
المعايير المزدوجة بين فلسطين وأوكرانيا
بقلم: أسامة السويسي
| 29 فبراير, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 29 فبراير, 2024
المعايير المزدوجة بين فلسطين وأوكرانيا
حرب الإبادة في غزة وتجاهل المجتمع الدولي يعد تحدياً لمبادئ حقوق الإنسان، في حين يظهر تحيز الرياضة لصالح إسرائيل معايير مزدوجة.
هذا التناقض يبرز تضامن الرياضيين مع الأزمات الإنسانية، ويكشف عن تجاوزات في تحكيم الرياضة وتأثيرها السلبي على العدالة الاجتماعية والسياسية.
تجاهل الإبادة في غزة وتحيز الرياضة
اقتربت حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على غزة من نهاية شهرها الخامس، ومازال العالم يراقب دون أن يحرك ساكنا أو يتخذ موقفا حازما، وعصابة الصهاينة لا تبالي بأية مواثيق أو معاهدات دولية، وتدرك أنها في مأمن من العقاب.
هذا التخاذل ليس بجديد على كل المنظمات الدولية التي تحمل شعاراتها الزائفة عن حماية حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة والغذاء والحرية وغيرها، تلك الشعارات التي لم نر لها وجودًا أو تأثيرًا على أرض الواقع المؤلم، الذي تقول أرقامه إن عدد الشهداء اقترب من 30 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، مع تدمير شامل للحياة في قطاع غزة، يبدأ من منع المياه والكهرباء والوقود، ويتواصل بتدمير المباني وقتل الشجر والحجر والبشر، مرورا بتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس، واعتقال الأبرياء والتنكيل بهم، وارتكاب كل جرائم الحرب بشكل لم تعرفه البشرية من قبل، وصل إلى التجويع المريع، والتحريض على الفتك بالأبرياء وإلقاء قنبلة نووية عليهم أو ترحيلهم قسريًّا.
ومازالت القوى الكبرى في العالم تشارك وبكل إمكاناتها العسكرية في تدعيم الكيان الصهيوني، وتقديم المساعدة الدبلوماسية بحمايته من كل قرار دولي يدعو لإيقاف إطلاق النار. وفي مقابل هذا الدعم للكيان لا يجد قطاع غزة من العالم إلا الخذلان، فحتى القمة العربية الإسلامية لم تنجح في تطبيق أهم قراراتها بشأن الحرب، وهو إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
كتبت هنا مع بداية الحرب عن ميزان الغرب المعوج في التعامل مع الكيان الصهيوني وروسيا على صعيد الجهات والهيئات الرياضية الدولية؛ وكيف تجلى ذلك في قرارات اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في إيقاف أنشطة روسيا وبيلاروسيا بسبب الحرب على أوكرانيا، واتخاذ عقوبات قاسية بحق الرياضيين من الدولتين، وحرمانهم من المشاركات في البطولات؛ بينما كان في مقابل هذا التجاهل التام لما يقوم به الاحتلال الصهيوني في فلسطين.
المؤسف فعلا أن جرائم جيش الاحتلال تُبث بالصوت والصورة على مرأى ومسمع العالم كله، وبلغت حد حرب الإبادة، وطالت كل أنواع الحياة بما فيها الرياضية، عندما قام جيش “النتن ياهو” بتحويل ملعب اليرموك إلى معتقل يبث من أرضه صور اعتقال الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال.
وفي الأسبوع الماضي استشهد الفلسطيني محمد خطّاب وعائلته في قصف طائرات الاحتلال لمنزله بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة؛ ويُعدّ خطّاب أحد الحكام المعتمدين لدى الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، وشارك في إدارة عدد من البطولات الآسيوية والعربية منذ اعتماده عام 2020.
ولم يحرك الاتحاد الدولي ساكنا، ولم نسمع تصريحا يشجب ويستنكر الاعتداء على ملعب اليرموك أو استهداف الحكم الدولي، والأمر نفسه ينطبق على الاتحاد الآسيوي. وعلى الرغم من أن بعض الدول قدمت طلبات رسمية للفيفا لإيقاف مشاركات الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم أسوة بما حدث مع الاتحادين الروسي والبيلاروسي، فإن الاتحاد الدولي لم يكلف نفسه حتى عناء الرد والتوضيح، واستمر في التجاهل المريب العجيب.
الغريب أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جياني إنفانتينو، كان موقفه ومازال رماديا، واكتفى بإرسال خطابين للاتحادين الفلسطيني والإسرائيلي في الثالث عشر من أكتوبر الماضي، أعرب خلالهما عن تعازيه في “ضحايا أحداث العنف”، وذكر أنه “من المفجع بقدر ما هو صادم أن نرى المنطقة التي لقي شعبها المعاناة العميقة على مدى فترة طويلة للغاية، تعاني الآن أكثر مما سبق.. إن عالم كرة القدم يقف بثبات في تضامنه مع شعبي فلسطين وإسرائيل، ومع جميع الضحايا الأبرياء الذين دفعوا ثمنا لا يوصف”.
وأضاف: “ينضم الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى الداعين إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والتخفيف الفوري لمعاناة شعبي فلسطين وإسرائيل”، وأردف “نعلم أن كرة القدم لا تستطيع حل مشكلات العالم، ولكنها يمكن أن تقوم بدور صغير في إرسال ضوء الأمل إلى مستقبل ليس فيه سوى الظلام؛ وتُظهِر كرة القدم أنه من الممكن جمع الناس معا في بيئة فيها الاحترام المتبادل والعمل المشترك، كوسيلة للسلام والمصالحة بينهم في نهاية المطاف، حتى عندما يبدو هذا مستحيلا ربما في نظر الجميع باستثناء قلة من الناس؛ وأود أن أؤكد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيبذل كل ما في وسعه لمساعدتكم في جهود الإغاثة التي تبذلونها، واستعادة السلام والأمل لشعبكم الآن وفي المستقبل”.
تخيلوا.. كانت هذه كلمات الرجل نفسه، الذي اتخذ قرارا بطرد روسيا من تصفيات كأس العالم وإيقاف الاتحاد الروسي، بل وسمح برفع أعلام أوكرانيا في بطولات ومباريات لم تكن طرفا فيها، تعبيرا عن التضامن مع الشعب الأوكراني.
تبا لمعاييركم المزدوجة.

ناقد رياضي بقناة الكاس
2 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
اتعجب من قرارات الامم المتحدة تجاه حرب روسيا واكرونيا وما يدور من اباده حتميه وممنهجه تجاه فلسطين هذه حرب واباده ليست هي حرب ضد فصيل معين ولكن هي حرب واباده للمسلمين وللاسلام وللاسف الشديد هناك بعض الدول الاسلاميه التي تحسب علي الاسلام باسلامها ولكن اري فيهم الاستسلام والخضوع لتلك الدول الصهيونيه ولا يحركها غيره عن دينها ولا عن اخواننا في فلسطين الشقيقه
اللهم عليك باليهود ومن عاونهم اللهم نصرك الذي وعدت به لاهلنا في فلسطين 🇵🇸
حفظك الله وبارك الله فيك استاذنا الفاضل اسامه السويسي
رائينا في اتحادات رياضيه عديده من يريدون رفع رايه لمن لا رايه لهم رايه الشذوذ الجنسي علم المثليه ورائينا تدخلات لحكومات عديده وفرق رياضيه يدافعون عن رايه للاسف الشديد تخالف معايير الكون ولا يوجد في اي دين علي الاطلاق ما يدافعون عنه ورائينا باعيننا ما دار عند منع دوله قطر رفع رايتهم في كاس العالم والهجوم الذي دار علي قطر من قبل حكوماتهم واتحاداتهم وننظر اليهم الان وهم يرفضون رفع رايه الحق لاصحاب الارض اي قوم هؤلاء واي اناس هؤلاء وهم امامنا الان بازدواجهم للمعاير الانسانيه وما يقولون عليه حقوق الانسان اي حقوق يدافعون عنها وهناك مجازر واباداه جماعيه لاطفال غزه وتهجير لاصحاب الارض من محتل غاشم اين هم هؤلاء من كانو يدافعون عن اشياء تخالف المعايير الانسانيه اين هم من كانو يقولون حريات وحقوق الانسان الخزي كل الخزي لكل هؤلاء والنصر والعزه للمسلمين ولاخواتنا في فلسطين 🇵🇸