خيولنا التي لا تصهل!
بقلم: سامي كمال الدين
| 30 نوفمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: سامي كمال الدين
| 30 نوفمبر, 2023
خيولنا التي لا تصهل!
تحليل لتصريحات الكاتب فهمي هويدي، يستعرض تأثيره في الصحافة والسياسة، مع تسليط الضوء على رؤيته لأحداث غزة ومواقفه حول حرية التعبير.
حين يتحدث فهمي هويدي علينا أن نستمع، حتى وإن اختلف بعضنا مع بعض فِكَره ورؤاه، ذلك أنه واحد من الكتاب الذين يُعدّون على أصابع اليد في العالم العربي من جيل قدم الكثير للفكر ومهنة الصحافة والسياسة.
كانت كتب فهمي هويدي ومقالاته في الأهرام -وما أكثر ما منع منها من النشر- سوطا على ظهر نظام مبارك، لكنه سوط جزل العبارة، نقد بأدب وعلى حق دون تعرض للنساء أو الحياة الشخصية له أو لعائلته؛ كذلك كانت مقالاته في الشروق وفكره في مجلة العربي الكويتية. ثم دخل في صمت أجبر عليه بالذوق، لتخسر الساحة الصحفية قلمًا من طراز رفيع، أعاده إلينا المركز القطري للصحافة وقناة الجزيرة مباشر، وقد استمتعت أيما متعة بحديثه مع الزميل أحمد طه في “الجزيرة مباشر” وبحديثه التالي مع الزميل عبد العزيز آل إسحاق في المركز القطري للصحافة، حيث وجدت هويدي كما هو لم تتغير قيمه ومبادئه التي تعلمنا منها الكثير، وفي موقفه من غزة جاءت جمله مثل طلقات الرصاص: “النظام العربي وقف عاريًا أثناء حرب غزة”، “أرض فلسطين ملك لشعب فلسطين ومن يحدد مصيرها الشعب الفلسطيني”، “لا يمكن أن يتحدد أمن فلسطين في ضوء احتياجات الأمن الإسرائيلي”، “توقف الدول العربية عند الحد الأدنى لا أقبله لأن بوسعها أن تفعل الكثير”، “لو لم تقدم قطر سوى ما قدمته قناة الجزيرة لخدمة القضية الفلسطينية في الغرب، وتعريف العالم بها وتوصيلها إليه لكفاها”، “الأنظمة بعيدة جدا عن مواقف شعوبها”، “هناك مسافة شاسعة بين الأنظمة العربية والشعوب العربية”، ” محو شعب بالكامل -الذي تتحدث عنه إسرائيل- هزل ضد التاريخ”، “لا يجوز أن تقيّم الصراع بنتائجه الجارية، ولكن بما حدث طوال السبعين عامًا”، “طوفان الأقصى وما حدث بعده لم يكن كاشفا فقط لإسرائيل وأسطورة تفوقها، بل للنظام العربي كله”، ” تكشّف موقف إسرائيل والعرب لنا، موقفهم لم يكن مشرفا من هذه الحرب”، “يحسب للسيدة لولوة الخاطر أنها أو مسؤول عربي، بل والوحيدة التي زارت غزة”.
من الحقائق التي تغيب كثيرا عن الشارع السياسي العربي، وأعاد هويدي تذكيرنا بها، أن الحرب تقيم بنتائجها السياسية بعد المعارك، فمن الممكن أن تكسب معركة وتخسر حربًا، ومثال على ذلك حرب أكتوبر 1973، الرئيس السادات أنجز إنجازا عسكريا كبيرا لكن ما الذي ترتب على هذا؟ زار إسرائيل وتصالح معها، وخسر الدول العربية بعد أن خطب في الكنيست.
كما عبر هويدي عن حزنه وانكساره بسبب المواقف العربية الهزيلة، مقابل اتخاذ دول مثل جنوب أفريقيا وبوليفيا والإكوادور مواقف كبيرة أفضل من مواقف العرب، صحيح أن العرب رفضوا التهجير وهذا موقف يحسب لهم، لكنهم لم يطردوا سفيرا ولا هددوا بقطع العلاقات، كما أن صوت الشارع العربي لم يعد كما كان في السابق وقت انتقاضة الحجارة، ومعركة الشيخ جراح والاعتداء على المقدسيين، تغيرت الأمور وأصبحت خيولنا لا تصهل، أو صح فيها المثل البدوي “الحصان الخصي لا يصهل”.
أتمنى أن يعود الأستاذ فهمي هويدي للكتابة، وأن تعاد له مكانته وقيمته، لأن غيابه خسارة كبيرة، وما أحوج الإعلام إلى قيمة مثله!
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
صحيح …
الخيل الخصية لا تصهل لانها فقدت اعز ما تملكة وما يميزها عن الانثى .. كما هو حال معظم ان لم يكن كل الزعماء والملوك والروساء العرب فى التعامل ما يحدث فى غزة العزة غزة الكرامة والرجولة ولله الأمر من قبل ومن بعد.