عنصرية القارة العجوز
بقلم: أسامة السويسي
| 28 مايو, 2023
مقالات مشابهة
-
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ...
-
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق...
-
لعنة الصحافة من “فوزية” لـ “هنيدي”!
لن يعرف قيمة أمه، إلا من يسوقه حظه العاثر...
-
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في...
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 28 مايو, 2023
عنصرية القارة العجوز
يتشدقون بالحرية والديمقراطية في بلادهم، ويتحسرون على ضياع حقوق الإنسان في بلاد أخرى!.
هكذا هو الغرب، وتحديدا في القارة العجوز التي لا تخلو ملاعبها من حوادث عنصرية؛ وعلى الرغم من تشديد العقوبات على من يتجاوز ويرتكب هذه التصرفات البغيضة فإنها لم تكن رادعة، بل تتسع الدائرة يوما بعد يوم، خصوصا في ملاعب الساحرة المستديرة صاحبة الشعبية الأولى، التي باتت معاناة كثير من اللاعبين فيها، بسبب هتافات وتصرفات عنصرية، أمرا معتادا في الملاعب الأوروبية.
داء العنصرية ليس وليد اللحظة، بل تمتد جذوره لعقود طويلة، ولم تبرأ منه قارة أوروبا؛ ويبدو مرضا عضالا لا شفاء منه في ظل تستر الإعلام الغربي، وتركيزه على تصدير المشهد خارج القارة.
بدأت الحملات بإثارة مسألة الطقس الحار في الصيف، على الرغم من أن ملف قطر ركز على استخدام تكنولوجيا التبريد للملاعب ومناطق المشجعين، التي ستخلق إرثا جديدا للملاعب في المنطقة، وقد كان.
وعلى مدار عقد كامل، لم تتوقف حملات الغرب ضد أول مونديال يقام في الوطن العربي والشرق الأوسط؛ وحتى الساعات التي سبقت افتتاح كأس العالم قطر 2022، لم تهدأ فيها تلك الحملات المشبوهة، التي صُرف فيها الغالي والنفيس من أجل الحيلولة دون إقامة الحدث الكروي الأكبر على كوكب الأرض في الدوحة.
تنوعت تلك الحملات الغربية المدفوعة وتعددت أسبابها، منذ الإعلان عن فوز قطر بشرف استضافة تنظيم البطولة على حساب الولايات المتحدة الأمريكية، في الجولة الرابعة من التصويت، بينما خرجت أستراليا من الجولة الأولى، وتلتها اليابان في الجولة الثانية.
بدأت الحملات بإثارة مسألة الطقس الحار في الصيف، على الرغم من أن ملف قطر ركز على استخدام تكنولوجيا التبريد للملاعب ومناطق المشجعين، التي ستخلق إرثا جديدا للملاعب في المنطقة، وقد كان. ولم يتوقف الاحتجاج عندما أعلن الاتحاد الدولي للعبة تغيير موعد البطولة لتقام في الشتاء، ما سيحقق فائدة فنية كبيرة للبطولة التي ستقام منتصف الموسم، عكس النسخ السابقة التي تقام في نهاية الموسم، ويعاني فيها اللاعبون من الإرهاق الشديد بسبب موسم طويل وشاق؛ فهنا تذرعوا أن التوقيت سيضر بالمسابقات الأوروبية، وسيربك روزنامة القارة العجوز، لكن الدوريات الكبرى صدمتهم بالترحيب بالموعد الجديد، على الرغم من أن الدولة المضيفة شددت في كل مرة على استعدادها لإقامة البطولة، صيفا أو شتاء، حسبما يحسم الفيفا موقفه.
في الوقت ذاته ركزت حملاتهم على ملف العمال وحقوق الإنسان، مع أن قطر قطعت شوطا طويلا في الإصلاحات وفي مجال حقوق الإنسان، ونالت إشادة واسعة من منظمات دولية، وفي مقدمتها منطقة العمل الدولية والفيفا، واتحاد العمال الدولي الذي تحول من مهاجم شرس إلى مؤيد، بل مرحب بكل هذه الإصلاحات ومشيدا بها، بعدما زار مسؤولوه قطر وشاهدوا الحقيقة على أرض الواقع، واكتشفوا زيف التقارير التي كانت تروج لحوادث وإشاعات لا أساس لها من الصحة، بل إن بعضها كان ملفقا ومدفوع الأجر.
المحايدون في الإعلام الغربي، الذين حضروا المونديال في قطر، نقلوا الصورة الواقعية، والتي عبر بعضهم خلالها عن دهشة من الإشاعات التي صاحبت المونديال العربي، وأنهم اكتشفوا الحقيقة هنا في الدوحة
انتقلوا إلى صلب العادات والتقاليد العربية والإسلامية، التي تمثل من وجهة نظرهم صعوبة أمام حرية الجمهور الذي سيسافر إلى قطر لحضور المونديال، بسبب معضلة “الشذوذ الجنسي”، التي هي ضد الطبيعة البشرية وضد خلق الله سبحانه وتعالى.. وتساءلوا: هل ستسمح قطر بتناول المشروبات الكحولية في ملاعب المونديال؟. ووصلتهم الرسالة واضحة وصريحة من القيادة القطرية، عندما أعلنت قطر ترحيبها بالجميع في بلد المونديال، بشرط احترام العادات والتقاليد العربية. ولم يسجل مونديال قطر أي حادثة شغب جماهيري، وللمرة الأولى في التاريخ قالت الشرطة البريطانية أن جماهير إنجلترا وويلز لم يصدر عنها أي تصرفات خارجة عن القانون، وأرجعت ذلك إلى منع تناول المشروبات الكحولية في ملاعب المونديال والمناطق المحيطة، وهو الأمر الذي نال إشادة معظم وسائل الإعلام الغربية. كما تصدى المونديال العربي وبنجاح منقطع النظير لمحاولات البعض، وبينهم بعض المنتخبات، لفرض حالة من التعاطف مع المثليين، وباءت المحاولات بالفشل، بل وكانت مصدر ازدراء جماعي.
المحايدون في الإعلام الغربي، الذين حضروا المونديال في قطر، نقلوا الصورة الواقعية، والتي عبر بعضهم خلالها عن دهشة من الإشاعات التي صاحبت المونديال العربي، وأنهم اكتشفوا الحقيقة هنا في الدوحة، وسط الجماهير التي وجدت كل الحرية في التنقلات، ودون خوف من أية مضايقات أو حوادث؛ بل كان العكس صحيحا، فقد حظي الكل بالترحيب التام، واكتشفوا المعنى الحقيق للكرم العربي، وللمودة والسماحة والتسامح.
ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
مع الهمجية ضد التمدن
يراوح روسو نظرته النقدية الصارمة للتمدن مقابل التبسط، والفلاحة والريف مقابل التجارة والصناعة، وهكذا يُثني على قصة شعوب أوروبا البسيطة القديمة، بناء على مخالفتها للمدنية التي تحدث عنها في إميل، ولا بد من ربط رؤاه هنا، لوضع نموذج الشعب البسيط غير المثقف، في السياق...
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ لا يُعرَف له لون لأنّ الطّين غَطّاه كُلَّه، وبجسدٍ عارٍ حال لونُه الطّبيعيّ إلى اللّون المُعفّر، وفي شارعٍ مُجَرّف جرى فيه صوتُ الرّصاص والقذائف فحوّله إلى خطٍّ ترابيّ تتوزّع عليها بقايا أبنيةٍ أو محلاّتٍ مُهدّمة، رفع...
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، الذي يدفع فاتورته بصورة يومية أطفال غزة الأموات مع وقف التنفيذ.. فإسرائيل في عملياتها العسكرية- جوية كانت أم برية- في قطاع غزة والضفة الغربية لا تستثني...
0 تعليق