طرح أميركي جديد للخروج من مأزق الحرب

بواسطة | مايو 22, 2024

بواسطة | مايو 22, 2024

طرح أميركي جديد للخروج من مأزق الحرب

لا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول جاهدة الخروج من المأزق السياسي الداخلي والخارجي، الذي وقعت فيه بعد هجوم “طوفان الأقصى” بسبب مشاركتها مع الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بتوفير الغطاء العسكري والسياسي والقانوني والمالي الذي يحتاجه في هذه الحرب.

آخر هذه المحاولات، كانت الجولة التي قام بها مستشار الأمن القومي الأميركي “جاك سوليفان” إلى المنطقة، والتي اقتصرت على زيارة كل من السعودية والكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، مستثنية قطر ومصر. فما الذي جاء به سوليفان؟ وما الذي حققه في نهاية جولته؟ وما دلالات ذلك في الحالتين؟

شدد الطرح على ضرورة قيام إسرائيل بربط عملياتها العسكرية باستراتيجية (سياسية) يمكنها أن تضمن هزيمة حماس الدائمة، والإفراج عن جميع الرهائن، ومستقبل أفضل لغزة.

عروض أميركية جديدة

قبل أن يتوجه سوليفان إلى المنطقة اجتمع بسفراء ورؤساء بعثات الدول الـ١٨ التي لها أسرى أو مختطفين لدى حركة حماس، وهي (الأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند والمملكة المتحدة)، وأكد لهم أن الرئيس بايدن يواصل مناقشاته مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وأمير قطر والرئيس المصري، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وهذا يشير إلى أن الإدارة الأميركية تسعى لتنشيط الاتفاق على الهدنة مع حماس من جديد بعد أن عطّل تنفيذها نتنياهو بسب إصراره شنّ على الهجوم على رفح.

لا تزال الإدارة الأميركية على موقفها الصارم مع الكيان الصهيوني بضرورة القضاء على حركة حماس، ولكن بالطرق العسكرية والسياسية، بعد أن فشل جيش الاحتلال الصهيوني بالانتصار بالطرق السياسية وحدها، وقد ذكر بيان الخارجية الأميركية أن زيارة سوليفان تأتي “لمناقشة الحرب في غزة، والمفاوضات الجارية لضمان الإفراج عن كافة الرهائن، والأزمة الإنسانية، و”هدفنا المشترك المتمثل بتحقيق الهزيمة الدائمة لحركة حماس من خلال الضغط العسكري والتخطيط السياسي”.

وقد أكّد سوليفان في حديثه مع نتنياهو على “ضرورة قيام إسرائيل بربط عملياتها العسكرية باستراتيجية سياسية، يمكن أن تضمن هزيمة حماس الدائمة، والإفراج عن جميع الرهائن، ومستقبل أفضل لغزة”، وهي الرؤية التي يرفضها نتنياهو وحكومته المتطرفة، مصرَّين على تحقيق هزيمة حماس عسكرياً، لأن عدم حدوث ذلك يعني انتصاراً لحركة حماس. ومع ذلك تصر الإدارة الأميركية على رؤيتها التي أعاد سوليفان طرحها من جديد، مقدمة ورقة التطبيع مع السعودية كعامل إغراء لنتنياهو ليقبل بالطرح الأميركي الذي جاء به مستشار الأمن القومي الأميركي، والذي يشتمل على:

  • التطبيع مع السعودية.
  • ضمان أمن الكيان الصهيوني عن طريق تشكيل غلاف أمني مع دول المنطقة ضد إيران.
  • استثمار مليارات الدولارات في غزة بإشراف الكيان الصهيوني.
  • إطلاق الأسرى والمختطفين.
  • إنهاء الحرب.
  • اتفاق سياسي مع حزب الله يعيد الهدوء والاستقرار والأمن إلى شمال دولة الكيان الصهيوني.

وفي مقابل ذلك، فإن على حكومة نتنياهو أن توافق عل ما يأتي:

  • إنهاء الحرب على غزة.
  • الاتفاق على إطلاق الأسرى والمختطفين.
  • إدارة غزة بعد الحرب بواسطة إدارة فلسطينية مدنية بالتعاون مع دول المنطقة.

وتمثل هذه البنود تفاصيل الجانب السياسي من الرؤية الأميركية الجديدة للخروج من المأزق، قبل أن يحمى وطيس انتخابات الرئاسة الأميركية، التي لم يبق عليها سوى خمسة أشهر.

أما الجانب العسكري، فهو يتمثل بالضغط العسكري على حماس، لتقديم التنازلات العسكرية والسياسية اللازمة لإنجاح هذا الطرح، مع مراعاة المحافظة على المدنيين واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية لهم.

الشيء الجديد الذي جاء به هذا الطرح الأميركي يتلخص في أمرين اثنين:

  • الأول: الرغبة في إنهاء الحرب.
  • الثاني: عدم اشتراط القضاء على كتائب المقاومة المسلحة، أو تسليم أسلحتها أو انسحابها من قطاع غزة.

وهذا يشير إلى احتمال فتح الباب أمام حماس للدخول في طروحات سياسية جديدة تؤدي في النهاية إلى استيعابها في المراحل التالية لمرحلة ما بعد الحرب كمكون فلسطيني سياسي، على قواعد (مطاطة) ستقوم عليها الرؤية الأميركية الجديدة لحل الدولتين التي لن تصل إلى نهاية محددة.

فهل سيتفاعل نتنياهو وحكومة اليمينية المتطرفة بإيجابية مع الطرح الأميركي الجديد الذي رهنت به التطبيع مع السعودية؟ أم ستستمر في إصرارها على تحقيق انتصار عسكري على حماس، قبل الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب؟ وهل ستقبل حركة حماس وكتائب المقاومة، الانتقال إلى خنادق سياسية جديدة، تساعدها على إيجاد مخرج من المأزق الدامي، الذي دخل فيه قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر؟

حسابات دقيقة سينخرط فيها الجانبان في الأيام المقبلة بحثاً من مخرج من مآزقهما المتشابكة دون أن تعصف بأهدافهما الاستراتيجية.

1 تعليق

  1. فتحي

    أنا أري أن المخرج الوحيد زياده عمليات المقاومه في رفح

    وجميع قطاع غزه والضفه والقدس وإيقاع اكبر خسائر في الجنود

    والضباط الصهاينه وغلا ف غزه

    والعمل علي زياده الوطيس في الجبهات الاخري لبنان

    العراق اليمن

    وفتح جبهات اخري مثل الاردن المصالح

    الأمريكيه

    لان المفاوضات الأمريكيه بهذا الشكل لن تكون لصالح

    الشعب الفلسطيني والمقاومه ولا الدماء والاباده التي

    فعلتها امريكا وإسرائيل في غزه والضفه إن

    إيقاع اكبر خسائر في الصهاينه هو الذي سيحقق

    مطالب المقاومه والشعب الفلسطيني

    وأكيد من سيقرر هذا هو المقاومه حسب إمكانيها وجهوزيتها

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...