تقنية حكم الفيديو الآلية
بقلم: أسامة السويسي
| 2 أكتوبر, 2023
مقالات مشابهة
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
-
إنهم يلعبون بنا (2)
للأسف، لم يبالغ "إدوارد برنايز" حينما أكد أن...
-
مسلسل تحجيم مصر.. عرض مستمر
في سبتمبر/ أيلول عام 2010 تعرضت صحيفة الأهرام...
-
الحلم العربي
تخيل الدول العربية قد اتفقت على تكوين جيش عربي...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 2 أكتوبر, 2023
تقنية حكم الفيديو الآلية
سعياً لتحقيق أكبر قدر من العدالة في الملاعب، جاء قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بالموافقة على استخدام تقنية فيديو الحكم المساعد (VAR)، لمساعدة حكم الساحة في اتخاذ القرارات الصحيحة بعد مراجعة غرفة الفيديو للحالات الجدلية، وذلك من خلال استخدام زوايا أوضح للقطات الفيديو خلال المباريات؛ وتم إقرار بروتوكول خاص باستخدام التقنية، محدِّدا الحالات التي يمكن للحكم فيها مراجعة تقنية الفيديو.
لكن، هل نجحت تقنية فيديو الحكم المساعد في الحد من الأخطاء التحكيمية في المستطيل الأخضر، خصوصا وبعضها يصل لدرجة كارثية ويؤثر في نتائج المباريات، ومن ثم في تحديد مسار بطولات؟.. المؤكد أن استخدام تقنية الفيديو ساهم في الحد من بعض الأخطاء التحكيمية، لكنه لم ينجح في تحقيق العدالة التامة، فمتى يتحقق هذا الحلم؟
كنت واحدا من الذين أيدوا استخدام تقنية فيديو الحكم، أملاً بالوصول إلى تجاوز الأخطاء الفادحة في الملاعب بسبب قررات تحكيمية غير عادلة بتاتا، تهدر جهود الفرق التي أخذت تصرف الملايين على اللعبة، التي باتت بمثابة تجارة وصناعة في العالم كله مع دخول عالم الاحتراف؛ لكنني في أكثر من مناسبة، عند بداية تطبيق استخدام تقنية فيديو الحكم المساعد، أبديت تخوفي من من عدم ضمان تحقيق العدالة الكاملة، لأن من سيُدير التقنية ومن يتخذ القرار النهائي هو حَكَم، وقد يتأثر بعوامل خارجية تمنعه من اتخاذ القرار المثالي.
ومازالت الشكاوي والصرخات تملأ الملاعب، بسبب استمرار الأخطاء التحكيمية حتى مع استخدام تقنية الفيديو، وقد تابعنا هذا الأسبوع تحديدا الأخطاء الكارثية التي وقعت في واحد من أقدم وأكبر وأهم الدوريات في العالم (الدوري الإنجليزي)، وكيف حُرِم فريق ليفربول من هدف شرعي في شباك “توتنهام هوتسبير”، سجَّله “لويس دياز” ولم يحسبه الحكم، بداعي التسلل وتأكيد حكم الفيديو على وجود تسلل، على الرغم من أن كل الصور كشفت أن دياز كان في موقف سليم، وكان يسبقه مدافع توتنهام لخط مرمى فريقه مع فارق واضح يمكن مشاهدته بالعين المجردة، دون الحاجة لخطوط تقنية الفيديو، التي كشفت لاحقا أن المسافة بينهما زادت عن نصف متر!
ولاحقا أصدرت رابطة الدوري الإنجليزي بيانا قالت فيه: “نعترف بأنه قد حدث خطأ بشري خلال مباراة ليفربول وتوتنهام بالشوط الأول”؛ وأضاف البيان: “هدف دياز تم إلغاؤه بداعي التسلل، لكن القرار كان خاطئا، وكان المُستحَق حساب الهدف مع تدخل الفار”؛ وتابع: “سنقوم بإجراء تقييم كامل للأمور التي تسببت بهذا الخطأ، ونعِد الجميع بأننا سنجري تقييما كاملا للسبب الذي أدى لارتكاب خطأ بعدم حساب هدف لويس دياز”.
وخسر ليفربول المباراة بهدف مقابل هدفين، ووضح تأثير الخطأ التحكيمي على النتيجة ومن ثم على المنافسة، وتم استبعاد حكم الفيديو دارين إنجليند ومساعده دان كوك من إدارة باقي المباريات التي منحت لهما في الأسبوع. ورد نادي ليفربول وقال إن خطأ حكم الفيديو المساعد قوض النزاهة الرياضية.. وأشار إلى أن تصنيف مثل هذه الإخفاقات بالفعل على أنها “خطأ بشري كبير” أمر غير مقبول أيضا، ويتعين تحديد جميع النتائج فقط من خلال المراجعة وبشفافية كاملة.
والحقيقة أن ليفربول لديه كل الحق خصوصا فيما يتعلق بأن الخطأ “بشري”، لأن حكم الفيديو -ولديه مساعد متخصص في حالات التسلل- كان لديه كل الوقت لاتخاذ القرار الصحيح وإبلاغ الحكم به.. وحالة ليفربول وتوتنهام ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة إذا ظلت القرارات في النهاية يتحكم فيها العنصر البشري، لاسيما وأن بعض الحالات وفي بعض الدول نرى فيها تدخلات فادحة بسبب الميول والألوان، إن لم يكن في بعضها التعليمات.
الحل من وجهة نظري أن يعمل المجلس الدولي لكرة القدم (IFAB)، المسؤول عن اعتماد التعديلات وسن قوانين اللعبة على تطوير تقنية فيديو الحكم المساعد، ليكون تدخل العنصر البشري فيها محدودا للغاية على أن يكون القرار آليا، ويتم إبلاغ حكم الساحة به مباشرة عبر أجهزة إلكترونية، تماما كما يحدث مع تقنية خط المرمى، حيث يرتدي الحكم ساعة تشير له بتجاوز الكرة خط المرمى في حالات الأهداف المشكوك فيها، وأعتقد أن البداية بخطوط التسلل ستكون سهلة، وسيتم بفضلها تجاوز أخطاء فادحة كثيرة، على أن يتم التطوير لاحقا مع الحالات المشكوك فيها، مثل لمسة اليد أو العرقلة، بتعديلات على قانون الأخطاء لتسهيل اللجوء للتقنية الآلية، ومن ثم ستكون بقية القرارات أسهل كثيرا على حكم الساحة إذا كانت هناك نية فعلا للعمل على تحقيق العدالة في المستطيل الأخضر.
ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما هاجم المغول مدينة "بخارى" بقيادة "جنكيز خان"، عجزوا عن اقتحامها.. فكتب "جنكيز خان" لأهل "بخارى" يقول: ﻣﻦ وقف ﻓﻲ صفنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ! فانقسم أهل المدينة ﺇﻟﻰ صفين ﺍﺛﻨﻴﻦ: ﺍلصف ﺍﻷﻭل رفض، وأصر على القتال دفاعا عن الدماء، وذودا عن...
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر مبيعًا قراء الروايات هم النساء يحكي ماريو بارجاس يوسا، الروائي الحاصل على جائزة نوبل، في مقالة له بعنوان لماذا نقرأ الأدب؟ بترجمة راضي النماصي، عن موقف يتكرر معه دائمًا، إذ يأتيه شخص حينما يكون في معرض كتاب أو مكتبة، ويسأله...
الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله يتسع
آلاف الجنود يتقدمون والحديث عن حرب طويلة عندما دخل جنود من الفرقة 98 الإسرائيلية إلى لبنان في أول غزو للبلاد، منذ ما يقرب من عقدين، وصف المسؤولون الإسرائيليون العملية بأنها «محدودة، محلية ومستهدِفة». لكن خلال الأسبوع الماضي، توسع نطاق الهجوم البري الإسرائيلي ضد حزب...
0 تعليق