![حرب إسرائيل على أطفال فلسطين](https://alarabblog.com/wp-content/uploads/2024/07/israels-war-on-palestinian-children.jpg)
سر دهشة الغرب خلال المونديال
![سر دهشة الغرب خلال المونديال. سر دهشة الغرب خلال المونديال](https://alarabblog.com/wp-content/uploads/2023/04/سر-دهشة-الغرب-خلال-المونديال.jpg)
مقالات مشابهة
-
جريمة اسمها التعليم!
قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق...
-
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟
لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو...
-
آخر فصول بايدن.. ومعارك ترامب الأخيرة!
شكّلت التطورات الدرامية المتسارعة في الولايات...
-
الغاشم الباطش المُنبطح
أثناء احتفالية الدولة المصرية بذكرى ميلاد رسولنا...
-
حقيقة جوهر جورج صليبا
أحياناً تقفز بك عشوائية وفوضى اليوتيوب إلى مواد...
-
أخلاقيات جيش الصهاينة
مازال قادة الكيان الصهيوني يتحدثون عن أخلاقيات...
مقالات منوعة
سر دهشة الغرب خلال المونديال
قبل ساعة تقريبا من موعد انطلاق مباراة فرنسا وإنجلترا على استاد البيت في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، كنت أقف في طابور داخل مقهى الإعلاميين انتظارا للوصول إلى المحاسب للدفع. فوجئت بمن كان يقف عند المحاسب يغادر غاضبا.
سألته: لماذا لم تحصل على طلب؟
أجابني: بطاقتي الائتمانية لم تعمل.
قلت له: لا توجد مشكلة، يمكنك استخدام بطاقتي.
هنا اكتسى وجهه بعلامات من الدهشة وسألني: هل أنت جاد؟
اجبته: ما المانع؟ نعم أنا جاد.
فقال: لا، سأبحث عن بطاقة مع أحد زملائي من دولتي.
لكن بعد إلحاح شديد مني وافق وعاد للمحاسب وحصل على طلبه، وعلامات الدهشة تكسو وجهه وهو يرد لي بطاقتي.. وانتظرني حتى أنهيت طلبي ودار بعدها الحوار التالي:
هو: أأنتم في قطر هكذا دائما، أم تفعلون ذلك فقط من أجل كأس العالم؟
أنا: أنا لست قطريا ولكنني أعمل وأعيش هنا في قطر. وهو أمر معتاد لنا كعرب أن نهتم بشؤون الضيف، ونقدم له المساعدة. والأمر لا يتعلق بالمونديال.
عرفت أنه من بريطانيا، ومتواجد لتغطية مشاركة المنتخب الإنجليزي. ولاحظت أنه ظل يتحدث عن الموقف مع أصدقائه.
ليلة نهائي المونديال في استاد لوسيل، قالتها الكأس الذهبية بأعلى صوت: بعد أن شعرت أن لحظة وداع الساحر حانت، رضخت وسلمت. الآن.. يمكنك أن تحملني
قد يكون ما حدث تصرفا بسيطا وعفويا يحدث معنا جميعا في كل البلدان العربية، لكن ما استوقفني هنا هو اندهاش ضيوف المونديال، خصوصا من الغرب، من كرم الضيافة العربي والتسامح والسلام، وما شاهدوا من حرية في التنقل في بلد المونديال.
تأكدت وقتها أن ما تحقق من خلال استضافة قطر للمونديال، للمرة الأولى في التاريخ في الوطن العربي، حقق أهدافا استراتيجية كنا بحاجة لسنوات طويلة لتحقيقها، لنغير الصورة النمطية التي صورها الإعلام الغربي عن العرب والشرق الأوسط، كمنطقة نزاعات وحروب وتخلف، وأنها تمثل تهديدا على حياة أي غريب.
وأتصور أن الصادق منهم سينقل تلك الصورة الجميلة عن الكرم والتسامح والسماحة، التي يتمتع بها العرب، وحرصهم على تقاليدهم والترحيب، بكل ضيوفهم. ناهيك عن إثبات القدرة على تنظيم أهم وأكبر حدث كروي على وجه كوكب الأرض بصورة استثنائية أبهرت كل العالم.
ليلة نهائي المونديال في استاد لوسيل، قالتها الكأس الذهبية بأعلى صوت: بعد أن شعرت أن لحظة وداع الساحر حانت، رضخت وسلمت. الآن.. يمكنك أن تحملني، وكلي ثقة أنني بين يديك سأزداد.
هكذا خاطبت كأس العالم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، واحتفلت ببطلها المتوج على عرش اللعبة.
انتصرت الساحرة المستدير للكرة الجميلة، وابتسمت لصانع المتعة في مشهد سيبقى عالقا في الأذهان على مر العصور، ورقص الجميع على أنغام التانغو
ويا له من تتويج أن يأتي خلال النسخة الأفضل على الإطلاق من المونديال. تلك الذهبية، التي تمردت على الساحر ميسي وحرمته من تحقيق حلم الطفولة، صالحته على أرض عربية، فاستحق أن يرتدي “البشت” فوق منصة التتويج بعد أن صار عريس البطولة الاستثنائية التاريخية.
انتصرت الساحرة المستدير للكرة الجميلة، وابتسمت لصانع المتعة في مشهد سيبقى عالقا في الأذهان على مر العصور، ورقص الجميع على أنغام التانغو.. ومن خلال متابعتي للمونديال من قلب الحدث، شعرت بمزيد من التعاطف مع ميسي ورفاقه، خصوصا بعد اللوحات التي رسمها جمهورهم في المدرجات وفي كل بقاع الدولة، فاستحقوا أن يفرحوا في المشهد الختامي. وكانوا بحق ملح المونديال وفاكهة المدرجات، وكانت متابعتهم، خصوصا في الملاعب، متعة في حد ذاتها، لا يتفوق عليها غير لمسات المبدع ميسي، وهو يقود كتيبة الأرجنتين، لتجاوز صدمة البداية بخسارة مفاجئة أمام السعودية، إلى تحقيق الفوز في كل المواجهات حتى تسلم ميسي الكأس الذهبية.
قبل أكثر من عقد ونصف العقد، وعندما بزغ نجمه، قلنا إنه لاعب من كوكب آخر، يبدع ويمتع ويبهر يصنع ويسجل! وانهارت الأرقام القياسية في رحلته سواء مع برشلونة أو مع المنتخب الأرجنتيني، وأخيرا مع باريس سان جيرمان. وحانت اللحظة الأجمل بانضمام كأس العالم لخزائن ميسي العامرة بالكؤوس والميداليات والألقاب والكرات الذهبية.
ويا لها من سعادة غامرة لي كعربي، وأنا أتابع حسرة الإعلامي الغربي، وخصوصا البريطاني، الذي لم ييئس من التشكيك في المونديال الذي يقام للمرة الأولى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، حتى بعد أن أسدل الستار على البطولة، فواصَلَ الأكاذيب والافتراءات، ولم يجد في الورد عيبا فقال: أحمر الخدين. فتخيلوا صحيفة كبيرة تقول إن ارتداء ميسي “البشت” القطري أفسد مشهد التتويج، وميسي لم يكن مرتاحا، خصوصا وأن الزي العربي أخفى قميص بلاده.
حسرتهم وصياحهم كشفا عن وجههم الحقيقي. وصحيح الغرض مرض.. ربنا يشفيكم. ومبروك علينا النجاح الساحق المبهر للمونديال العربي رغم أنف الكارهين.
![أسامة السويسي](https://alarabblog.com/wp-content/uploads/2024/01/أسامة-السويسي-150x150.jpg)
ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
حرب إسرائيل على أطفال فلسطين
"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...
جريمة اسمها التعليم!
قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟
لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...
0 تعليق