
رمضان شهر السلام والأمان
بقلم: د. علي محمد الصلابي
| 5 أبريل, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: د. علي محمد الصلابي
| 5 أبريل, 2024
رمضان شهر السلام والأمان
إن شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والمغفرة، وهو مدرسة الإيمان والتقوى، وقد أمرنا الله تعالى بصيامه لتزكية النفس وإصلاحها؛ وبصلاح النفس دينياً وأخلاقياً تنتشر المودة والرحمة بين الناس، قال الله تعالى: {يا أيُّها الَّذين آمنوا كُتِب عليكم الصِّيام كما كُتِب على الَّذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون} [البقرة: 183].
ورمضان شهر الأمن والإيمان، والسكينة الروحية والنفسية، بما يحققه من معاني التقوى في النفس، وانعكاسها على المجتمع أمناً وسلاماً؛ ويتحقق ذلك إذا التزم المُسلم بالتوجيهات الربانية والتعاليم النبوية، وقد كان من دعاء النبي ﷺ حين يرى الهلال أن يقول: “اللهمّ أهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربُّنا وربّك اللَّه” [صحيح ابن حبان].
وقد اختص الله تعالى شهر رمضان بأن جعله شهر الأمان والسلام ونزول الرحمة، الذي تُفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، ويحفظ الله تعالى به الناس من وساوس الشيطان، وفي شهر رمضان ليلة القدر التي أُنزل فيها القرآن الكريم، والتي جعلها الله تعالى سلاماً وأماناً لأهل الأرض، فقال تعالى: {سلامٌ هي حتَّى مطلع الفجر} [القدر: 5].
وعن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: “من أصبح آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” [رواه الإمام الترمذي والبيهقي].
والمقصود أن نعلم أن انتشار الأمن مطلب من أهم مطالب الحياة، وضرورة من أهم ضرورات البشر، لا تتحقق مصالح العباد والبلاد إلا بوجوده، ولا تتحقق أهداف المجتمعات وتطلعاتها إلا بانتشاره، ولا تسعد نفوس الناس ولا يهنأ عيشهم إلا بازدهاره، ومن هنا جاءت هذه الشريعة الغراء، فإن من أهم قواعدها ومقاصدها العامة حفظ الأمن العام بحفظ الضرورات الخمس، التي لا تنعقد معيشة الناس إلا بحفظها، ألا وهي: حفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ النفس، وحفظ العرض، وحفظ المال.
وإنه لا غنى لأي مخلوق أو لأي نفس رطبة عن الأمن، مهما عزّت في الأرض أو كسبت مالاً وشرفاً ورفعة، فلا راحة ولا هدوء ولا اطمئنان بدون أمن، ففي رحاب الأمن وظله يأمن الناس على أموالهم ومحارمهم، ويسيرون ليلاً ونهاراً لا يخشون إلا الله، وفي رحاب الأمن وظله تعم الطمأنينة النفوس، ويسودها الهدوء، وترفرف عليها السعادة، وتؤدى الواجبات باطمئنان من غير هضم أو حرمان.
وإن رمضان شهر الأمن والأمان، فلا يمكن لصائم حقيقي أن يسرق أو يقتل أو ينهب أو يغش أو يرتشي، ولهذا فإن من مقاصد الالتزام بالإسلام في كل أحكامه حل مشكلة انعدام الأمن والثقة، وانتشار الجرائم والفساد والموبقات؛ فكما أن إقامة الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإن الصيام بتعويده النفس على الامتناع عن بعض الحلال، فإنه يمنعها عن الحرام من باب أولى، فالمسلمون الصائمون آمنون مسالمون ويعطون الأمان لغيرهم. وكذلك فإن السلام يتجلى في شهر رمضان على أوليائه، فيطهر نفوسهم من الآثام ويهبهم الأمن والسلام النفسي، وإن السلام من الأمور التي تجلب المحبة، وتنشر المودة بين الناس.
وإن الصيام باب للجنة، والجنة دار السلام، وإن الهدي النبوي ربط الإسلام بالسلام والإيمان بالأمان، فقال الرسول ﷺ: “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم”. فإذا كان المؤمن في حاله الطبيعية وأحواله العادية سبباً للأمن والسلام لمن حوله، فكيف يكون المؤمن الصائم في رمضان؟!

مفكر سياسي ليبي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق