صمت الفيفا والمعايير المزدوجة

بقلم: أسامة السويسي

| 2 يناير, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: أسامة السويسي

| 2 يناير, 2024

صمت الفيفا والمعايير المزدوجة

تسلّط هذه المقالة الضوء على انتهاكات الكيان الصهيوني في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بالمجال الرياضي والتحديات التي يواجهها الرياضيون في هذا السياق.

انتهاكات الكيان الصهيوني لحقوق الإنسان في غزة: الرياضة تحت الهجوم

ارتكب الكيان الصهيوني كل أنواع جرائم الحرب، وانتهك كل القوانين الإنسانية، ولم يحقق هدفًا واحدًا من حربه في غزة، ولم يحرر أسيرًا واحدًا.. ومازال يتكبد الخسائر الفادحة بين ضباطه وجنوده ومدرعاته، واقتصاده ينهار، والهجرة العكسية مستمرة، والوضع الداخلي مشتعل؛ لكنه يستمر بفضل الصمت من كل الجهات التي يمكن أن تُخضعه للمحاكمة، ومنها مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.. في ظل حماية وحصانة ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.

رياضيًّا تحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” سريعا عند الغزو الروسي لأوكرانيا وأوقف روسيا، وعلى الدرب نفسه سارت كل الجهات والمؤسسات الرياضية العالمية والقارية في معاقبة روسيا وبيلاروسيا، وحرمان رياضيي الدولتين من المشاركة في البطولات، واستبعاد المسؤولين الروس من الاتحادات القارية والدولية.. لكن الفيفا – كغيره من كل تلك المؤسسات الرياضية الدولية- لم يحرك ساكنًا بعد حرب الإبادة في غزة؛ ولم يصدر عنه تصريح واحد يستنكر تحويل ملعب اليرموك في غزة إلى معتقل، يُجرَّد فيه كبار السن والأطفال من ملابسهم، وتُعتقل فيه النساء، وتتنزه فيه المدرعات على العشب.

وندد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بتحويل ملعب اليرموك في غزة إلى مركز اعتقال وتنكيل وتحقيق مع أبناء الشعب الفلسطيني من طرف الاحتلال الاسرائيلي؛ وأشار الاتحاد في بيان إلى أن ما جرى خرق واضح وصريح للميثاق الأولمبي ولكافة القوانين والمواثيق القارية والدولية، ويأتي كجزء من استهداف الاحتلال للحركة الشبابية والرياضية والكشفية الفلسطينية.

وذكر الاتحاد أن هذا الانتهاك الصارخ لكافة المواثيق جريمة لا يمكن للمؤسسة الرياضية الدولية السكوت عنها وإغفالها، مؤكدًا أنه وجَّه رسائل عاجلة إلى اللجنة الأولمبية الدولية وإلى كافة الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية، بما فيها الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، والاتحاد العربي لكرة القدم، وكافة الاتحادات الوطنية، وإلى اللجان المعنية، استعرض فيها ما تواجهه الرياضة في فلسطين جراء ممارسات الاحتلال، وطالب فيها بفتح تحقيق دولي عاجل بجرائم الاحتلال بحق الرياضة والرياضيين في فلسطين.

وأضاف أنه في ظل الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، لم تكن الحركة الشبابية والرياضية والكشفية بمعزل عما يمر به أبناء الشعب الفلسطيني، حيث راح ضحية العدوان حتى الآن ما يزيد عن ألف من أعضاء الحركة الشبابية والرياضية والكشفية بين شهيد وجريح ومفقود.

ولفت الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى أن الملعب الذي يعد أحد أقدم الملاعب في فلسطين، حيث تم تأسيسه في عام 1938، والذي تم تجهيزه ليلبي المتطلبات الدولية لاعتماده ملعبًا بيتيًّا فلسطينيًّا، ليس بمعزل عما تمر به الحركة الرياضية الفلسطينية، وما تشهده الأراضي الفلسطينية بشكل عام جراء هذا العدوان السافر على الشعب الفلسطيني.

المؤسف هو عدم وجود أية جهة رياضية عربية – بما في ذلك الاتحاد العربي لكرة القدم- تُحرِّك ساكنا تجاه هذا التجاوز، وكأن الأمر لا يعنيهم، تمامًا مثل الفيفا الذي لم يصبر سوى أيام معدودة لمنع روسيا من الفعاليات الكروية القارية والدولية عقب حربها على أوكرانيا، لكنه ما زال يغض الطرف عن إسرائيل رغم مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على قصفها المتواصل للمدنيين والمستشفيات والمدارس وحتى الملاعب، في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

معياركم مزدوج يا من تدعون الحريات.

أسامة السويسي

أسامة السويسي

ناقد رياضي بقناة الكاس

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
سوريا وثورة نصف قرن

سوريا وثورة نصف قرن

سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...

قراءة المزيد
Loading...