طائرة ورقية فلسطينية

بقلم: أسامة السويسي

| 14 مارس, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: أسامة السويسي

| 14 مارس, 2024

طائرة ورقية فلسطينية

لم يخش الصواريخ والقذائف والرصاص.. وصعد فوق عامود الإنارة وتسلق الأسلاك، ليخلص طائرته الورقية ويستعيدها بعد أن علقت في الأسلاك.

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو الطفل الفلسطيني، صاحب الطائرة الورقية في غزة، وبات حديث الملايين لتمسُّكه بطائرته وعدم خوفه رصاص جيش الاحتلال!. هذا التصرف الشجاع جاء بدافع عدم التفريط في الطائرة الورقية، فهل يمكن أن تتخيل هذا الطفل سيفرط في أرضه؟! هكذا هو وضع كل طفل أو شاب أو عجوز من الشعب الفلسطيني، الذي روج الغرب بمساعدة بعض المتصهينين أنه هو من فرط في أرضه وباعها للكيان الصهيوني.

ولكم أن تتخيلوا أن هذا الكيان يشن حربا وحشية، يقتل فيها الحجر والبشر والشجر، ويظل الشعب الفلسطيني صامدا رغم بشاعة الحرب، التي يستخدم العدو فيها القنابل والقذائف والصواريخ والطائرات المسيَّرة، مدعوما من الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، الراعي الرسمي له، وبلغت الوحشية استهداف الأبرياء في منازلهم ومستشفياتهم ودور العبادة، وفي الشوارع وهم يرفعون الرايات البيضاء، وهم يهرولون للحصول على المساعدات للبقاء على قيد الحياة بعد أن قطع عنهم الماء والكهرباء والوقود وأوقف المساعدات الإنسانية.

وعلى الرغم من هذه الحرب الحيوانية من جانب الكيان الصهيوني، يرفض أهل غزة كل محاولات التهجير القسري، ويأتيك الرد حاسما على لسان كل كبير وصغير.. لن نترك بيوتنا ولن نرحل، وسنظل صامدين حتى آخر نقطة دماء في عروقنا.

ولأن الكيان الصهيوني يدرك هذه الحقيقة جيدا، فهو منذ ظهوره يحاول بشتى الطرق القضاء على الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، ويواصل حربه الشعواء دون أي خوف أو ردع، ولا يخشى العقاب بعد أن تواطأ الغرب معه، وذلك ما اكتشفه العالم وقد تجلى في عدم الاعتراف بأية قوانين دولية، وانهارت كل الشعارات الزائفة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل، وغيرها من الشعارات الجوفاء التي صدعنا بها الغرب.

يُحسب فقط لشعوب العالم الحر أنها اكتشفت الحقيقة، وتحررت من تضليل الإعلام الغربي الكاذب، الذي ظل لسنوات وعقود يروج لأكاذيب يضع فيها الكيان الصهيوني في صورة المظلوم. وقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في تغيير تلك الصورة الزائفة، وكشف حقيقة ما يجرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة من وحشية وسفك للدماء من عدو توحش في حربه، ويعلنها صراحة أنه يخطط للقضاء على الشعب الفلسطيني من أجل أن يعيش في سلام، على أرض هو اغتصبها في الأساس.. ولا يتورع عن ارتكاب المجازر الواحدة تلو الأخرى، ويسقط فيها الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين، طالما أنه يأمن الحساب.

قلتها في بداية الحرب وسأظل أكررها.. إن كل ما يخرج من البيت الأبيض هو محض افتراء وكذب، لأن الحكومات المتعاقبة على أمريكا تعمل لمصلحة الكيان فقط لا غير، وكل ما يخرج على لسان رئيسها وبقية المسؤولين ما هو إلا حقن مخدرة، لمنح الكيان الصهيوني المزيد من الوقت لتحقيق أكبر قدر من المجازر في سفك دماء الفلسطينيين.

لهذا لا تتوقفوا عن كشف كل صهيوني ومتصهين وكل من يدعمهم، ولا تنسوا الأشقاء في غزة من خالص الدعاء في الشهر الفضيل، أن يثبت الله أقدامهم وينصرهم، وأن يزلزل الأرض تحت أقدام أعدائهم، ويجعل تدبيرهم تدميراً لهم، وأن يفرق شملهم ويشتت جمعهم، ولا يرفع لهم راية ولا يحقق لهم غاية.

أسامة السويسي

ناقد رياضي بقناة الكاس

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
سوريا وثورة نصف قرن

سوريا وثورة نصف قرن

سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...

قراءة المزيد
Loading...