شن الأمريكي يوافق طبقة الإسرائيلية
بقلم: جعفر عباس
| 6 مارس, 2024
مقالات مشابهة
-
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ...
-
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق...
-
لعنة الصحافة من “فوزية” لـ “هنيدي”!
لن يعرف قيمة أمه، إلا من يسوقه حظه العاثر...
-
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في...
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
مقالات منوعة
بقلم: جعفر عباس
| 6 مارس, 2024
شن الأمريكي يوافق طبقة الإسرائيلية
تاريخ العنف الإسرائيلي والأمريكي يظهر بشكل واضح ومروع، حيث يروي المقال مجموعة من المجازر القديمة والحديثة. من مذابح الصهاينة قبل تأسيس إسرائيل إلى جرائم إسرائيل المستمرة في غزة، وتاريخ العنف الأمريكي من قتل السكان الأصليين إلى الحروب العديدة في الخارج. حيث يتيم في هذا التحليل تسليط الضوء على العنف والتطهير العرقي.
العنف الإسرائيلي والأمريكي – تاريخ الإبادة والتطهير العرقي
لم يكن الرأي العام الغربي في معظمه مدركا، وعلى مدى عقود من الزمان، أن الدولة التي تمت فبركتها بقرار من الأمم المتحدة، وصارت تعرف بإسرائيل، ظلت والغة في دماء أهل الأرض وجيرانهم على مدى عقود.. ثم جاءت الحرب الأخيرة على غزة، وشاهد الناس في كل القارات مدى بشاعة المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق العزل والنساء والأطفال، وعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المسرح الدولي، بعد أن ارتفعت أصوات الجماهير والعديد من الحكومات، منادية بضرورة وجود وطن آمن وحر وذي سيادة يضم الفلسطينيين.
جرائم إسرائيل المتواصلة في غزة منذ أكتوبر المنصرم، أعادت إلى الذاكرة المجزرة التي ارتكبتها عصابتا إنسل وليحي الصهيونيتان في سوق حيفا في مارس 1937، وراح ضحيتها 56 فلسطينيا ما بين قتيل وجريح، ثم مجزرة القدس في6 ديسمبر 1937 عندما ألقى أحد عناصر عصابة إنسل قنبلة على سوق الخضار المُجاور لبوابة نابلس في المدينة، ما أدى إلى استشهاد عشرات من المواطنين العرب.
تبع ذلك مجزرة حيفا الثانية في6 يوليو 1938، عندما فجرت عصابة إنسل سوق حيفا بسيارتين ملغومتين، ما أدى إلى استشهاد 21 مواطنًا عربيًّا، وجرح 52 آخرين؛ ثم – وفي اليوم نفسه- ألقى أحد أفراد العصابة ذاتها قنبلة يدوية أمام مسجد في القدس أثناء خروج المُصلين، فاستشهد جراء ذلك 10 مواطنين، وأُصيب نحو خمسين بجراح؛ وبعدها بأسبوع تم تفجير سوق الخضار في القدس القديمة، فسقط العشرات قتلى وجرحي، ثم قامت هذه العصابة في 15 يوليو 1938 بتفجير سيارة ملغومة في سوق حيفا، فاستشهد 35 من الفلسطينيين.. وظلت العصابات الصهيونية طوال السنوات اللاحقة تمارس التقتيل العشوائي للفلسطينيين، لمحوهم من الوجود وإرغام من يفلت من الموت منهم على النزوح.
وقائمة المجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين قبل النكبة (1948) طويلة، وكانت بمثابة مقبِّلات وفاتحات شهية لعصابات أكثر شراسة، ثم جاءت الإرغون وشاس وشتيرن والهاجاناه، فكانت مذبحة دير ياسين في أبريل من تلك السنة، وقد راح ضحيتها أكثر من 360 فلسطينيا، وتلتها مجزرة اللد في يوليو 1948، وأسفرت عن استشهاد 426 شخصا.
وفي عام 1956 ارتكب الصهاينة ثلاث مذابح؛ ففي كفر قاسم استشهد 49 مدنيا، وفي نوفمبر 1956، استشهد 250 فلسطينيا في مجزرة خان يونس، وبعدها بأيام استشهد 111 شخصا جراء مذبحة رفح. وعبر العقود، استشهد المئات على أعتاب المسجد الأقصى على أيدي الجيش وعصابات المستوطنين الصهاينة.. وفي لبنان، ما زال جرح مخيمي صبرا وشاتيلا ينزف، منذ أن قتل الصهاينة فيهما نحو 3000 فلسطيني ولبناني في عام 1982.
ويفوت الذين يقولون إن الولايات المتحدة تكيل بمكيالين، عند تحديد موقفها من جرائم إسرائيل تلك ومجازر غزة الحالية، أن تلك الدولة تتخذ موقفها ذاك في اتساق مع تاريخها، فهي نتاج إبادة شعب على يد “مستوطنين” قدموا إلى الأراضي الأمريكية من أوربا – تماما مثل المستوطنين الذين قدموا إلى فلسطين واتخذوا منها وطنا-؛ فقد أباد أولئك نحو مائة مليون من سكان الأرض الأصليين (الهنود الحمر). وبين عامي 1675 و1676، قام المستوطنون الجدد بمسح كل قرى أهل الأرض من الخارطة تماما في ولاية ماساتشوستس الحالية، ثم استجلبوا الأرقاء من أفريقيا وساموهم سوء العذاب، ليعملوا في الحقول ومشاريع السكك الحديدية والطرق، فكان أن هلك منهم مئات الآلاف.
ثم انظر في علاقة الولايات المتحدة بالعالم الخارجي، لترى كيف تلطخت يداها بدماء الشعوب في مختلف القارات؛ فولايتا تكساس وكاليفورنيا الأمريكيتان انتُزعتا حربا من المكسيك، وفي مطالع القرن الماضي احتل الأمريكان نيكاراغوا وهاييتي وبنما والدومينيكان.. والقائمة تطول؛ فقد كانت الولايات المتحدة – ولا تزال- ترى دول أمريكا الوسطى والجنوبية مجرد حديقة خلفية لها، يحق لها القيام بـ”تنسيقها” باستخدام آلتها الحربية الضخمة.
لم يحدث قط أن واجهت الولايات المتحدة عدوانا خارجيا على أراضيها، ومع هذا فهي أكثر دول العالم خوضا للحروب، ولكن على أراضي الآخرين في الصومال وأفغانستان والعراق وفيتنام وكمبوديا وكوريا ولاوس والسلفادور ونيكاراغوا وسوريا واليونان واليمن والبلقان.. هذا غير الحروب التي شنتها هنا وهناك عبر وكلائها المحليين.
وبينما الحرب العالمية الثانية في خواتيمها، والجيش السوفييتي يتقدم نحو برلين باندفاع، وجيش ألمانيا النازية في حال انهيار تام، قرر الأمريكان استعراض عضلاتهم العسكرية، وصبوا الحمم على مدنية دريسدن، ودمروها تماما وقتلوا عشرات الآلاف من سكانها.. ثم – خشية أن تنتهي الحرب دون أن تجرب كفاءة سلاحها النووي الجديد- قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجاساكي في اليابان، وهلك 420 ألفا من اليابانيين خلال سويعات! أما الحرب الكورية التي أشعلتها واشنطن وموسكو، فقد راح ضحيتها ستة ملايين كوري في غضون أربع سنوات؛ وفي فيتنام قتلت القوات الأمريكية ثلاثة ملايين فيتنامي في غضون 16 سنة، وأحرقت الغابات بالقنابل الكيميائية.
وطوال السنوات الثمانين الأولى من القرن العشرين كانت الولايات المتحدة هي الراعي لكل نظام حكم ديكتاتوري ودموي في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، ودبرت انقلابات عسكرية دموية في عشرات الدول كي تضمن بقاءها في فلكها.
سجلٌ كله بطش وسفح للدماء، يجعل الولايات المتحدة الحليف المناسب للدولة الصهيونية، فتلك شن وهذه طبقة.. وهكذا – كما يقول المثل الشعبي- اجتمع المتعوس وخائب الرجاء.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
مع الهمجية ضد التمدن
يراوح روسو نظرته النقدية الصارمة للتمدن مقابل التبسط، والفلاحة والريف مقابل التجارة والصناعة، وهكذا يُثني على قصة شعوب أوروبا البسيطة القديمة، بناء على مخالفتها للمدنية التي تحدث عنها في إميل، ولا بد من ربط رؤاه هنا، لوضع نموذج الشعب البسيط غير المثقف، في السياق...
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ لا يُعرَف له لون لأنّ الطّين غَطّاه كُلَّه، وبجسدٍ عارٍ حال لونُه الطّبيعيّ إلى اللّون المُعفّر، وفي شارعٍ مُجَرّف جرى فيه صوتُ الرّصاص والقذائف فحوّله إلى خطٍّ ترابيّ تتوزّع عليها بقايا أبنيةٍ أو محلاّتٍ مُهدّمة، رفع...
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، الذي يدفع فاتورته بصورة يومية أطفال غزة الأموات مع وقف التنفيذ.. فإسرائيل في عملياتها العسكرية- جوية كانت أم برية- في قطاع غزة والضفة الغربية لا تستثني...
0 تعليق