المثل التركي.. ستقبِّل الرسغ الذي لا يمكنك ثنيه
بقلم: نديم شنر
| 31 مايو, 2023
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: نديم شنر
| 31 مايو, 2023
المثل التركي.. ستقبِّل الرسغ الذي لا يمكنك ثنيه
لم تشكل نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو، وانتخابات الجولة الثانية الرئاسية في 28 مايو مفاجأة؛ لكن شيئا فاجأ الجميع حدث!. حيث هنأ قادة أكثر من 110 دول حول العالم، أي أكثر من نصف دول العالم، الرئيس أردوغان بفوزه في الانتخابات، وسيزيد هذا العدد أكثر.
ويوما بعد يوم يمكن تقدير وفهم معنى العناوين الغربية التي ظهرت في الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الأوروبية، والتي تشير إلى “أهم انتخابات في العالم لعام 2023″؛ لأن الانتخابات في تركيا هي نذير بتطورات مهمة للغاية ليس للأتراك فقط، ولكن كذلك للدول المجاورة لتركيا وخاصةً الدول الصديقة، وللعالم بأسره أيضا.
نتذكر أنه في ديسمبر 2019، في محادثة مع محرري صحيفة نيويورك تايمز، إحدى الصحف المؤثرة في الولايات المتحدة، أعرب بايدن عن غضبه من أردوغان بقوله: “علينا أن نجعله يدفع الثمن”.
وكانت تهنئة الرئيس الأمريكي جو بايدن بفوز أردوغان بالانتخابات أمرا مفاجئا وغير متوقع، فعند رؤية رسالة تهنئة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رجب طيب أردوغان، الذي أعيد انتخابه رئيساً في 28 أيار/مايو، خطر ببالي مثل تركي يقول: ” ستقبّل المعصم الذي لا يمكنك ثنيه”. وفي تلك الرسالة قال بايدن: “تهانينا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إعادة انتخابه.. وإنني أتطلع إلى مواصلة العمل معاً كحلفاء لحلف الناتو بشأن القضايا الثنائية والتحديات العالمية المشتركة”.
بالمقابل نتذكر أنه في ديسمبر 2019، في محادثة مع محرري صحيفة نيويورك تايمز، إحدى الصحف المؤثرة في الولايات المتحدة، أعرب بايدن عن غضبه من أردوغان بقوله: “علينا أن نجعله يدفع الثمن”. كما نتذكر ما قاله بالضبط لمحرري صحيفة نيويورك تايمز التي زارها في ديسمبر 2019، عندما كان مرشحاً لمنصب رئيس الولايات المتحدة:
“الآن علينا أن نتخذ نهجا مختلفا تماما تجاهه (يعني بذلك الرئيس رجب طيب أردوغان)، وعلينا أن نوضح أننا نؤيد زعماء المعارضة، وأن لدينا خريطة طريق. نحن بحاجة إلى رفع أصواتنا.. يجب أن يدفع الثمن”.
وقال: “لذلك أنا قلق جدا، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى الانخراط معهم مباشرة، كما فعلتُ من قبل، والحصول على المزيد من عناصر القيادة التركية التي لا تزال موجودة، وتقويتهم حتى يكونوا في وضع يمكنهم من هزيمة أردوغان؛ ليس عن طريق الانقلاب، ولكن عن طريق العملية الانتخابية”.
وقال أيضا: “آخر شيء سأفعله هو الرضوخ له بشأن قضية الأكراد، و لقد عقدت معه اجتماعين تناولنا فيهما تلك القضية. لا يجب على تركيا أن تدعم روسيا، وأنا قلق جدا بشأن مطاراتنا وقواعدنا العسكرية وإمكانية الوصول إليها أيضا. وأعتقد أن الأمر يتطلب الكثير من العمل حتى نتمكن من الاجتماع مع حلفائنا في المنطقة، لتحديد كيفية عزلنا لأفعاله في المنطقة، لا سيما في شرق البحر الأبيض المتوسط، فيما يتعلق بالنفط ومجموعة كاملة أخرى من قضايا تستغرق وقتا طويلا للدخول فيها.. لكن الجواب: نعم، أنا قلق”.
وفي 15 يوليو 2016، عندما حاول تنظيم فتح الله الإرهابي القيام بانقلاب، كان جو بايدن يخطط لجعل أردوغان يدفع الثمن من خلال “دعم المعارضة”، وليس “الانقلاب” هذه المرة في ذلك الخطاب.
في تصريحاته خلال العملية الانتخابية، قال الرئيس أردوغان: “سنفوز بطريقة لن يكون فيها خاسرون”؛ وهذا بيان لا ينطبق فقط على الناخبين في تركيا، ولكن أيضا على البلدان الصديقة لتركيا.
والواقع أن تلك الخطة وضعت موضع التنفيذ، فقد تم إنشاء طاولة معارضة لا تمتنع عن التعاون مع منظمة غولن الإرهابية وعناصر حزب العمال الكردستاني، وتعطي الأولوية لأهداف ومصالح الولايات المتحدة وأوروبا، وتريد فرض عقوبات على روسيا، وتقول إنها ستعطي الأولوية لسياسات الغرب وليس للجمهوريات التركية وأصدقائنا العرب. وكان المرشح الرئاسي للطاولة المكونة من 7 أحزاب، والتي يدعمها حزب الشعوب الديمقراطي الذي يشكل الذراع السياسي لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، هو “كمال كيليتشدار أوغلو” زعيم حزب الشعب الجمهوري.
وفي الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت في 14 مايو، حصل التحالف الجمهوري بقيادة أردوغان على أغلبية في البرلمان التركي. وهكذا، تلقت المعارضة ضد أردوغان هزيمتها الأولى. ثم ذهبت الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية، وفاز أردوغان في انتخابات الإعادة، في 28 مايو، بنسبة 52.1 بالمئة من الأصوات؛ وعانى خصمه، كيليتشدار أوغلو، من هزيمته الانتخابية العاشرة ضد أردوغان منذ عام 2010.
وفي تصريحاته خلال العملية الانتخابية، قال الرئيس أردوغان: “سنفوز بطريقة لن يكون فيها خاسرون”؛ وهذا بيان لا ينطبق فقط على الناخبين في تركيا، ولكن أيضا على البلدان الصديقة لتركيا.
قد لا تملك تركيا القدرة على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها لاعب مهم في سياستها المتوازنة.
وفي خطاب ألقاه أمس، تحدث أردوعان عن أهمية «سياسة التوازن» المتبعة في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي هي على رأس جدول الأعمال العالمي، ورؤيته للسياسة الخارجية، وكان مما قاله:
“لقد اتخذنا العديد من الخطوات المهمة في السنوات الأخيرة، وكنا سنحل المشاكل بيننا وبين الدول الصديقة والشقيقة؛ ففي الاجتماع الأخير مع بوتين، أكدنا الاتفاق على أن الحبوب التي سيتم إرسالها عبر ممر الحبوب سيتم تحويلها إلى دقيق وإرسالها إلى البلدان الأفريقية الفقيرة. لقد أظهرنا أن الحل الدبلوماسي ممكن مع صفقة الحبوب، وكذلك بشأن تبادل الأسرى؛ وقمنا بحماية تركيا من صراع من شأنه أن ينتهي بكارثة. لقد عززنا العلاقات مع الدول من خلال تثبيت أحد طرفي البوصلة في بلدنا والمناورة بـ 360 درجة مع الطرف الآخر”.
ومع إعطاء الأولوية لصالح تركيا، فإن تحركات السياسة الخارجية التي تحمي مصلحة مُحَاوِريها والدول الثالثة، وتزيد من الفعالية من خلال تحيق المصلحة الشاملة في كل خطوة، تتحول إلى نقطة جذب مهمة. ولهذا السبب اصطف قادة 110 دول حول العالم لتهنئة أردوغان بعد أقل من 48 ساعة، لأنهم يعرفون أن سياسات تركيا مفيدة للجميع. وينبغي ألا نتفاجأ إذا شهدنا تطورات مثيرة جدا للاهتمام في وقت قصير جدا.
نعم، قد لا تملك تركيا القدرة على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها لاعب مهم في سياستها المتوازنة.
وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن التطورات المتعلقة بالحرب الأهلية في سوريا سيكون لها نتائج إيجابية، ليس للسوريين الذين غادروا بلادهم فقط، وإنما لجميع دول المنطقة أيضا. وإن اجتماع وزراء الخارجية الذي تلا اجتماع أجهزة الاستخبارات التابعة لكل من تركيا وإيران وروسيا وسوريا، واجتماع رؤساء الدول المنتظر قبل نهاية العام، كل ذلك سيضمن وضع العديد من التوازنات في المنطقة.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق