
الغرب الإمبريالي يهاجم أردوغان بوسائل الإعلام
بقلم: نديم شنر
| 8 مايو, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: نديم شنر
| 8 مايو, 2023
الغرب الإمبريالي يهاجم أردوغان بوسائل الإعلام
أظهرت العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، مرة أخرى، مدى أهمية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي ستجرى في تركيا في 14 مايو، أي بعد أسبوع واحد بالضبط، ليس فقط لتركيا ولكن أيضا للعالم كله.
فقد نشرت صحيفة “واشنطن بوست” قبل أسابيع مقالا بعنوان “أهم انتخابات في العالم في عام 2023″، وتم نشر العديد من العناوين المشابهة على أغلفة أهم المجلات الأوروبية في هذا الأسبوع؛ في حين أصدرت مجلة الإيكونوميست البريطانية غلافا بعنوان “أهم انتخابات لعام 2023″، وتصدرت عبارة “أردوغان يجب أن يرحل” في العنوان. وتلت مجلة “الإيكونوميست” مجلة “دير شبيغل” الألمانية ومجلة “لو بوان” و”ليكسبريس” الفرنسية.
وهذا الأمر يُعتبَر المؤشر الأهم على أن الانتخابات في تركيا، ستكون بين الذين يناضلون ضد البلدان الغربية الإمبريالية، وبين أولئك الذين يخدمونها.
كيليتشدار أوغلو صوَّت ضد حرب تركيا على منظمة حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب الإرهابية، في العراق وسوريا، وحتى ضد الاقتراح الذي أقرته الجمعية الوطنية الكبرى التركية.
كراهية أردوغان متأصلة في نفوسهم
على وجه الخصوص، استُخدمت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، كأداة حملة مناهضة لأردوغان في الانتخابات في تركيا؛ ولم يقتصر الأمر على غلاف المجلة، بل كُتبت المقالات داخلها أيضا بلغة كراهية ضد أردوغان.
وذهبت مجلة الإيكونوميست إلى حد إدارة حملة انتخابية مناهضة لأردوغان، من خلال مشاركة المقالات في المجلة على حسابها على تويتر؛ ودفعت التغريدات في حساب المجلة على تويتر المتابعين للتساؤل: هل تم اختراق حساب مجلة الإيكونوميست على تويتر؟!. إذ من غير المقبول لمجلة تنشر في بلد ما، أن تكتب بصراحة أنها تنحاز إلى جانب في الانتخابات في بلد آخر؛ ومع ذلك فإن مجلة الإيكونوميست، في نهاية مقالها حول الانتخابات في تركيا هذا الأسبوع، كتبت عن كمال كيليتشدار أوغلو، منافس أردوغان ومرشح المعارضة، الجملة التالية :
“نحن ندعم بصدق كمال كيليتشدار أوغلو، ليصبح الرئيس الجديد لتركيا”
الأمر الذي يبدو، كما لو أن حساب المجلة على تويتر قد تم اختراقه.
ولم تكن هذه المرة الأولى، التي تنشر فيها المجلة على تويتر مثل هذا العنوان، فقد شاركت رسائل غير مسبوقة مناهضة لأردوغان على تويتر. ولها على صفحتها في تويتر كتغريدة مثبتة: “هزيمة رجب طيب أردوغان سيكون لها عواقب عالمية، وستُظهر أنه يمكن هزيمة الديكتاتوريين في كل مكان”… “فاز رجب طيب أردوغان في 5 انتخابات برلمانية، وانتخابين رئاسيين وثلاثة استفتاءات، ولكنه قد يفقد قريبا هيمنته في ثاني أكبر دولة في أوروبا من حيث عدد السكان”.. ولكن التساؤل: لماذا؟.
يوضح المقال داخل المجلة بوضوح أسباب ذلك، حيث يصف بوضوح ما يمكن أن يحدث إذا فاز كمال كيليتشدار أوغلو، المدعوم بإخلاص من قبل مجلة الإيكونوميست، في الانتخابات؛ وفي ذلك يقول: “انتصار المعارضة سيكون مفيدا أيضا لجيران تركيا، وسيعني مكسبا جيوسياسيا وسياسيا ضخما للغرب”!.. أعتقد أن هذه هي الجملة الأكثر أهمية في المقال، لأن الطبيعي أن يكون انتخاب رئيس في تركيا مكسبا جيوسياسيا بالدرجة الأولى لتركيا لا لغيرها، أليس كذلك؟. لكن مجلة الإيكونوميست تعتبر انتخاب كيليتشدار أوغلو مكسبا جيوسياسيا ضخما للدول الغربية.
والسؤال هنا، لماذا يعتبر فوز كمال كيليتشدار أوغلو مكسبا جيوسياسيا كبيرا للدول الغربية؟
لأن كيليتشدار أوغلو يعارض “سياسة التوازن” التي ينتهجها أردوغان والتي تعارضها الولايات المتحدة، قائلا: “يجب أن نكون إلى جانب أوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية”
لأن كيليتشدار أوغلو يعارض العملية التركية في ليبيا.
لأن كيليتشدار أوغلو يعارض دعم أذربيجان في الحرب من أجل تحرير كاراباخ.
لأن كيليتشدار أوغلو صوَّت ضد حرب تركيا على منظمة حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب الإرهابية، في العراق وسوريا، وحتى ضد الاقتراح الذي أقرته الجمعية الوطنية الكبرى التركية.
لأن كيليتشدار أوغلو، تماما مثل الولايات المتحدة، ضد صواريخ (400S) التي اشترتها تركيا من روسيا.
لأن كيليتشدار أوغلو يعارض الخطوات المتخذة في صناعة الدفاع، والتي تجعل تركيا تعطل حالة العبث التي أنشأتها الجهات الفاعلة العالمية، وليس فقط القوة الإقليمية.
لأن كيليتشدار أوغلو ضد تطوير تعاون تركيا مع الدول العربية.
لأنه أيضا، وكما قال كيليتشدار أوغلو في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: “سنجعل العلاقات مع الغرب، وليس الكرملين، أولوية”، فهو بسياسته يريد إعادة تركيا للخضوع لسيطرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في الواقع، تكتب مجلة “الإيكونوميست” في المقال نفسه السيناريو التالي لما بعد رحيل أردوغان، الذي تعتبره ديكتاتورا:
“مع رحيل الديكتاتور، سيبدأ صراع تركيا مع الناتو في التحسن؛ وستتم إزالة العقبة أمام عضوية السويد، وستتحسن العلاقات الأمريكية، التي سممها أردوغان بعلاقته مع بوتين، وستنتهي مهاجمة القوات الكردية في سوريا”.
وهذه السطور تكشف عن غرضها الحقيقي.
فهدف الدول الغربية هو أن تكون قادرة على حكم تركيا، من خلال قوة يمكنها السيطرة عليها، والمرشح الأكثر فائدة لهذا الغرض هو كمال كيليتشدار أوغلو، مرشح تحالف الأمة.
لا أحد يجبره على هذا؛ ولكن، يبدو أنه يطمح إلى هذه المهمة، التي سيقدمونها بالتصريحات والرسائل التي يعلنها.
أظهر غلاف المجلة صورة لأردوغان، جالسا على كرسي بذراعين من العهد العثماني، وتحت الصورة مكتوب بالألمانية ما معناه “لا يُقهر” بطريقة تخفي جزءا من الكلمة الألمانية لتُقرأ “يُقهر”، وتصف المجلة فوز أردوغان بأنه فوضى.
هجوم وسائل الإعلام الألمانية على أردوغان
إن سبب هجوم الإعلام الألماني على أردوغان هو تعاون تركيا مع روسيا والصين، ومع الدول العربية والجمهوريات التركية، دون أن يكون القرار بشأن هذا التعاون أسير العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي ودول الاتحاد الأوروبي. إضافة إلى تعطيل خطط الدول الغربية التي تريد العبث بآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
ولهذه الأسباب استهدفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، إحدى وسائل الإعلام الغربية، أردوغان على الغلاف هذا الأسبوع.
أظهر غلاف المجلة صورة لأردوغان، جالسا على كرسي بذراعين من العهد العثماني، وتحت الصورة مكتوب بالألمانية ما معناه “لا يُقهر” بطريقة تخفي جزءا من الكلمة الألمانية لتُقرأ “يُقهر”، وتصف المجلة فوز أردوغان بأنه فوضى.
كما خصصت مجلتا “لو بوان” و”ليكسبريس” الفرنسيتان صفحاتهما للحديث عن ضمان خسارة أردوغان في الانتخابات، وتصفانه بالـ “ديكتاتور”.
وسيكون ما حملته أغلفة المجلات البريطانية والألمانية والفرنسية، قبل أسبوع من الانتخابات، البند الرئيسي على جدول الأعمال في الصحف والتلفزيون الأمريكي والأوروبي للأيام السبعة المقبلة.
في الواقع، تقوم وسائل الإعلام الغربية بعملها، كصوت لأصحاب رأس المال الذين يسيطرون عليها.
لكن، دعونا لا ننسى أن هذا تكرر في السابق، خاصة قبل كل انتخابات؛ وأن هذه الظاهرة، التي حملتها المنشورات، والعديد من أغلفة المجلات، وعناوين الصحف، وُجِدَت سابقا. لكن الأمة التركية كانت صاحبة الكلمة الأخيرة في صناديق الاقتراع. وهذه المرة سيكون الأمر كذلك.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق