
ضلال الأمريكان حكومةً وإعلاماً
بقلم: جعفر عباس
| 18 أكتوبر, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: جعفر عباس
| 18 أكتوبر, 2023
ضلال الأمريكان حكومةً وإعلاماً
ذرف الرئيس الأمريكي جو بايدن سخين الدمع على من أسماهم ضحايا هجوم حركة حماس على إسرائيل، وقال إن ما نجم عن ذلك مجزرة لم يعرف اليهود لها نظيرا منذ المحرقة النازية (هولوكوست)، وتبارت الحكومات الأوربية -وليس الرأي العام الأوربي- في ذرف الدموع على أولئك الضحايا، وعين الرضا الغربية عن إسرائيل كليلة، لم ترَ إسرائيل تمطر الموت على غزة متتابعاً منذ عقود، وهي لا ترى اليوم ما يحيق بأهل غزة، ولا ترى الحمم تتساقط على رؤوسهم، وها هي الولايات المتحدة ترسل حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، وتعد بإرسال أخريات (ربما خوفا من استخدام حركة حماس لترسانتها النووية ضد إسرائيل).
والأمريكي قبيح وفصيح، يرميك بدائه ويَنْسلّ، فهو حامي حمى الحريات والحكم الراشد والسلام الدولي، ولا عليه أن مجتمعه المحلي محروم من السلام، فأمريكا البلد الوحيد في العالم الذي توجد فيه “رابطة وطنية للسلاح”، تزعم أن حيازة السلاح الناري الشخصي حق ديمقراطي، وأن وجود أكثر من ثلاثمائة مليون قطعة سلاح في أيدي المواطنين، لا علاقة له بعمليات التقتيل بالجملة التي تشهدها الولايات المتحدة على مدار العام دون سائر بلدان العالم.
يتباهى الإعلام الأمريكي بأنه يتمتع بقدر هائل من الاستقلال، وبأنه لا توجد وسيلة إعلام رسمية حكومية في الولايات المتحدة، ولكن يمكن الجزم بأن أكثر من 90% من أدوات الإعلام الأمريكي ضالعة في تضليل الرأي العام المحلي والخارجي، وهي التي روجت لفرية أن مقاتلي حماس قطعوا رؤوس الرُّضَّع، ولم تعرف فضيلة الاعتذار وتصويب الخطأ بعد أن اتضح أن إسرائيل فبركت تلك الوقائع، فهي كعادتها “تضربك وتبكي، وتسبقك وتشتكي”، وهذا الإعلام هو الذي مسح من ذاكرة الشعب الأمريكي أن بلدهم وحدها استخدمت السلاح النووي ضد البشر في الحرب، ورسخ في الأذهان أن الجنود الأمريكان يقاتلون من أجل الدفاع عن الوطن في العراق وسوريا وأفغانستان، كما فعلوا في أمريكا اللاتينية وآسيا بشرقها وغربها.
ونجح الإعلام الأمريكي ليس فقط في أن يجعل المواطن الأمريكي يؤمن إيمانا جازما بأن بلاده نصيرة الديمقراطية وحقوق الانسان، وأن من يعاديها ينتمي إلى محور الشر، بل أيضا في أن يجعل أبناء الشعوب التي عانت وما تزال تعاني من البطش الأمريكي المباشر، أو من خلال وكلاء أمريكا المحليين، تؤمن بأن الولايات المتحدة هي أرض الأحلام الزاهية، وأنه لا يكسب القرعة (اللوتري) للفوز بالجنسية الأمريكية إلا ذو حظ عظيم.
أصدر “أندي برويتز” كتابا قبل سنتين، يشخّص فيه الجهل السياسي في الولايات المتحدة، ويثبت فيه بالدلائل والوقائع، أن ذلك الضرب من الجهل مؤسسي، بل يكاد يكون توفره شرطا للحصول على مناصب تنفيذية ودستورية عليا؛ فعلى سبيل المثال يعتبر الأمريكان رونالد ريغان أحد أفضل رؤساء بلادهم، مع أنه كان ينضح جهلا على مدار الساعة، حتى قيل فيه إن بمقدور الإنسان السير داخل دماغ ريغان دون أن تبتل القدمان، وأن من يحدق في عين ريغان يستطيع أن يرى الجدار الخلفي لجمجمته، وكان الرجل يعتقد أن وجود أشجار كثيرة في كوكب الأرض هو الذي تسبب في التغيرات المناخية، ومعلوم أن ريغان لم يكن يتخذ قرارا أو يضع توقيعه على أي مستند يوم الأربعاء بوصية من قارئة حظوظ، وذات مرة وقف خطيبا وقال: ما لم ترتدع بوليفيا فإنها ستتعرض لضربات جوية ساحقة في غضون أيام، فتوافد كبار القادة العسكريين على مكتب وزير الدفاع منزعجين من اتخاذ مثل ذلك القرار من وراء ظهورهم، وفوجئوا بالوزير يقول لهم إنه أيضا “ما عنده خبر بالموضوع”، ولم تهدأ العاصفة إلا بعد إحلال ليبيا محل بوليفيا.
أما دان كويل، نائب الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، فقد بزّ بوش في مجال الجهل المعرفي واللغوي، فقد تعهد يوما ما بتكثيف الجهد لضم بني البشر إلى المجموعة الشمسية، ودعا إلى تعزيز روابط “العبودية” بين الأطفال وآبائهم وأمهاتهم، وإذا كان ريغان قد رأى في الأشجار شرا على المناخ، فإن بوش الثاني كان يرى إمكانية التعايش السلمي بين البشر والأسماك، ولعله أول رئيس أمريكي ينتبه إلى أن “معظم واردات بلادنا تأتي من الخارج”.
أما سقطات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فينبغي التعامل معها بمنطوق “الضرب في الميت حرام”، وحصر أدلة جهالته يتطلب إيكال المهمة لفريق عمل دولي مع إمهاله عشر سنوات لإنجازها، ويكفي أن علماء لغة عملوا لسنوات لتحديد مستوى إلمامه باللغة الإنجليزية، وتوصلوا الى أنه طالب في الصف الثاني في المدرسة الإعدادية، ومن ينسى قول ترامب إن شرب مواد التنظيف والتعقيم كفيل بدحر الفيروس المسبب للكورونا؟!
ورغم كل تلك الجهالة الجهلاء يرى الأمريكان، حكومة وشعبا، أنهم أوصياء على بقية الشعوب، وأن من حق الوصيّ استخدام العنف لترويض وتطويع وتركيع الموصى عليهم، ولهذا أعطت نفسها حق خوض حروب في 84 دولة منذ مولدها في 4 يوليو من عام 1776.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق