
رحمة الله من أعظم نعمه.. ﴿ورحمتي وَسِعتْ كلَّ شيءٍ﴾
بقلم: د. علي محمد الصلابي
| 31 مايو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: د. علي محمد الصلابي
| 31 مايو, 2024
رحمة الله من أعظم نعمه.. ﴿ورحمتي وَسِعتْ كلَّ شيءٍ﴾
إن من أكبر نعم الله تعالى على عباده أنه خلقهم وشرّفهم بمنزلة العبودية له، وعرّفهم ذاتَه وصفاته العليّة، ومن أولها وأهمها صفة الرحمة، فكان أول ما عرّف الله تعالى عبادَه في نفسه أنه الرحمن الرحيم، وذلك في البسملة التي تكررت في أول كل سورة من سور القرآن الكريم، والتي وردت بنصها في قوله تعالى: ﴿إنَّه من سليمان وإنَّه بِسْم اللَّه الرَّحمَٰن الرَّحيم﴾ [ النمل: 30]، فهو عزوجل الرحيم بخلقه، وهو أرحم بهم من أنفسهم، فلا حدود لرحمته سبحانه، قال تعالى: ﴿ورحمتي وسعتْ كلَّ شيءٍ﴾ [الأعراف:156].
ولذلك توجه إليه جميع عباده بطلب الرحمة والمغفرة والإحسان والكرم، وخاطبوه بهذه الصفة، وناشدوه بهذا الاسم الفضيل الذي سمّى به نفسه، وأولهم الأنبياء؛ فدعا موسى عليه السلام ربه قائلاً: ﴿ربِّ اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الرَّاحمين﴾ [الأعراف:151]، وأيوب عليه السلام استغاث ربه، فرفع إليه حاجته وسأله أن يرفع البلاء عنه، وبذلك أخبر ربُّنا: ﴿وأيُّوبَ إذ نادى ربَّه أنِّي مسَّني الضُّرُّ وأنت أرحم الرَّاحمين﴾ [الأنبياء:83]. فجاءت استجابة الرحمن الرحيم بما يليق بسعة رحمته وكرمه، قال تعالى: ﴿فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضُرٍّ وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمةً من عندنا وذكرى للعابدين﴾ [الأنبياء:84].
ورحمته عز وجل وسعت كل شيء، فيعطي ويغدق على جميع خلقه، برّهم وفاجرهم، مسلمهم وكافرهم، فما من أحد من خلق الله إلا ويتقلب في رحمة الله في الحياة الدنيا، قال سبحانه: ﴿كُلًّا نُّمدُّ هَٰؤلاء وهَٰؤلاء من عطاء ربِّك ۚ وما كان عطاء ربِّك محظورًا﴾ [سورة الإسراء: 20]، أما في الآخرة فرحمة الله تعالى خاصةٌ بالمؤمنين دون غيرهم، قال تعالى: ﴿ورحمتي وسعت كلَّ شيءٍ ۚ فسأكتبها للَّذين يتَّقون ويؤتون الزَّكاة والَّذين هم بآياتنا يؤمنون﴾ [الأعراف:156].
ولأنه سبحانه الرحمن الرحيم، فهو يتجاوز عن خطاياهم مهما كثرت، ويقبل توبتهم مهما تكررت، فأبواب مغفرته ورحمته مفتوحة دائماً للتائبين؛ قال الرحيم جل وعلا: ﴿قل يا عبادي الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللَّه إنَّ اللَّه يغفر الذُّنوب جميعًا إنَّه هو الغفور الرَّحيم﴾ [الزمر: 53]. وفي الحديث القدسي الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “قال الله: يا بن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم! إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بى شيئًا؛ لأتيتك بقُرابها مغفرة” (الترمذي- 3540). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “قدِم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بسبْيٍ، فإذا امرأة من السَّبي تسعى، إذ وجدت صبيًّا في السَّبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: أترون هذه طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا والله، وهي تقدر أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الله أرحم بعباده من المرأة بولدها” (متفق عليه).
ومن أولى وأعظم مظاهر رحمة الله تعالى أن أنعم عليهم بالإسلام، وهداهم إليه بإنزال القرآن الكريم على النبي الأمّي الأمين صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: ﴿الرَّحمن* علَّم القرآن* خلق الإنسان* علَّمه البيان﴾ [الرحمن: 1-4]. ولعظم صفة الرحمة في ذات الله عز وجل، ولأنه سبحانه رحمن رحيم، فقد وصف رسالة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بالرحمة المهداة للناس أجمعين، قال سبحانه: ﴿وما أرسلناك إلاَّ رحمةً للعالمين﴾ [الأنبياء: 107]. وقال أيضاً: ﴿لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ﴾ [التوبة: 128].
فعلى عباد الله أن يعلموا أن بابه تعالى مفتوح ليس عليه حاجب وليس دونه مانع، وكرمه واسع لا حدود له، فالسعيد من تاب وأناب إلى ربه في كل حين، وسأله المغفرة والرحمة، والشقي من غفل عن دعاء الله تعالى والإقبال عليه، فضيع عمره في الملذات والشهوات، وأكثر من المعاصي فاغترّ بنفسه واتبع هواه. وعلى المسلم أن لا يغتر بسعة رحمة الله، فيبارز اللهَ بالمعاصي دون خوف أو خشية، وإنما منهج المسلم التوازن بين الرجاء والخوف، فالمسلم يرجو رحمة الله بعد أن يؤدي ما عليه من الطاعات والعبادات، قال تعالى: ﴿وأطيعوا اللَّه والرَّسول لعلَّكم تُرحمون﴾ [آل عمران: 132].

مفكر سياسي ليبي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق