الصندوق الأسود
بقلم: سامي كمال الدين
| 18 ديسمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
-
“سيد اللعبة”.. قصة هنري كيسنجر ودوره في الشرق الأوسط (1)
عندما كنت أحضّر حلقة وثائقية من برنامج مذكرات عن...
-
11 سبتمبر.. هل استوعبت أمريكا الدرس؟
بعد مرور أكثر من عقدين على أحداث 11 سبتمبر 2001،...
-
أبناء الله وأحباؤه
يروى أن رجلاً كان لديه خاتم الحكمة، فقرر إذ مرض...
-
الظلم الغربي في دعم العدوان على غزّة
في القرآن الكريم، وردت الإشارة إلى العدوان سبعاً...
مقالات منوعة
بقلم: سامي كمال الدين
| 18 ديسمبر, 2023
الصندوق الأسود
تتعرض هذه المقالة لتحليل الدور البارز الذي لعبه عمار تقي من خلال برنامجه “الصندوق الأسود”، وكيف نجح في خلق حوارات مثيرة وجريئة مع شخصيات سياسية بارزة، مشيرًا إلى كيفية تسليطه الضوء على قضايا هامة ومثيرة للجدل.
نجاح عمار تقي في خلق فضاء سياسي إعلامي
استطاع عمار تقي أن يحتل مساحة مستحقة في الفضاء السياسي والإعلامي من خلال تقديم برنامجه “الصندوق الأسود”، ليس فقط من خلال الضيوف الكبار الذين يستضيفهم، ولكن من خلال الإعداد الجيد لفِكَر مرتبة ومرصوصة كالبنيان الثابت، وكأنه طبق مقولة محمد حسنين هيكل “صاحب الحوار الحقيقي هو صاحب السؤال وليس صاحب الجواب”.
وقد أثارت أحاديثه المتصلة جدلا كبيرا في الشارع العربي؛ خاصة حلقاته مع د. عبد الله النفيسي، وهو حالة خاصة في الخليج لامتلاكه الثقافة الإسلامية مع اطلاع واسع على الثقافة الغربية ولغة جسد تميز بها؛ ثم أحاديثه مع الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر الأسبق، ووزير الخارجية الذي كان على رأس عمله في مرحلة شهدت تحولات مهمة في منطقة الخليج العربي، كما شهد ثورات الربيع العربي؛ وكذلك أحاديث الأمير تركي الفيصل والدكتور شفيق الغبرا وغيرهم من الشخصيات المثيرة للجدل.. ثم جاءت حلقاته الأخيرة مع الدكتور مصطفى الفقي، الدبلوماسي السابق وسكرتير الرئيس مبارك للمعلومات، وقد حرص عمار على القيام بدوره المنوط به كما في حلقاته السابقة، كما حرص الفقي على دوره المنوط به دائما، وهو أن يكون تحت دائرة الضوء مع سلطة تأتي ثم تذهب فينقلب عليها وينتقدها كما حدث مع الرئيس مبارك، وعلى الرغم من أن عمار يحرص على استضافة شخصيات عاصرت أحداثا هامة تعلق عليها أو تؤرخ لها، فإن حلقات مصطفى الفقي تشبه حلقات فؤاد الهاشم!
بين الحقيقة والإثارة .. حوارات جريئة ومثيرة
مصطفى الفقي راح يكرر قصصا مروية يعلمها الجميع، وتحدث عنها معاصروها ورووها عبر الكتب أو البرامج الفضائية؛ مثل قصة عمر الشريف مع نضال الأشقر أو قصة سعاد حسني مع صلاح نصر، لكنه راح يزيد بخزعبلات لم يروِها إلا شخصيات لم تعاصر ما تتحدث عنه، مثل قصة إعجاب السيدة أم كلثوم بفتاة في خطوط الطيران البريطانية، وألمح أكثر مما أوضح، وهي من قصص يعيد روايتها كل من أراد أن يقترب من ضوء أم كلثوم، لكن المدهش أن كل من تحدث عنها تناثر في الفضاء، وبقيت أم كلثوم كما هي لم ينقص منها شيء، سواء بعد حديث النفيسي عنها مع عمار أيضا أو حديث الفقي، على الرغم من أن عبدالله النفيسي تناول زاوية أخرى تختلف تماما عن طرح الفقي.
لعل ما يكذِّب رواية الفقي في موضوع الجندر لدى أم كلثوم، ما ذكره رجاء النقاش في كتابه “لغز أم كلثوم” من أنها تزوجت لمدة عشر سنوات من الكاتب مصطفى أمين، كما تزوجت عام 1954 من د. حسن الحفناوي واستمر زواجهما حتى وفاتها، لكن يبدو أن د. الفقي اعتمد على كتابات لمجموعة من الشخصيات التي تدعم المثلية تدعى “مالي كالي”، قدمت افتراءات ضد أم كلثوم دون دليل واحد حقيقي، ثم ما علاقة مصطفى الفقي بأم كلثوم في هذه القصة؟! لم يقدم لنا دليلا واحدا يدعم وجهة نظره. كذلك حديثه عن أن جمال عبد الناصر كان يشرب في بيت أنور السادات.. هل كان معهم؟ وما دوره هنا؟ حتى مايلز كوبلاند، عميل المخابرات البريطانية، حين ذكر في كتابه “لعبة الأمم” أن جمال عبد الناصر كان يحتفظ لهم بصناديق المشروبات في بيته المؤقت الذي كان يجتمع معهم فيه لم يذكر أن عبد الناصر كان يشرب الخمر، على الرغم من أنه قال ضد ناصر ما هو أخطر بكثير من شرب الخمر!
حاول مصطفى الفقي تقديم خلطة إثارة إعلامية لتحقيق تواجد ومشاهدات، مع أنه كان بإمكانه لو تحدث فقط عن تجربته مع مبارك وعصر مبارك أن يقدم قصصًا حقيقية متماسكة، رواية يستوعبها العقل ويستفيد منها العلم، لكنه اختار الإثارة على حساب الموضوعية.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في تاريخها السياسي والاجتماعي، تمثل في سقوطها بيد العسكرة الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع الهجري، وجاء في إطار الصراع السياسي والعسكري المستمر بين الإمبراطورية البيزنطية والدولة الحمدانية العربية، التي كانت تسيطر على...
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض الانصياع للقانون الأدبي لتكون حرة طليقة لايحكمها شيء.. وتحكم هي بمزاجها ما حولها.. تأطيرها في قانون متفق عليه لتخرج من كونها حكما مزاجيا، وتدخل عالم التدرج الوظيفي الإبداعي الذي نستطيع أن نتعامل معه ونقبل منه الحكم على...
هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها؟
مع تزايد الدعوات في واشنطن لكي تتولى أوروبا مسؤولية دفاعها وأمنها، ترتجف بروكسل خوفًا من النتائج.. إن التحول في الكيفية التي ينظر بها كل من جانبي الأطلسي إلى موقف الآخر من شأنه أن يوفر الدفعة التي يحتاجها الاتحاد الأوروبي لكي يصبح حليفًا أقل اعتمادًا على الولايات...
0 تعليق