بن سلول.. في طرقات غزّة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 26 نوفمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 26 نوفمبر, 2023
بن سلول.. في طرقات غزّة
تعكس المقالة الإيجابية في التعامل مع التحديات والتمسك بالأهداف في وجه المخذلين، مستعرضة أمثلة واقعية ودور المخذلين في الظروف الصعبة، مع التأكيد على أهمية الكفاح وتحقيق النجاح رغم التحديات.
تحدي المخذّلين: الكفاح والتمسك بالأهداف في وجه التحديات
لا تستقيم حياة الانسان على وتيرة واحدة دون وجود منغصات في طريقه لتحقيق أهدافه ورغباته وأمنياته، فطبيعة الحياة أنها غير مكتملة قدَرًا ومنطقًا، وهي لم تكتمل لأحد من البشر، فمن يتأمل حياة الناجحين من البشر جيدًا يجد فيها الكثير من المنغصات والمعضلات، التي كادت أن تحول بينهم وبين تحقيق مرادهم، ولكنهم آثروا الكفاح دون تردد وواصلوا المسير.
ومن هذه المنغصات وجود “المخذّلين”.. والمخذلون هم أولئك البشر الذين من الممكن أن يكونوا من أقرب الناس إليك نسبًا وفكرًا وسلوكًا ومنهجًا، وقد يكونون أيضًا من الأباعد الذين لا تربطك بهم أي روابط قوية مما ذكرت، ليس لهم ديدن إلا التخذيل ومناكفة كفاحك، وما ذلك إلا لأمرين لا ثالث لهما؛ فإمّا حسدٌ كانت تخفيه النفوس فظهر، أو جهل بحقائق قدرة الآخرين على إنجاز ما يريدون تحقيقه.
والتخاذل في اللغة هو ترك الشّيء والقعود عنه، أو ترك المعونة والمساعدة؛ وفي هذا المعنى يقول المولى عز وجل: {وكان الشَّيطان للإنسان خذولًا} أي كثير الخذلان، قال الطّبري: أي مسلما (إيّاه) لما ينزل به من البلاء غير منقذه ولا منجّيه.
وإننا في هذه الفترة العصيبة من زماننا، التي نرى كوارث تنهال على المسلمين في غزة الآن في فلسطين وبقية البلدان العربية، نرى بعض العرب والمسلمين ما زالوا يبهتونهم ويخذّلون شعوبهم عن نصرة إخوتهم، ويسمون نضالهم جنونًا، ويسمون شهدائهم الفئة المغرَّر بها؛ فليتهم سكتوا أو قدموا حلولًا لا تمس الدين أو الكرامة البشرية.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره “. ويذكر النووي تعليقه على خذلان المسلمين قائلًا: (وأما: لا يخذله، فقال العلماء: الخذل ترك الإعانة والنصر، ومعناه: إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي).
فخذلان الخاذلين لن يضر المناضلين في الحياة شيئًا، لأن المرء يعلم أن من سار على دروب المجد فلا بدّ من امتحانات الطرقات، وتخذيل الحُساد والجهلة؛ فقد رُوي عن النبي الأكرم: “لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك”.
وقد عانى معلمنا الأكبر عليه السلام من تخذيل المخذلين من المنافقين، ومن ذلك في السير المذكورة الشيء الكثير، ومثاله:
موقف اجتماع أصحاب عبد الله بن أُبيّ بن سلول سرًّا في أحد بيوت اليهود، يتهامسون في أمر الدعوة المحمدية، ويضعون خططًا وسيناريوهات في إفشال مشروع الدولة الاسلامية، وحينما علمت العيون والاستخبارات الإسلامية بهذه الاجتماعات السرية بين اليهود وبين العملاء، حاولت مداهمة الموقع والقبض عليهم، ولكنهم اختفوا عن الأنظار ثم أنكروا ذلك الاجتماع.
ومثال آخر من مواقف المخذلين الاستهزاء بمشروع حفر الخندق، والطعن في الوعد الذي أعطاه النبي الأكرم للصحابة في فتح فارس والروم، حتى أصبحوا يستهزئون في منابر إعلامهم قائلين: “غرّ هؤلاء دينهم! يعدهم صاحبهم (النبي) بفارس والروم، وإن أحدهم ليخشى أن يقضي حاجته بعيدًا عن الجيش خوفًا من العدو المتربص بالمدينة.
مع كل هذا التخذيل الذي مورس لم نجد من المعلم الأول وأصحابه إلا زيادة في تمسكهم بمشروعهم الأسمى، ولم يعيروا أي اهتمام بتلك المنغصات والمخذلات من الأقول النشاز.
أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق