سأصير يوما ما أريد
بقلم: أحمد مولود أكاه
| 29 أكتوبر, 2023
مقالات مشابهة
-
ذلك يوم عزَّ فيه العرب
" ذلك يوم عز فيه العرب".. هكذا جاءت في المرويات...
-
العلم النافع: أساس التدبّر والتمكين
-
لم يخترع محمد علي الذرة!
أزمة الفنان، والمقاول، محمد علي، مرتبطة بمحنة...
-
الوثنيّة وأسبابُها.. بين يدي ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلّم
إلى جانب الجاهليّة التي كانت تمثّل الصّنميّة...
-
دولة تسير إلى حتفها!
عندما يريد الله تعالى أن يهلك الباطل ينصّب عليه...
-
وزارة الحقيقة.. حكاية رواية «1984»
قبل حلول كريسماس عام 1936 بأيام قليلة، دخل صحفي...
مقالات منوعة
بقلم: أحمد مولود أكاه
| 29 أكتوبر, 2023
سأصير يوما ما أريد
يتردد صدى الحقيقة بين جنبات فلسطين معلنا باسم جيل الأقصى: “سأصير يوما ما أريد”، تماما كما كان كتبها محمود درويش ذات صياغة شعرية، فالجوانح المفعمة بالتعلق بموطنها وأرضها لها في كل صباح حلم تتفتق أكمامه ولا يخبو له وميض، يرقب موعد الأمل ويسارع خطاه في اتجاه يومه المرتقب، مهما طال المسير، فعبر محطات الطريق تتقلص المسافة، وطوفان الأقصى إحدى معالم هذا الدرب، ألمْ يقل أبو العلاء المعري من قبلُ بيته المترجم لرؤية الجيل القسّامي المنافح عن أرضه:
وَالأَرضُ لِلطوفانِ مُشتاقَةٌ .. لَعَلَّها مِن درن تُغسَلُ
لم تكن كفّ أبي العلاء على الزناد، وإنما عبر سقط الزند أورى معركته، ثم بقيت خطوط التلاقي بين صانعي الأحداث أدبيا وميدانيا على الدوام.. شعّ قبس أبناء الأقصى من عقر مدينتهم عبر حراكهم التاريخي، في يومهم المشهود، مجسدين الفدى والمنافحة عن الأرض والأوطان، تتصاغر العراقيل، وتضمحلّ العقبات، ويتشبث أبناء الأرض بسهولها ورمالها من غير توانٍ، وفلسفتهم في ساعة الصفر:
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ .. يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحق
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ .. بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
وثب الرعيل القسّامي، يوم غارة الطوفان، دقّوا بتضحية ونجاح باب النصر وأخذ الثأر، على مرأى ومسمع من العالم، كان واقع خطتهم في ما تجلّى يقلّدهم باستحقاق مقولة أمل دنقل “كل دربٍ يقودك من مستحيل إلى مستحيل”.. إنها مراحل من عبورهم نحو المستقبل، والزمانُ حليف الإقدام!
أعَدّوا ما استطاعوا من العدة ومن رباط الخيل المتمثلة في مختلف أنواع عتادهم، ومضَوْا:
يتساقوْنَ في الوغى كأس موتٍ .. وهىَ موصولةُ بكأس رحيق
وفجأة إذا بهم يشرعون في تغيير أرقام المعادلة، ويؤسسون للوضع الجديد في ميدان السجال، وعلى جغرافيا اللحظة يُمْلون قرار إرادتهم:
بَسَطَ الرُّعبُ في اليمين يمينـاً .. فَتَولّوا وفي الشِّمال شِمالا
ويطأ الشهيد منهم أرض المنازلة وصورته طبق الأصل لما سجله أبو تمام يوم تتبّع أحد مواقف البسالة وصور الثبات، مشيدا برمزها وأدائه:
فأثبتَ في مستنقع الموت رجله .. وقال لها من تحت أخمصك الحشر
تردّى ثياب الموت حمرا فما أتى .. لها الليل إلا وهي من سندس خضر
لم يكن الفرد منهم لحظة الانطلاق لأهدافه، مجرد ربيئة لنفسه، وإنما هو ترجمان لشعوب أمة المليار، في كل ظل من ظلالهم هناك تنعكس صور ووجوه وسحنات وأشواق وأشجان جموع الشعوب الإسلامية من مختلف الأقطار وقد علقت بهم آمالها حين توسمت فيهم أن يعودوا إليها بخيوط من الصباح المفتقد
هل أزف إذن التحول الزماني في ما يتعلق بالصراع مع المحتل في فلسطين، وهذه بواكيره، مهما يكن فإن جرعة معنويات وافرة زودت بها المقاومة شعوب حضارة الإسلام من خلال عمليات انطلاق ملحمتها الحالية التي كان فصلها الافتتاحي ملهما وبلسما يخفف ما حصل بعده من العدوان الإسرائيلي، فهذه المرة ورغم ما خلفته غارات العدوان الإسرائيلي لم تتكسر في غزة النصال على النصال، على وقع العجز المطبق، وإنما يخفف من غلوائها أن مخالب رعيل طوفان الأقصى قد طالت حتى امتدت لتنقضّ على المحتل خارج حدود القطاع
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
لا تتركوا جبل المحامل وحده في الطوفان
كثيرًا ما أمعنت النظر صغيرًا في لوحة زيتية كانت تزين صالون بيت جدي، تتوسطها صورة رجل طاعن في السن والتعب، يحمل القدس على ظهره مربوطة بحبل الشقاء على جبينه ويمشي حافيًا في صحراء من الرفاق. وكبيرًا عرفت أنها لوحة "جبل المحامل" للفنان سليمان منصور، وهي ترمز إلى الشعب...
ذلك يوم عزَّ فيه العرب
" ذلك يوم عز فيه العرب".. هكذا جاءت في المرويات عن النبي الأكرم ﷺ مقولته، عندما ذُكرت أمامه معركة ذي قار التي قادها العرب في جاهليتهم ضد القوات الساسانية الفارسية، وكان النصر فيها من نصيب العرب. وكأن النبي الأعظم يشير- والله أعلم- إلى مفهوم السيادة والحرية لدى العرب،...
0 تعليق