شكراً لك يا غزة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 11 ديسمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 11 ديسمبر, 2023
شكراً لك يا غزة
تعكس حروب غزة الوضع الإنساني والأخلاقي، وكيف أثرت على القيم والضمائر في مجتمعنا، وضرورة التحرك ضد الظلم والتنازل عن المصالح الشخصية لصالح الإنسانية.
شكراً لك يا غزة، لأنك أسقطتِ القناع عن كثيرين من دعاة حقوق الانسان، وهو يحفر أخدود النفاق تحت صفقاتهم الخاصة على حساب البشرية.
شكرا لك يا غزة لأنك أيقظتِ العالم من غفلته وماديته البشعة، وعرَّفتِ العالم بذلك المفهوم المنسي “الإنسانية”.. شكرا لك لأنك عرَّيتِ مشايخ الدين الذين باعوا ضمائرهم للسلطة السياسية، ونسوا الميثاق السماوي المقدس.
شكرا لك يا غزة لأنك أعلمتِ هذه الأمة العربية المنكوبة بقدرها ومكانها بين الأمم، وعرف أبناؤها أنهم لن يخرجوا من هذا الذل إلا برجوعهم إلى منبعهم الذي جعل من العروبة حضارة إنسانية عالمية.
شكرا لك يا غزة لأنك أظهرتِ لنا كيف يحارب الإنسان أخاه في الإنسانية اقتصادياً، ونحن نرى بيننا شركات ومؤسسات تجارية تطحن عظام الفرد البشري، وتنهب قوت الأطفال من أفواههم، ونحن أسارى لتلك المنتجات التي لا يضير أحدا منا مقاطعتها، إلا عديم الحس والذي اعتاد تفاهة الحياة وطغت على قلبه المادية .
شكرا لك يا غزة، فمنكِ عرفنا أننا نحمل ذاكرة السمك، وأننا -أمة العرب- لا ديمومة لنا في ميدان النضال، وأن النسيان يغزونا بسرعة، وتلهينا الدنيا بتفاصيلها حتى نعتاد على رؤية الجثث المترامية في شوارع غزة فنحزن قليلا، ثم نتجاوز ذلك سريعاً ونعاود النظر في أمور دنيانا !
شكرا لك يا غزة، فقد علمنا منكِ أن أصوات الأطفال في غزة هي وحدها القادرة على أن تهزّ العالم أجمع، هي وحدها تصدح في ظلام سطوة القوى الغاشمة العظمى، هي وحدها الأصوات التي تصنع الأمل بعد أن بدا لأعيننا غائباً أو سراباً ووهماً.. ولكن أعين الأطفال في غزة، وهي عين البصيرة، تراه حقيقة ماثلة.
أفلا نستغرب بعد ذلك أن يقول أحد الفلاسفة الغربيين: إن الإنسان الغربي نصف إله، والإنسان الشرقي نصف إنسان؟!..
كم هو سخيف ومبتذل وبعيد كل البعد عن معاني السيادة السامية أن يتم التعويل على منظمات حقوق الإنسان، وهي في غالبها -أو حتى كلها- ليست إلا أداة في منظومة قوى الشرور العالمية، البعيدة عن المعاني الإنسانية السامية، من حب وخير وعدل وسلام بين البشر .
إننا هنا نعلم يقينا حقيقة ما قاله سمو ولي العهد الكويتي، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أن الحرب على غزة تجاوزت “كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية”.. لقد أصبحت شريعة الغاب هي الحاكمة في هذا العالم، فلا قانون يطبق إلا على الطرف الأضعف في هذا الوجود، وإن معايير القيم والأخلاق والذمم تتساقط أمام مصالح القوى العظمى وأجندتها الخاصة، وشيوع المادية المتغطرسة والمرجعية العقدية التي تبيح دماء الأبرياء .
أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
0 تعليق