فضيحة إسرائيل الدولية

بواسطة | يناير 11, 2024

بواسطة | يناير 11, 2024

فضيحة إسرائيل الدولية

في جلسة تاريخية أمام محكمة العدل الدولية، كشف الفريق القانوني لجنوب أفريقيا عن جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في غزة منذ أكتوبر 2023.

جنوب أفريقيا تفضح إسرائيل – جرائم حرب وتهجير في غزة أمام محكمة العدل الدولية

توقفتُ منبهرا أمام الفريق القانوني لجنوب أفريقيا وهو يكشف أمام العالم بشكل رسمي وفي محكمة العدل الدولية، جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

جاء الفريق مستعدا يحمل أدلته وأوراقه وشهوده، وقرائنه التي تكشف ارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية في غزة، يحمل معه صورا وفيديوهات وكل المواد البصرية اللازمة، وكان مما أظهرته بقايا أجساد الأطفال والنساء والمدنيين الذين قتلتهم إسرائيل في غزة، وقصف المدارس والمستشفيات ونبات الأرض، كما قدم الفريق القانوني أدلة تثبت أن إسرائيل منعت الماء والغذاء من الوصول إلى قطاع غزة، منعته عن شعب أصيل في أرضه تمتد جذوره إلى بداية التاريخ، كما قال الفريق إن إسرائيل كانت لديها النية في ارتكاب إبادة جماعية في غزة، رأيناها في توجُّه أفعال وسلوك الجنود الإسرائيليين على الأرض، وقبلها حاولت التضييق على السكان وتهجيرهم من أرضهم.

كانت دولة جنوب أفريقيا من الدول التي أدانت عملية طوفان الأقصى، التي قامت بها حركة حماس في غلاف قطاع غزة، لكنها لم تتوقف عند ذلك، بل قررت جلب إسرائيل إلى المحكمة الدولية في لاهاي، والطلب منها تقديم دفوعها عن الجرائم التي ارتكبتها، خاصة أن إسرائيل من الدول التي وقّعت على اتفاقية جرائم الإبادة الجماعية، وهذه الاتفاقية تتضمن حماية حق الشعب الفلسطيني في الحياة والعيش على أرضه، وإصدار تدابير تمنع ما ترتكبه إسرائيل من إبادة جماعية. وإن جنوب أفريقيا تشهد – ومعها العالم كله- على النقل القسري لـ 85% من أهل غزة من أرضهم، “ومن الصعب أن نفكر في الأمم المتحدة في قضية أكثر أهمية من هذه، لذا ينبغي حماية حقوق الفلسطينيين بشكل عاجل في ضوء الوضع غير المسبوق الذي نواجهه”.

على الرغم من أنه في الوقت نفسه الذي شهد انعقاد المحكمة، كانت إسرائيل تطلق النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات غرب غزة، وتُسقط منهم شهداء وجرحى، فإن المضيَّ في محاكمة دولية يضع إسرائيل تحت ضغوط شعبية ودبلوماسية ودولية، تُجبرها على إيقاف الحرب في غزة؛ فمن الجدير بالذكر أن المحكمة تعد واحدة من أهم  الهيئات في الأمم المتحدة، وتستطيع أن تفعل الكثير حتى لو واجهت الرفض الأمريكي.

 جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي اتخذتا قرارا صائبا بالانضمام إلى جنوب أفريقيا في دعم القضية ضد إسرائيل، بعد تخاذل كبير منهما ومن المجتمع الدولي عموما، لذا عليهما أن تدركا واجباتهما كما أدركت جنوب أفريقيا واجباتها واستخدمت مشاركتها في اتفاقية الوقوف ضد جرائم الإبادة الجماعية، فذهبت بإسرائيل إلى الأمم المتحدة متجاهلة مبرراتها وتقديمها أدلة لا ترقى إلى قيامها بجرائم حرب في غزة.. جامعة الدول العربية تستطيع القيام بأدوار موازية أيضا لما قامت به جنوب أفريقيا.

الاتفاقية بحسب بنودها توجب على الدول الأعضاء ضمان المحافظة على أحكام اتفاقية منع الإبادة الجماعية، باتخاذ التدابير لمنع ورفض وإيقاف أي جرائم إبادة جماعية، ومن حق الفلسطينيين في غزة أن يستفيدوا من بنود هذه الاتفاقية، وألا يُحرموا من حق الحياة والحصول على متطلبات العيش من ماء وغذاء وتعليم، وأن يحيوا بأمان فلا يبادوا بشكل يومي، وأن يوقف الإجرام الذي تُمسح فيه أغلب مباني غزة ومنشآتها عن الأرض.. توجد عائلات كاملة قُتلت، وكل يوم يُقتل 48 امرأة و 117 طفلا والعالم يتفرج.

وغدا ستقدم إسرائيل دفوعها أمام المحكمة في لاهاي، وهي لن تكون أكثر من حفنة من الأكاذيب والتدليس.

هل يعجز العرب عن جرجرة إسرائيل أمام المحاكم الدولية؟ ماذا لو قررت جامعة الدول العربية محاكمة إسرائيل في كل بلد يدعمها بالمال والسلاح الذي يُقتل به الشعب الفلسطيني؟!

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...