صرخة من قلب المستشفى والمجزرة.. هذا أوانُ الثأر
بقلم: محمد خير موسى
| 18 أكتوبر, 2023
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: محمد خير موسى
| 18 أكتوبر, 2023
صرخة من قلب المستشفى والمجزرة.. هذا أوانُ الثأر
إنه الحق يحشد أجنادَه ويعتدُّ للموقف الفاصل، والباطل يُجلِبُ على الطامحين إلى الحرية والعزة والكرامة في غزّة العزّة بِخَيْله ورَجِله، ويَستَفزِز ضدهم من استطاع بنُباح إعلامه وإعلام الغرب المنافق المُتَلفِّع بالكذب والبهتان.
زأرت في غزّة نساؤها، وزمجرت أبطالها وشمخت للحق راية تعاقبت عليها الأيادي المُصْعبيَّة المبتورة بسيف فرعون الزمان الأرعن.. وكلُّ من خذلهم وحاصرهم وقاتلهم وحاربهم هو فرعون هذا الزمان البئيس.
اليوم انفلت العقل من رباطه، فهو يبكي تارة بحرقة أرواح من حصدتهم مناجل الشر والطغيان الصهيوني والصمت الإسلامي في المستشفى المعمداني وكل أنحاء غزّة، ويَصفَرُّ وجهه تارة أخرى وهو يستمع أنين غزّة تحت غارات الحقد والمجزرة، فاليوم أدارت دماؤهم نواعير أنهارنا المسكونة بالهمِّ الثقيل، وفاض بحر غزّة دموعا تنبع من أقصى الروح وتصبُّ في محيطات الأحزان الدفينة، بينما ثرى غزّة الطهور يستقبل الشهداء الغافين بسلام، وقد نُزِع ما في قلوبِهم من غلٍّ إخوانا على سرر الشهادة والخلود متقابلين.
اليوم نرى الإنسانية تتلطَّخ بعار الصمت، وهي ترى البيوت تتكدَّس فوق أنَّات الحرائر وآهات الثكالى، والمروءة تقضي إجازة على شواطئ النسيان خشية أن تلتقي عينُها بِعين طفل غزّيّ في أزقة المواجهة.
اليوم يحاول الفراعنة من المتترسين بكراسي الحكم في بلادنا الإسلامية تقزيم مساحة الألم والدم والمأساة، فيحوّلوا المجزرة إلى بيانات تضامن باردة مثل وجوههم، ويسايرهم في ذلك الغافلون والساذجون.
اليوم تمدّ غزّة جذور مجزرتها على امتداد العالم الإسلامي كله، وتزرعها كالجمر تحت رماد واقعهم المرّ وتعلِّمهم أن الصمت عار؛ وأن نسيان الثأر عار؛ وأن غير الدم والبارود لا يغسل العار.
في السابع عشر من تشرين الأول “أكتوبر” تنادي القلوب الصادقة والدماء الساخنة والأشلاء المتناثرة من نواحي المستشفى المعمداني المدمَّر إلى الشاشات: هذا أوانُ الثأر يا غزّة.. هذا أونُ الثأر!!
تقدّمت جحافلهم تمتطي الحقد الأرعن وتمتشق الغدر المتغطرس إلى سجن كبير اسمه غزّة؛ السجن الذي يتلفَّع نزلاؤه ببقايا جلد أحرقَتْه سياط الخذلان ولهيب الشمس، ويحتَمون بقفَص صَدريّ برزتْ أعظُمُه من وطأة القهر والجوع والحصار المستمر من أكثر من عقد ونصف، ويذودون عن بقايا الحياة بمحاولة التقوقع على جدار مستشفىً يُفتَرض أنه آخر المواطن الآمنة، كجَنين مُلتصق بجدار الرحم.
وتبدأ المعركة بين القذيفة والنظرة، وبين الصاروخ والعين، وبين هدير الطائرة وجلجلة التكبير.
دمُهُم المتراشق يخطُّ على الجدران تاريخا أعمق بكثير من ذلك الذي تسطّره كتب التاريخ الخرساء على رفوف الصمت، المنشغلة عن رفرفة أرواحهم، وأشلاؤُهم المدفونة بصمت في قبور جماعية على عجل تتهيَّأ لكتابة مستقبل عَزَّ نظيرُه فتُفرِع جيلا كاملا يمتدُّ من شريان الحُبّ إلى حدود الحنين؛ يكسر بيديه قضبان قهره ويمحو بِدَفق دمه آثار الطغيان التي طالما بكت الديارُ تحت وطأة رجسها بصمت، ويُثبِت للدنيا كلها أن دماء ألف وثلاثمئة شهيد قضوا في مجزرة المستشفى المعمداني في غزّة ضمن آلاف الشهداء من بداية الحرب على غزّة العزّة لا محالة ستنتصر على صواريخ الطغيان الصهيوني والأمريكي والخذلان الإسلامي وإن طال الزمن، وأن جلجلة التكبير ستَهزم قعقعة أسلحتهم كلها ولو بعد حين.
احفظوا جيّدا جدّا، ولا تنسوا مواقف المتخاذلين والمثبطين والساكتين من الحكام والمحكومين، احفظوا مواقفهم واحفظوا وجوههم جيّدا، وحذارِ أن تحسنوا الظن بهم في موقف قادم أو مواجهة مفصليّة أبدا.
إن التخلّص من الذاكرة السمكيّة في التعامل مع المجازر هو الخطوة الرئيسة الأولى لمنع تكرارها، وما أصدق المفكر والزعيم الإسلامي علي عزّت بيغوفيتش إذ يقول: “لا تنسَوا المذابح والإبادات والمجازر الجماعية؛ فإن المجزرة التي تُنسى تتكرّر”.
مختص بقضايا الفكر الإسلامي ومشكلات الشباب
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
0 تعليق