاج وصور.
لم تكن هذه المحاولة الأولى لمنظمة غولن الإرهابية، للوصاية على السياسة التركية والديمقراطية التركية. ففي عام 2010، نشرت منظمة فتح الله الإرهابية صورا لرئيس حزب الشعب الجمهوري السابق “دنيز بايكال”، مما أدى إلى استقالته، وهذا مهد الطريق لوصول رئيس حزب الشعب الجمهوري الحالي “كمال كيليتشدار أوغلو”.
وفي 7 يونيو 2012، بعد محاولة اعتقال وكيل وزارة الاستخبارات هاكان فيدان ومساعديه، وقف “كمال كيليتشدار أوغلو”، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، إلى جانب منظمة غولن الإرهابية في الحرب التي نشأت.
عرّفت جمهورية تركيا منظمة غولن الإرهابية، بأنها هيكل دولة موازية بقرارها للأمن القومي، وتم الاستيلاء على الشركات الخاصة بالمنظمة ووسائل إعلامها.
أرادوا اعتقال أردوغان
واصلت منظمة غولن الإرهابية المؤامرة لاعتقال رجب طيب أردوغان، الذي كان رئيسا للوزراء في ذلك الوقت، بعمليات الفساد والرشوة في 17/25 ديسمبر 2013؛ وأيد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو وفريقه العمليات، بتصريحات أدلى بها على القنوات التلفزيونية التابعة لمنظمة غولن الإرهابية.
في عام 2014، عرّفت جمهورية تركيا منظمة غولن الإرهابية، بأنها هيكل دولة موازية بقرارها للأمن القومي، وتم الاستيلاء على الشركات الخاصة بالمنظمة ووسائل إعلامها. وفي غضون ذلك، ذهب كيليتشدار أوغلو شخصيا، مع نوابه وأنصاره، إلى المؤسسات الإعلامية لمنظمة غولن الإرهابية ودَعَمها.
وُصف 15 يوليو بأنه “انقلاب مسيطر عليه”، قال أوغلو إن الانقلاب الحقيقي هو إعلان حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس أردوغان في 20 يوليو.
كيليتشدار أوغلو من مؤيدي منظمة غولن الإرهابية
وفي 15 يوليو 2016، حاولت المنظمة الاستيلاء على إدارة البلاد، بالتخطيط لقتل الرئيس رجب طيب أردوغان في محاولة انقلاب عسكري، وإغلاق الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا؛ ومع ذلك، وقف كمال كيليتشدار أوغلو إلى جانب منظمة غولن الإرهابية في هذه القضية أيضا.
وبينما وُصف 15 يوليو بأنه “انقلاب مسيطر عليه”، قال أوغلو إن الانقلاب الحقيقي هو إعلان حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس أردوغان في 20 يوليو. وقد تم بموجب حالة الطوارئ هذه فصل أعضاء منظمة غولن الإرهابية، الذين تغلغلوا في المؤسسات الحكومية، لا سيما في سلك القضاء والشرطة والتعليم، في حملة واسعة لتطهير أجهزة الدولة ومؤسساتها من المنظمة المسؤولة عن محاولة انقلاب.
وفي عملية الترشح للرئاسة، حصل كيليتشدار أوغلو على أكبر دعم من أعضاء منظمة غولن الإرهابية الذين فروا إلى الخارج، ومن العناصر المحلية؛ حيث وعد بحماية 124000 شخص تسللوا إلى الدولة وطُردوا بموجب حالة الطوارئ، وإعادتهم. ولهذا علقت منظمة غولن الإرهابية آمالها على كمال كيليتشدار أوغلو ليصبح رئيسا من أجل إعادة تأسيس نفسها في الدولة؛ وهذا هو سبب عمليات التشويه والهجوم ضد كل من يرونه يقف في طريق كيليتشدار أوغلو.
عادت ميرال أكشينار، التي أنهكها الهجوم عليها والإهانات الموجهة لها، إلى الطاولة في 6 مارس 2023، وقبلت بترشيح كيليتشدار أوغلو.
الهجوم على ميرال أكشينار
كانت ميرال أكشينار، زعيمة الحزب الجيد، التي اعترضت على ترشيح كمال كيليتشدار أوغلو، هدفا لعمليات الهجوم ذاتها. ومن المثير للاهتمام، أن أعضاء منظمة غولن الإرهابية لم يكونوا وحدهم هذه المرة؛ فقد ساعدت شبكات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لحزب الشعب الجمهوري، والشبكات التابعة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، في عملية الهجوم ضد أكشينار. وعادت ميرال أكشينار، التي أنهكها الهجوم عليها والإهانات الموجهة لها، إلى الطاولة في 6 مارس 2023، وقبلت بترشيح كيليتشدار أوغلو.
في أعقاب هذه الأزمة، كان “محرم إنجه”، الذي خدم في حزب الشعب الجمهوري لمدة 40 عاما، وأصبح مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة في عام 2018، على جدول الأعمال ليكون مرشحا في الانتخابات التي ستجرى في 14 مايو. وكان يُعتقد أن ترشيح “محرم إنجه” سيؤدي إلى انخفاض أصوات كيليتشدار أوغلو، وبالتالي منعه من الترشح للانتخابات.
أخاطب الذين ارتكبوا هذا العمل الغادر: ليس لدي أي خوف من هذه المؤامرات.. أنا أنسحب من الترشيح، ولن أترك لهم (يعني المعارضة) المجال لتحميلي المسؤولية، في فشلهم بمواجهة أردوغان صباح الاثنين القادم”.
تصريح إنجه
ولهذا السبب، تم إطلاق حملة مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي، لدفع محرم إنجه للانسحاب من الترشح. ولمدة 45 يوما، تعرض “محرم إنجه” للإهانة والشتم والتهديد، وتم نشر إيصالات مزيفة، وطُرحت كذبة أن “محرم إنجه” تلقى المال، كما تم التشهير بزوجته وعائلته؛ وتم دمج صوره الأخيرة مع الصور المأخوذة من المواقع الإباحية الأجنبية، وإنشاء محادثات واتس أب مزيفة للهجوم عليه. وبسبب الضغط الشديد الذي واجهه منذ 45 يوما، ألغى آخر تجمعين له وأعلن أمس أنه سينسحب من الترشيح قائلا: “أقاتل في السياسة منذ أكثر من 40 عاماً.. ما رأيته في آخر 45 يوما، لم أره في السنوات ال 45 الماضية: إيصالات مزيفة، سيارات جيب مزيفة، صور غير موجودة، تم قطع رأسي ووضعه في صورة من موقع إباحي إسرائيلي؛ لم أر مثل هذا الافتراء طوال تاريخ الجمهورية، ولم تستطع جمهورية تركيا حماية سمعتي.
أخاطب الذين ارتكبوا هذا العمل الغادر: ليس لدي أي خوف من هذه المؤامرات.. أنا أنسحب من الترشيح، ولن أترك لهم (يعني المعارضة) المجال لتحميلي المسؤولية، في فشلهم بمواجهة أردوغان صباح الاثنين القادم”.
وراء هذا العمل منظمة غولن الإرهابية، التي لا يزال زعيمها فتح الله غولن، بدعم من المخابرات الأمريكية، يقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
كيليتشدار أوغلو يخفي دور منظمة غولن الإرهابية
ومن المثير للاهتمام أن “محرم إنجه” حمّل منظمة غولن الإرهابية المسؤولية بشأن فضيحة المونتاج؛ في حين ألقى منافسه كمال كيليتشدار أوغلو باللوم على الروس، وقال في تغريدة نشرها مساءً باللغتين، التركية والروسية: “أصدقائي الروس الأعزاء، أنتم وراء المونتاج والمؤامرات والمحتوى المزيف العميق، الذي انتشر في هذا البلد أمس.. إذا كنتم تريدون أن تستمر صداقتنا بعد 15 أيار/مايو، فارفعوا أيديكم عن الدولة التركية.. ما زلنا نؤيد التعاون والصداقة”. وكانت هذه مجرد كذبة تم تقديمها من قبل كيليتشدار أوغلو للتغطية على دور منظمة غولن الإرهابية في فضيحة المونتاج.
وكان وراء هذا العمل منظمة غولن الإرهابية، التي لا يزال زعيمها فتح الله غولن، بدعم من المخابرات الأمريكية، يقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. وتقوم المنظمة بالإنتاج، وتقوم الشبكات التابعة لحزب الشعب الجمهوري، وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي المقربة من حزب العمال الكردستاني، بالنشر.
منظمة غولن الإرهابية أداة للولايات المتحدة
تقف الولايات المتحدة وراء كل الذي تقوم به منظمة غولن الإرهابية، ولا تزال هذه المنظمة تهدد الدولة التركية، والأمة التركية، والديمقراطية التركية.
وتماما، كما ضمن كيليتشدار أوغلو انتخابه زعيما لحزب الشعب الجمهوري في العام 2010، من خلال مؤامرة الشريط والابتزاز ضد دنيز بايكال؛ فقد قضى على خصمه محرم إنجه، الذي اعتبره عقبة أمام انتخابه رئيسا في اليوم نفسه بعد 13 عاما بالضبط. وهذا لا يعني فقط القضاء على السياسي الذي ينظر إليه على أنه عقبة أمام انتخاب كيليتشدار أوغلو، ولكنه يعني أيضا أن الدولة التركية ستخضع لوصاية منظمة غولن الإرهابية، إذا تم انتخاب كيليتشدار أوغلو.
على الرغم من أنها تبدو وكأنها فضيحة مونتاج بسيطة، إلا أننا نواجه حدثا ضخما، سيكون له تأثير ليس على تركيا والتطورات الإقليمية فحسب، ولكن أيضا على التطورات السياسية في جميع أنحاء العالم.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق