خطأ “حماس”.. وخطيئة حسن نصر الله!
بقلم: شريف عبدالغني
| 5 مارس, 2024
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: شريف عبدالغني
| 5 مارس, 2024
خطأ “حماس”.. وخطيئة حسن نصر الله!
يستعرض المقال دور حسن “نصرالله” في المقاومة وتحول مواقفه خلال الأزمة السورية، مشيرًا إلى تناقضاته السياسية. حيث يتساءل عن تأثير تلك التحولات على موقفه من الثورات العربية ودعمه للفلسطينيين.
بين المقاومة والتناقضات السياسية
يوما ما، ستتكشف الأسباب والحسابات الحقيقية لعملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، التي مازالت مآلاتها مستمرة في حرب الإبادة على الأشقاء في غزة، وتسوية مدن القطاع بالأرض، وإنهاء كافة مقومات الحياة فيه، وحصد أرواح الشهداء بشكل يومي.
آلاف المقالات كُتبت في هذه القضية، وملايين الآراء طُرحت بشأن جواز أن تعمل المقاومة الفلسطينية على انتزاع حقوق شعبها، وبيان أن عملية “طوفان الاقصى” لم تكن فعلاً، وإنما رد فعل على عقود من العدوان الصهيوني على الشعب الصابر الصامد.
هذا ليس وقت التقييم ومعرفة ما إذا كانت “طوفان الأقصى” قد آتت أُكلها أم لا، وفق حسابات “حماس” الآنية وليس المستقبلية، وهي بكل حال ضمن حلقات المقاومة المشروعة لأي شعب تحت الاحتلال.. لكن الشكوك تحوم حول ما إذا كانت المقاومة الفلسطينية اتخذت قرار العملية بناء على حسابات واقعية، تراعي الظرفين المحلي والدولي، وتتيح لها تحقيق الحد الأدنى من المكاسب لشعبها.
إذ كيف يكون القرار بناء على قواعد المنطق وحسابات الدعم العربي، والواقع يقول إن غالبية أنظمة الأمة تريد في الأساس التخلص من صداع المقاومة، ومن وجود “حماس” وغيرها من المنظمات الجهادية؟. الأنظمة ترى أن وجود منظمات بهذه الروح وتلك الأفكار يشكل خطراً على “قصور السلطة”، باعتبار أن “مفهوم المقاومة” نفسه يُلهم الحركات المعارِضة العربية إمكانية مواجهة تسلط وديكتاتورية نفر من الحُكّام، هم أصلاً لا يرون إسرائيل عدواً، بل يرونها حليفاً، سواء كان ذلك بشكل علني أو مستتر.
مؤكد أن رهان المقاومة لم يكن على الأنظمة، وإن كان من الحصافة ضرورة وضعها في الحسبان، على الأقل لضمان حيادها والاطمئنان لعدم وقوفها في الصف الصهيوني، سواء فعلياً أو بالصمت على المذابح.
في المقابل، كان الواجب على من أطلقوا “طوفان الأقصى” الرهان على حركات المقاومة الزميلة في المنطقة، لفتح جبهات أخرى على الصهاينة، بدلاً من أن تضع نفسها وحدها في وجه المدفع الإسرائيلي. و في هذه الحالة، من يكون أكثر أهمية من حزب الله وقائده، السيد حسن نصرالله، للتنسيق معه بهذا الشأن؟!
هناك تقارير تحدثت عن أن هذا التنسيق حدث بالفعل، بدليل وجود مناوشات بين وقت وآخر على الجبهة الشمالية الإسرائيلية؛ لكن الأسئلة تطرح نفسها مرة أخرى.. هل هذه المناوشات كافية ليقال إنها جبهة جديدة تستنزف الإسرائيليين، وتخفف العبء عن غزة المكلومة؟ وهل المعطيات الإقليمية والدولية والوضع اللبناني الداخلي، كلها أمور تتيح لحزب الله فتح جبهة حقيقية نحو إسرائيل، تكون إضافة قوية للمقاومة الفلسطينية؟ ثم.. هل السيد نصر الله بتحالفاته وأجندته يجعل من الحزب حركة ثورية حقيقية ونقية، تكافح الاستعمار أياً كان، وتعمل لصالح الشعوب في كل الأحوال؟!
قصة “سماحة السيد”، صاحب العمامة السوداء، من البداية للنهاية ستحدد الإجابة عن هذه التساؤلات!
شغل حسن نصر الله في نفوس أبناء جيلي مساحة كبيرة من الحب والاحترام؛ نشأنا في زمن “التطبيع” مع العدو الصهيوني، فجاء هذا الرجل بـ”لغة” و”فعل” المقاومة، ليشعرنا أن العرب لم تمت فيهم النخوة، كنا نعتبره رمزاً للرجولة الحقة في عصر الخصيان، فمن غيره مارس الدور الأكبر في تحرير جنوب لبنان 2006 من براثن الصهاينة؟. زاد التقدير له كونه دفع الثمن بتقديم نجله “هادي” ضمن قافلة الشهداء الأبرار، الذين أجبروا الجيش الإسرائيلي على الفرار، ومعه ميليشيا العميل أنطوان لحد.
لم نلتفت كثيراً لما ذكرته حينها تقارير إخبارية، بأن إسرائيل اختارت من تلقاء نفسها الانسحاب من عش الدبابير في الجنوب اللبناني، حتى تفوّت على “آل الأسد” مناوشتهم لها عبر التخفي في رداء حزب الله، لينقلوا المعركة – لو امتلكوا الشجاعة- وجهاً لوجه إلى ساحة الجولان، التي لا تبعد سوى مرمى حجر عن قصرهم الفخيم في دمشق الفيحاء.
شعبية “سماحة السيد” كانت تزداد كل يوم، ففضلاً عن “الكاريزما” التي يتمتع بها، فإنه كان يضع الأنظمة العربية “التطبيعية” في مأزق، بإجادته وبراعته في فن التفاوض مع تل أبيب، التي تجلَّت في صفقات الإفراج عن الأسرى. حتى الجدل الذي أثير في مصر أواخر سنوات حكم الرئيس مبارك – رحمه الله- عن “خلية حزب الله”، التي تسعى لتخريب البلاد والعباد خدمة لملالي إيران، لم تؤثر كثيراً في حب المصريين لنصر الله.
أتذكر أن الإعلامي الكبير الراحل حمدي قنديل، كان عبر برنامجه الأشهر “قلم رصاص” من أسباب زيادة شعبية الرجل في مصر تحديداً، بعدما أطلق عليه لقب “السيد رئيس تحرير الجنوب”.
وكان من الطبيعي أن يؤيد حسن نصرالله الثورات العربية، فالرجل مواقفه واضحة ومعلنة، وهي مساندة – كما يقول باستمرار- لحق الشعوب في التحرر، سواء من الاستعمار الخارجي أو الداخلي؛ وهكذا أيّد الأمين العام وإعلامه الثائرين على امتداد الأمة.
لكن.. وآه من “لكن” هذه !!
حينما وصلت شرارة الثورة إلى سوريا تلاشت حماسة “سماحته”، وانقلبت المواقف وتبدلت الرؤى.. الثوار لم يعودوا ثواراً، بل “إرهابيين مخربين”، والحق في الحرية أصبح متاحاً لكل الشعوب.. ما عدا الشعب السوري!
هنا بدا الموقف عامل هدم للصورة الوردية التي تكونت عبر سنوات طوال لــ”رمز المقاومة والرجولة”؛ فأما وقد وصل الحال بأمين عام حزب الله إلى التأييد المستمر وغير المشروط بدون أي تأنيب ضمير لـ”الأسد”، وطلبه الدائم من السوريين إعطاء نظامهم الدموي فرصة تحقيق الإصلاح، مشدداً على أن “الرئيس بشار الأسد مؤمن بالإصلاح، وجاد ومصمم ومستعد للذهاب إلى خطوات إصلاحية كبيرة جداً، لكن بالهدوء والتأني والمسؤولية”، فإننا إزاء بداية النهاية لرجل دخل تاريخ المقاومة من أوسع أبوابه، وآن له أن يخرج منه مجللاً بعار دعم سفاح.
هل تتقبل عقلية سماحة “الرمز المقاوم” أن الرئيس الذى يواجه شعبه بالرصاص والمدافع والدبابات، ويقتل الأبرياء في الأسواق، يمكن الوثوق به لتنفيذ” الاصلاحات المطلوبة”؟!
أما ما يجلب الدهشة في مواقف السيد نصرالله، فهو محاولته تبرير التناقض بين دعمه للثورات العربية واستثناء سوريا، بالإشارة إلى أن الفارق بين سوريا والدول العربية الأخرى التي شهدت تحركات شعبية أن الأنظمة الأخرى لم تقتنع بالإصلاح، بينما “الرئيس بشار الأسد مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم عليه”!
إذن..
من يراهن على أن “سماحة السيد” وحزبه، وقد تقبّل ودعم قصف بشار للأبرياء بالبراميل المتفجرة، سيأخذ موقفاً جاداً وحقيقياً في دعم الشعب الفلسطيني وهو يواجه القتل عل يد نتنياهو، هو يتساوى مع من يراهن على رغبة وقدرة حُكّام التطبيع على وقف إبادة غزة!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
0 تعليق