
قرن يتكلم.. مذكرات برنارد لويس (2)
بقلم: محمد عبدالعزيز
| 9 ديسمبر, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: محمد عبدالعزيز
| 9 ديسمبر, 2023
قرن يتكلم.. مذكرات برنارد لويس (2)
أُكمل في هذا المقال الرحلة مع المؤرخ برنارد لويس، الذي عاش قرنًا من الزمان وقابل كثيرًا من الشخصيات السياسية المهمة في عصره، وكلما تقدمتُ في استعراض المذكرات رأيتُ لقاءاته مع الملكة إليزابيث وشاه إيران ولقاءه مع الأمير الحسن في الأردن، وزيارته الزعيم أبو الأعلى المودودي، وغيره من الشخصيات، فضلًا عن الصداقة الطويلة مع رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، غولدا مائير، ووزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه ديان.
جاسوس في الأرشيف العثماني
بعد الحرب العالمية الثانية استكمل برنارد رحلته مؤرخًا، وكان محظوظًا للغاية، كما يقول عن نفسه، فقد كان يتقن العربية في بريطانيا، التي كان بها حينئذ أقل من مائة يعرفون العربية، وفي خريف عام 1949م كان في الثالثة والثلاثين عندما ترقَّى إلى درجة بروفيسور، إذ أصبح بعدها أول رئيس لكرسيّ دراسات تاريخ الشرق الأوسط والشرق الأدنى الذي أُنشئ حديثًا في جامعة لندن، وحصل على إجازة تفرُّغ علمي لمدة عام خصَّصها للتعرف إلى البلدان والشعوب التي كان تاريخها من صميم عمله في التدريس والتأليف، وانطلق في زيارة إلى تركيا خريف عام 1949م.
وتوفِّر إسطنبول عناصر جذب لأي مؤرخ مهتم بتاريخ الشرق الأوسط، وذلك بسبب ثراء مكتباتها وأرشيف مخطوطاتها، وكان برنارد يرغب في دراسة المخطوطات العربية والإسلامية المتناثرة في المكتبات التركية، لذا تقدَّم بطلب للحصول على تصريح لدخول أرشيف الإمبراطورية العثمانية، لكنه لم يكن يشعر بأن هذا الطلب سَيُكتب له النجاح.
يحتوي الأرشيف العثماني على وثائق ومخطوطات جُمعت عبر عدة قرون، بما في ذلك السجلات الخاصة بمناطق جغرافية بعيدة كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية، لكن في النهاية قُبِل طلبُه، فاكتشف الأرشيف العثماني وكتب عن تاريخ تركيا.
اللافت للنظر أن الناشرين الفرنسيين عدّلوا عنوان كتاب برنارد عن تاريخ تركيا، وجعلوا منه عنوانًا فرعيًّا، وأعطَوا الكتاب عنوانًا جديدًا: «الإسلام والعلمانية: ولادة تركيا الحديثة»، وعندما سأل برنارد ممثلَ دار النشر عن سبب ذلك، أجاب بجنون: “الكتاب الذي يحمل اسم (الإسلام) يُباع بكثرة، أما الكتاب الذي يحمل اسم (تركيا) فلا. العنوان الفرنسي الجديد، غير دقيق على كل حال، لأن جوهر الكتاب كان بالفعل يدور حول ظهور جمهورية ديمقراطية علمانية من رحم إمبراطورية إسلامية.
رحلات مؤرخ حول العالم
يستمر برنارد لويس عبر مذكراته في سرد قصص البلاد التي زارها والشخصيات التي تعرف إليها، مثل زياراته إلى السودان وإيران وأفغانستان وباكستان، ويحكي في سيرته لقاءه مع أبو الأعلى المودودي، زعيم الجماعة الإسلامية في الهند وباكستان، إذ يحكي في مذكراته “حادثة أخرى لا تُنسى”، وذلك عندما دعا المنظِّر الإسلامي الكبير أبو الأعلى المودودي المستشرقين غير المسلمين إلى زيارته في منزله: “كان المودودي شخصيةً بارزةً في العالم الإسلامي، وشعرنا بالفخر إذ اختصنا بتلك الدعوة، وكنا حريصين على سماع ما سيقوله، لم تكن الكلماتُ الأولى التي تفوّه بها مثارَ استغرابنا، فقد قال: (أنتم أيها المستشرقون تقعون في ذات الخطأ). فكّرنا لوهلة، وقلنا: ها نحن مرة أخرى في ذات النقاش)، لكننا كنا مخطئين تمامًا، ومضى يقول: (أنتم جميعًا تتعلمون العربية، كثير منكم يتعلم الفارسية، بعض منكم يتعلم التركية، كان هذا على ما يرام في الماضي، لكن الماضي ولّى، مركز العالم الإسلامي اليوم هنا في باكستان، ولغة الإسلام السائدة هي الأردية، إذا كنت تريد معرفة ما يحدث في العالم الإسلامي، فلا يمكنك فعل ذلك إلا من خلال اللغة الأردية). تعليق مذهل ومثير للاهتمام، وليس خاطئًا تمامًا بأي حال، لم أحاول قط تعلم اللغة الأردية، لأنني قررت في وقت مبكر قصْر دراساتي المتخصصة على المناطق الإسلامية الواقعة في الشرق الأوسط”.
وتضم المذكرات تعرُّفه إلى اليابان، التي عانى فيها بسبب عدم معرفته باللغة اليابانية، ويحكي قصة شهدها، تذكر أن أحد المتحدثين كان يحاضر باللغة الإنجليزية وروى قصة مضحكة، ولكنها طويلة وغير مترابطة. ترجمها المترجم بجملة قصيرة ضحك الجمهور عند سماعها. أوضح له مرافقه أن المترجم اكتفى بالقول: «تلك نكتة، مجرد نكتة. من فضلكم اضحكوا».
وفي أفغانستان يحكي عن زيارته في السبعينيات ولقائه مع وزير التعليم الذي سألته زوجة السفير الأمريكي عن ضعف تعليم البنات، فكان رد الوزير: “سيدتي، ليست لدي مدارس كافية للبنين. فلا تزعجيني بالفتيات». علّق برنارد بالقول: “امتعضت من مشاعره هذه، ولكن أعجبتني صراحته”.
وكذلك يسجل في الكتاب زيارته إلى طهران ولقاءه الشاه، وكان أول ما تفوَّه به الشاه: «لماذا يواصلون الهجوم عليَّ؟»، لم يكن لدى برنارد أدنى فكرة عما كان يتحدث الشاه عنه، فقال بأدب شديد: “مَن يا صاحب الجلالة؟”، فقال وهو يشير إلى صحف متناثرة أمامه: “نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولندن تايمز ومانشستر جارديان ولوموند، الأخوات الخمس العجيبات يتراقصن حول هلاك الغرب، ألا تدركون كلكم أنني أفضل صديق لكم في هذا الجزء من العالم؟!”.
وفي مذكرات برنارد لويس قصة طريفة عن حفيدة الشاه التي تدرس في نفس جامعة برنارد، لن أحكيها، تجدها في المذكرات.
نقاش برنارد لويس مع شاه إيران حول أوضاع البلاد والصحافة ذكَّرني بمذكرات إحسان نراغي “من بلاط الشاه إلى سجون الثورة”، وهي مذكرات مهمة وشيقة عن لقاءات نراغي مع شاه إيران وما دار فيها من نقاش بين الشاه وعالم اجتماع.
حب النكتة وروح الدعابة المصرية
تقرأ المذكرات فتندهش من كثرة التجوال الذي عاشه برنارد في بلاد الشرق الأوسط، من تركيا إلى فلسطين والأردن، ثم زيارات متكررة إلى مصر، حتى إنه التقط روح النكتة المصرية، ويحكي عن النكت المتداولة فيها فيروي واحدة عن شغف عبد الناصر بسماع النِّكات، ويروي في المذكرات قصة تفيد بأن عبد الناصر ضاق ذرعًا بهذه النكات المنتشرة عنه، وقرر أن يضع لها حدًّا، استدعى مدير الأمن وطلب منه أن يلقي القبض على الشخص المسؤول عن تأليف هذه النكتة ونشرها بين الناس، بعد أسبوع حضر مدير الأمن إلى القصر الرئاسي مصطحبًا معه رجلًا كان قد أُلقي القبض عليه، قال مدير الأمن: «سيدي الرئيس، هذا هو المسؤول عن إطلاق النكات عنك»، التفت إليه عبد الناصر، وقال له: «هل حقًّا أنت المسؤول عن إطلاق وترويج كل تلك النكت عني؟».
فردَّ الرجل بالإيجاب، بدأ الرئيس عبد الناصر في سرد النكت واحدةً تلو الأخرى، وفي كل مرة كان يلتفت إلى الرجل ويقول له: «هل أنت من أطلق هذه النكتة التي ذُكرت للتو؟»، فيرد الرجل بالإيجاب، في نهاية المطاف التفت إليه عبد الناصر، وقال له: «أنت مصري وأنا كذلك مصري، أعتقد أنك تحب مصر كما أحبها أنا تمامًا، لماذا فعلت ذلك؟ أنت تعلم أنني جعلتُ مصر بلدًا حُرًّا عظيمًا يهابه الجميع»، عندها التفت إليه الرجل وقال: «هذه النكتة ليست لي ولم أنشرها».
وينقل برنارد نكتة أخرى عن عهد السادات، إذ قال أحدهم: «هل سمعت بالنقاش الذي دار بين غولدا مائير وأنور السادات؟ قالت له: بونجور فرد عليها: عبور»، في إشارة إلى تمكن القوات المصرية من عبور القناة. «عند المساء قال لها أنور السادات: بون سوار، فردت عليه: دفراسوار»، في إشارة إلى الثغرة التي اقتحمتها القوات الإسرائيلية وعبرت من خلالها إلى الأراضي المصرية، اسم دفراسوار لا يلتقطه المترجم ويترجمه بكلمة أخرى.
مذكرات مؤرخ إمبريالي
في المذكرات يحكي برنارد أنه حاول أن يبلغ الإسرائيليين مبكرًا في عام 1969 بنيَّة المصريين في السلام، وهذه النية استنتجها من زياراته إلى مصر، لكن قادة إسرائيل لم يقتنعوا، ونرى في المذكرات علاقته القوية بغولدا مائير وموشيه ديان وصداقته منذ شبابه مع أبا إيبان، وزير الخارجية الإسرائيلية، وفي الكتاب دفاع فجٌّ عن إسرائيل ومواقفها السياسية، وتفسير غير دقيق لبعض الأحداث التاريخية، مثل اعتبار سبب حرب 1956 والعدوان الثلاثي على مصر حصار مصر السفن الإسرائيلية، وكذلك إصراره على أن حرب أكتوبر 1973 انتهت بـ”هزيمة مصرية”، والقارئ في تاريخ مصر والمنطقة العربية سيجد عديدًا من الأخطاء والمغالطات في دراسة برنارد لويس المنطقة، خصوصًا تحيزه لإسرائيل.
في السيرة التي كتبها برنارد دفاعٌ مستميت عن تاريخ الاستعمار والإمبريالية الغربية، وذكر السبب قائلًا: لـ”دورها التنويري”، بطريقة مستفزة، وفي المذكرات ذكرٌ للفروق بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي كل هذه الجولة حول العالم نكتشف الأنا المتضخمة لديه، إذ يقول، في بيان شوفيني صارخ: “وأقول إن هذه القدرة على التعاطف، أي الإحساس بمشاعر الآخرين بطريقة غير مباشرة، هي سمة غربية خالصة، تنتج عن ذلك رغبة جامحة في معرفة الحضارات الأخرى والقدرة على فهمها غالبًا”، ولا يكتفي بذلك، بل يقول إن المهاتما غاندي، الذي نُجلُّه ونحترمه كلنا لكفاحه ضد الإمبريالية البريطانية، نجح في كفاحه لأنه كان يقاتل عدوًّا “ديمقراطيًّا متحضِّرًا”!
حتى إنه سعيد بالأطعمة التي أتت إلى أوروبا بفضل الاستعمار، فقد تولَّد لديه اهتمام خاص وهو تلميذ بتاريخ الطعام، وقرأ بسعادة غامرة كيف تغيرت حياتهم في أوروبا عندما اُكتشفت أمريكا التي قدمت لهم ألوانًا من الطعام لم تكن معروفة من قبل، مثل البطاطس والطماطم والشوكولاتة، هكذا يقول برنارد، إن أذواقهم في مسألة الطعام أصبحت متنوعةً وثريةً بفضل الفتوحات الإمبريالية لهم في الشرق والغرب، وكذلك من خلال الرحلات الاستكشافية.
برنارد لويس والسفارة العراقية في لندن
من مشاهدات برنارد وهو أستاذ أكاديمي موقف السفارة العراقية من الطلبة المبتعَثين، إذ يحكي في المذكرات أنه طوال فترة عمله في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية لم يستطع تكرار التعاون الذي حدث بينه وبين السفارة المصرية في رعاية شؤون الطلبة المبتعَثين مع السفارة العراقية. والسبب “عدم تعاون السفارة مع الجامعة”، فهم ابتداءً لم يكونوا يعرفون طلابهم العراقيين، بالنسبة لهم الطالب مجرد ملف، إنْ حدث شيء ما فأقصى ما يفعلونه أن يطلبوا الملف، لم يجرؤ برنارد حتى على الإشارة إلى وجود مشكلة مع طالب ما، إذ إن ذلك يعني إعادته إلى بغداد، وهذا هو الحل المتبع في مثل هذه الحالة، حسب قوله، “لم يكن لدى هؤلاء/العراقيين أي تعاطف مع طلابهم، وكانوا ينظرون إليهم على أنهم مجرد نفايات”، كان هؤلاء الطلاب مبتعَثين من جهات حكومية، وكانوا يستحقون أن تُدفع لهم مخصصات مالية، إنْ دعت الحاجة إليها، خصوصًا عند أداء رحلة علمية أو عند الحاجة إلى البحث عن مخطوطة ما، أصرَّ هؤلاء المسؤولون على أن يقدم برنارد شهادة مكتوبة تبرر الغرض الذي من أجله يتقدم الطالب بطلب منحة مالية.
ذات مرة تحدث برنارد مع الملحق التعليمي واحتج على الأسلوب الذي يُعامل به هؤلاء الطلاب، مذكّرًا بأنهم علماء بارزون وليسوا مجرمين تافهين تتعيَّن متابعتهم، لكن لم يكن لذلك أدنى أثر.
نهاية زواج وبداية حياة في العالم الجديد
من النقاط القليلة التي تشبه الاعترافات في المذكرات قصة برنارد مع نهاية حياته الزوجية، إذ وصف العام 1974م في حياته بأنه “قطعة من العذاب”، فقد انهار زواجه بسبب “خيانة زوجته له مع زميله في الجامعة التي يدرس بها”.
كان القرار الذي سيغير حياته هو الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرِّس في جامعة برنستون، وفي الولايات المتحدة لاحظ برنارد قدرًا كبيرًا من الاهتمام العام بالشرق الأوسط، ومعظم هذا الاهتمام بسبب غياب الوعي بما تنطوي عليه تلك المنطقة من تعقيدات وغياب المعرفة الدقيقة بها وبمشكلاتها المركَّبة. يفسر برنارد أنه بالنسبة للأمريكيين يجب أن يكون لكل سؤال جواب، ولكل قصة نهاية سعيدة، ومع ذلك يضيف ملاحظة على الهامش، وهي أنه يتعين أن تكون الإجابة مبسطة لأي سؤال يُطرح علينا، ويتعين أن تشمل القصة شخصيتين: بطل وشرير. ويفسر برنارد تلك النظرة الأمريكية بوجود اعتقاد عميق بأن الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير الغرب الأمريكي الأوسط، إذ بإمكان المرء أن «يجتمع» بالناس هناك ويقول لهم إن عليهم أن يتخلصوا من «الأشخاص السيئين» ومثيري الشغب، وبعدها يكون كل شيء على ما يرام وتتلاشى الصعوبات مثل تلاشي تلك العقبات التي تعترض بطل هوليوود.
وفي بداية سنوات برنارد بالولايات المتحدة عانى من أزمة مالية سببها دفع تعويضات لزوجته الأولى، لكن أحد العوامل الأخرى التي ساعدت بشكل كبير على استقرار وضعه المالي خلال تلك السنوات كان حصوله على جائزة هارفي، التي يمنحها معهد حيفا، وهو جهة تعليمية تقنية في إسرائيل، كانت قيمة الجائزة ثلاثين ألف دولار، أنفق ثلثها على تعديل تصميم منزله، ليضع ممرًّا خاصًّا مليئًا بالأرفف التي صُممت لتستوعب تقريبًا نصف عدد الكتب التي بحوزته، وتضم خمسة عشر ألف كتاب. بقية الكتب وضعها في صناديق ونقلها إلى قبو المنزل.
في المذكرات، أشار إلى الفروقات بين الحياة في بريطانيا وبين الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية، والفرق بين العالمين في مستوى شكل الحياة والدراسة الأكاديمية وطبيعة الطلاب، ويزخر الكتاب بنقاشات حول تدريس التاريخ ومناهجه، ونوعية الكتب التي ألَّفها برنارد وسياق كتابتها، وثراء إنتاجه في أمريكا مقارنة ببريطانيا.
ترجمة هذه المذكرات جميلة ورائقة، وقد أنجزها الدكتور عبد الله الأسمري، لكني تعجبت وأنا أقرؤها من خلوِّها من أي نزعة مراجعة لدى برنارد، أو اعتراف بالخطأ أو ندم على مسار أو ذكر ما يشين في تجربته الحياتية، بل على العكس نرى فيها شعورًا بثقة زائدة وفخرًا واعتزازًا بالتجربة، ونظرة دونية إلى الشعوب الأخرى، ونشعر فيها بأنه يرى الطلبة في السودان وأفغانستان بعين متعالية، كأنهم شخصيات أقل ذكاء، هذه مذكرات ليس فيها تواضع أبدًا!

مهتم في مجال السير الذاتية والمذكرات
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق