غزة.. بحث في استشهادها

بواسطة | نوفمبر 11, 2023

بواسطة | نوفمبر 11, 2023

غزة.. بحث في استشهادها

يستعرض هذا المقال الجديد للسياسي والأكاديمي اليهودي نورمان فنكلستاين، والذي عاش والداه تجربة المحرقة النازية، ويسلط الضوء على دوره البارز في الكشف عن أباطيل الصهيونية في مواجهة فلسطين. “غزة تكشف استشهادها” يقدم نظرة نقدية وتحليلية للأحداث الحالية في غزة.

كشف حقائق مأساة غزة – تحقيق حول استشهادها من قلم نورمان فنكلستاين

عايش والداه المحرقة النازية في الحرب العالمية الثانية، فعاش طفولته يتألم من القصص التي رويت له منهما، ربما هذه هي أحد الأسباب التي جعلت السياسي والأكاديمي الأمريكي اليهودي نورمان فنكلستاين Norman Finkelstein يلعب دورا كبيرا في كشف أباطيل الصهيونية ضد فلسطين.
“غزة تكشف استشهادها” أو “غزة بحث في استشهادها” من كتبه الرصينة والكاشفة لأكاذيب إسرائيل، يضاف إلى كتبه السابقة: “صناعة الهولوكست.. تأملات في استغلال المعاناة اليهودية”، “التمادي في المعرفة”، “ما يفوق الوقاحة: اساءة استخدام اللاسامية وتشويه التاريخ”، ” صعود وأفول فلسطين، رواية شخصية لسنوات الانتفاضة”.

من المهم لكل متابع للشأن السياسي والعسكري وما يحدث في غزة الآن بأن يطلع على هذا الكتاب لما فيه من سردية تكشف كيف يفكر العدو، بل لم يتوقف الكاتب عند ذلك، إذ سعى لفضح هذا العدو وأكاذيبه الدائمة منذ نكبة فلسطين.
جاء كتاب غزة تحقيق حول استشهادها، الصادر عن جامعة كاليفورنيا في طبعته الإنجليزية، وعن مركز دراسات الوحدة العربية عن طبعته العربية، في أربعة أجزاء: عملية الرصاص المصبوب، قافلة سفينة مرمرة، تقرير جولدستون، توقف الطاغوت.
يوصف فنكلستاين كتابه في المقدمة بالقول “ليس عن قطاع غزة بل عن الجرائم التي ارتكبت بحق غزة وأهلها، وكيف أنها سجن مفتوح، كما عبر عن ذلك رئيس وزراء بريطانيا دافيد كاميرون، فثلثا سكانها من اللاجئين، وأكثر من نصفهم تحت سن ثمانية عشر عاما، هذه المنطقة المحاصرة وشعبها تعرضا منذ عام 2004 وحتى اليوم إلى ثماني عمليات هجومية مدمرة راح ضحيتها الآلاف، وأصبح عشرات الآلاف منهم بلا مأوى، وفرضت إسرائيل عليهم حصارا بلا رحمة”.

يكشف نورمان فنكلستاين حرص إسرائيل الدائم عن إسكات الشهود وإخفاء الجريمة والهروب من التحقيق الدولي بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية التي تشكل الغطاء الدائم لكل الجرائم التي تقوم بها.
كما يسرد الحقيقة منذ وقوع النكبة وما قامت به الصهيونية العالمية ضد شعب فلسطين وقتل وتهجير هذا الشعب من أرضه، وأن إسرائيل تستمد شرعيتها من هذه الجريمة التاريخية.

تنبأ فنكلستاين باستجلاب إسرائيل لنفسها المقت خاصة في الغرب الذي يدعمها ويساندها، بل إن عدد كبير من الشباب اليهودي الأمريكي فقد إيمانه بها وأصبح يدينها في العلن بسبب ما تقوم به ضد الفلسطينيين، فالذين يؤيدون إسرائيل فيما تفعل هم مؤيدون انحلالها الأخلاقي، مؤكدا أن عسكرة السياسة الإسرائيلية تجاه غزة بدأت عام 2005 فهي المدينة التي يختبر فيها الجيش الإسرائيلي أحدث أنواع الأسلحة وأكثرها تطورا..!
في إسرائيل لديهم عقيدة تسمى “عقيدة الضاحية” هدفها التدمير الشامل لمناطق بأكملها، وهو ما يحدث في غزة الآن.
يعود المسمى إلى العام 2006 وتحديدا إلى حارة حريك في بيروت، وهي ضاحية أو حارة دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية، وكنت هناك وقتذاك لتغطية الحرب في جنوب لبنان، وذهبت بعدها إلى حارة حريك وشاهدت كيف تم تدمير أغلب البيوت في الحارة، كما التقيت المرجع الشيعي الأعلى محمد حسين فضل الله وأجريت حديثا معه نشر في الأهرام وبثته إذاعة لبنان.

وقتذاك صرح قائد المنطقة الشمالية غازي ايزنكوت بأن القرى بمثابة قواعد عسكرية يجب تدميرها وهذا عقاب لهم، وقال العقيد غادي سيبوني بأن هذا ما سيحدث في غزة وأنهم سيواجهون تدميرا يحتاج إلى أزمنة للخلاص منه، وهو ما نشاهده في حرب غزة التي لا تتوقف منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.
ترجم كتاب غزة تحقيق حول استشهادها المهندس أيمن حداد، وقد حصلت الترجمة على جائزة حمد بن خليفة للترجمة والتفاهم الدولي، فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية عام 2022.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...