تبت يد الفيتو!
بقلم: أسامة السويسي
| 24 ديسمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ...
-
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق...
-
لعنة الصحافة من “فوزية” لـ “هنيدي”!
لن يعرف قيمة أمه، إلا من يسوقه حظه العاثر...
-
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في...
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 24 ديسمبر, 2023
تبت يد الفيتو!
في سياق الأحداث الدولية، يتسلط الضوء على دور الولايات المتحدة الأمريكية وحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي. حيث تظهر السيدة ليندا توماس جرينفيلد، المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، وكيف تستخدم حقها لتحقيق مصالحها وتأكيد دعمها للكيان الصهيوني.
استخدام حق النقض وافشال محاولات التسوية
عندما ترفع ليندا توماس جرينفيلد، المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، يدها لاستخدام حق الفيتو لإبطال مشروع قانون في مجلس الأمن الدولي، تأكَّد على الفور أنها تقدم خدمة جليلة جديدة للكيان الصهيوني.. حقيقة أكدتها الوقائع ودوَّنها التاريخ، خصوصا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وسط حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الأبرياء العزل من الشعب الفلسطيني في غزة.
أفشلت الولايات المتحدة باستخدامها حق النقض “الفيتو” تعديلا على قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لتوسيع تسليم المساعدات في غزة، التعديل اقترحته روسيا، وهو يدعو لوقف إطلاق النار في غزة. وقال المندوب الروسي لدى المجلس، فاسيلي نيبنزيا: “مجلس الأمن شهد تصرفا قاسيًا وغير مسؤول من جانب واشنطن، التي لجأت إلى أدوات تخريبية مختلفة لمنع إصدار قرار بشأن غزة، والعالم يتساءل عن سبب تأجيلنا الموافقة على قرار الإمارات العربية المتحدة.. هذا كان بسبب الضغط والابتزاز الأمريكيين، فإما أن يعتمد المجلس قرارا يرضي واشنطن أو لا يُعتمد أي من القرارات التي تطرح”.. وأشار إلى أنه بهذه الصيغة “سيتوفر للقوات المسلحة الإسرائيلية هامش التحرك بشكل كامل لتطهير القطاع، كما تفعل تماما”، وأضاف “من سيصوت على القرار سيكون متواطئا ومسؤولا عن تدمير غزة”.
هيمنة الدول الخمس واحصائيات حق النقد
في مجلس الأمن بالأمم المتحدة دول خمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة، وروسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية، وفرنسا والمملكة المتحدة) تتمتع بحق النقض في المسائل المطروحة؛ ومع أن مجلس الأمن الدولي الذي تم تأسيسه عام 1945، شُكل لمعظم دول العالم أملا بتحقيق العدالة، فإن احتكار خمس دول فيه لقرار حق الرفض “الفيتو” بدَّد هذه الآمال.
ووفقا للأرقام الرسمية، فقد تم استخدام قرار حق النقض “الفيتو” 260 مرة منذ تأسيس مجلس الأمن الدولي، نصفها تقريبا (115 مرة) كان من نصيب الولايات المتحدة، من بينها 81 مرة استخدمت فيها هذا الحق لمنع إدانة حليفتها إسرائيل، و34 مرة ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني، فتخيلوا! ومجدداً فشل مجلس الأمن في إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة وشارك فيه أكثر من 80 دولة.
رفْض الولايات المتحدة لقرارات مجلس الأمن الخاصة بإسرائيل، يتماشى مع استخدامها التاريخي لحق النقض (الفيتو) لمنع أي قرارات قد تنتقد إسرائيل أو تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية. وبالنسبة لمشاريع القرارات التي قُدمت لمجلس الأمن من قبل أحد الأعضاء الخمسة الدائمين، وتتعلق بفلسطين وإسرائيل، جرى استخدام حق النقض ضد 36 مشروع قرار لمجلس الأمن منذ عام 1945، وقد اعترضت الولايات المتحدة على 34 قراراً منها، بينما اعترضت روسيا والصين على قرارين اثنين فقط.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تدين إسرائيل 46 مرة، بما في ذلك المتعلقة بالغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان، وكذلك ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، والتي اعترفت واشنطن عام 2019 رسمياً بالسيادة الإسرائيلية عليها.
والمرة الوحيدة التي لم تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض بخصوص مشروع قرار يتعلق بإسرائيل كانت في عام 1972، إذ دعا مشروع القرار آنذاك جميعَ الأطراف إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية، وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لصالح السلام والأمن الدوليين.
“الفيتو” الأمريكي يؤكد أن صاحبته ما زالت تعتبر إسرائيل “طفلها المدلل”.. تبَّت يد “الفيتو” الأمريكي.
ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
مع الهمجية ضد التمدن
يراوح روسو نظرته النقدية الصارمة للتمدن مقابل التبسط، والفلاحة والريف مقابل التجارة والصناعة، وهكذا يُثني على قصة شعوب أوروبا البسيطة القديمة، بناء على مخالفتها للمدنية التي تحدث عنها في إميل، ولا بد من ربط رؤاه هنا، لوضع نموذج الشعب البسيط غير المثقف، في السياق...
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ لا يُعرَف له لون لأنّ الطّين غَطّاه كُلَّه، وبجسدٍ عارٍ حال لونُه الطّبيعيّ إلى اللّون المُعفّر، وفي شارعٍ مُجَرّف جرى فيه صوتُ الرّصاص والقذائف فحوّله إلى خطٍّ ترابيّ تتوزّع عليها بقايا أبنيةٍ أو محلاّتٍ مُهدّمة، رفع...
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، الذي يدفع فاتورته بصورة يومية أطفال غزة الأموات مع وقف التنفيذ.. فإسرائيل في عملياتها العسكرية- جوية كانت أم برية- في قطاع غزة والضفة الغربية لا تستثني...
0 تعليق