لهذه الأسباب أدعو لدولة واحدة للشعبين الفلسطيني واليهودي

بواسطة | فبراير 6, 2024

بواسطة | فبراير 6, 2024

لهذه الأسباب أدعو لدولة واحدة للشعبين الفلسطيني واليهودي

تتعرض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمقاومة الفلسطينية لمأزق تتفاقم حدته يوماً بعد يوم، مما يستدعي البحث عن حل سياسي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني ويحقق السلام والاستقرار.
في هذا السياق، يبرز حل الدولة الواحدة كبديل واعد يستحق النظر.

حل الدولة الواحدة في فلسطين: رؤية مستقبلية للسلام والاستقرار

سألني محدثي مندهشاً: لماذا تدعو إلى حل الدولة الواحدة، وتطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن تتبنى هذا الحل؟ وقال لي منزعجاً: لماذا تكثر من الكتابة في هذا الموضوع وأنت تعرف أن (إسرائيل) لن تقبل بهذا الحل؟ وأجدني مندفعاً من جديد للإجابة على أسئلة محدثي، في ضوء المأزق الذي تمر به حماس والمقاومة الفلسطينية منذ فترة، وقد ازداد تأزماً هذه الأيام، بحثاً عن طرح سياسي، يدعم جهود الوسطاء، ويحقق لها مطالبها بالوقف الدائم لإطلاق النار وتبييض السجون، وإعمار قطاع غزة، وهو مأزق شديد التعقيد، يكبّد الشعب الفلسطيني حالياً أكثر من ١٥٠ شهيداً وحوالي ٥٠٠ جريح يومياً، بسبب رفض الكيان الصهيوني لمطلب الوقف الدائم لإطلاق النار، وإصراره على أهدافه بالقضاء على حركة حماس والمقاومة المسلحة، واستعادة الأسرى والمختطفين، وضمان ألا  يشكل قطاع غزة تهديداً لأمنه في المستقبل.

إن حل الدولة الواحد هو الذي يحقق للشعب الفلسطيني آماله وتطلعاته بالعودة إلى فلسطين من البحر إلى النهر، وإنهاء رحلة التشريد واللجوء الطويلة المعبّأة بالمآسي والمعاناة.

لماذا حل الدولة الواحدة؟

أعرف أنني في دعوتي لحل الدولة الواحدة للشعبين الفلسطيني واليهودي؛ أبدو وكأني أصفق بيد واحدة، في فلاة شاسعة ليس فيها إنس ولا جن، ومع ذلك أجد نفسي أزداد حماسة يوماً بعد يوم لهذا الحل، فهو الحل المستقبلي الذي يمثل المخرج الحقيقي لجميع الأزمات والعقد، التي يمتلئ بها تاريخ القضية الفلسطينية حتى اليوم، وذلك لأسباب عديدة، نذكر أهمها في ما يأتي:

  1. أن هناك الكثير من المستجدات الداخلية والخارجية، المحلية والإقليمية والدولية، طرأت على القضية الفلسطينية، ولا يمكن معالجتها بحل الدولتين، الذي ثبت أنه حل وهمي غير قابل للحياة لأسباب عديدة، فضلاً عن أنه غير قادر على حل مشكلات الداخل الفلسطيني ولا إيقاف العدائيات الفلسطينية اليهودية مستقبلاً.
  2. أن حل الدولة الواحدة هو الذي يحقق للشعب الفلسطيني آماله وتطلعاته بالعودة إلى فلسطين من البحر إلى النهر، وإنهاء رحلة التشريد واللجوء الطويلة، التي أثقلتها المآسي والمعاناة التي يشيب لها الولدان على مدى أكثر من ٧٥ عاماً.

    إن حل الدولة الواحدة هو الوحيد القادر على معالجة التشظي السياسي والجغرافي الذي تعيشه القضية الفلسطينية.

  3. أن حل الدولة الواحدة يضع حداً للمطالب الفلسطينية المستحيلة بعودة اليهود إلى البلدان التي جاؤوا منها إلى فلسطين، فقد تعاقبت الأجيال اليهودية التي لا تعرف لها وطناً سوى فلسطين (إسرائيل).
  4. أن حل الدولة الواحدة هو الحل الوحيد القادر على إنهاء الكراهية والعدائيات المستقبلية، ومعالجة إشكالية إيمان كلا الطرفين بأن أرض فلسطين هي أرض خالصة له بثوابت التاريخ والقانون الدولي.
  5. أن حل الدولة الواحدة هو السبيل الوحيد للتخلص من فكرة الدولة اليهودية الخالصة العنصرية في عموم فلسطين.
  6. أن حل الدولة الواحدة هو الحل الوحيد للتغلب على إشكالية التفتيت الجغرافي للضفة الغربية، والانقسام الجغرافي بينها وبين قطاع غزة، والحيلولة دون نشوء كيانين سياسيين جديدين (إمارتين) أحدهما في الضفة الغربية والآخر في قطاع غزة.
  7. أن حل الدولة الواحدة هو الوحيد القادر على إنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني، وازدواجية فتح وحماس، وحماس والجهاد، والدساتير الثورية والدساتير المعدلة، وعقدة منظمة التحرير والمجلس الوطني، حيث ستنخرط الأحزاب والقوى الفلسطينية في النظام السياسي الجديد، والخارطة الحزبية التي ستنشأ بعد ذلك وفقاً لدستور وقانون الدولة الواحدة للشعبين.
  8. أن حل الدولة الواحدة هو الحل الوحيد  لمواجهة مخطط نتنياهو بتفريغ قطاع غزة وضمّه للكيان الصهيوني.
  9. أن حل الدولة الواحدة هو الحل الوحيد القادر على إنهاء المشروع الصهيوني في المنطقة العربية وأطماعه التوسعية والقيادية، وإنهاء وظيفته الاستعمارية كقاعدة متقدمة في الشرق الأوسط.
  10. أن حل الدولة الواحدة سينهي الذريعة اليهودية بحاجتها إلى التفوق العسكري والردع النووي، لتتمكن من رد الهجمات العربية المتوقعة مستقبلاً بهدف القضاء على الدولة اليهودية والشعب اليهودي.
  11. أن حل الدولة الواحدة سيخلص المنطقة من عقدة التطبيع مع (إسرائيل) والاختراقات التي يقوم بها الكيان الصهيوني في المنطقة العربية لصالح مشروعه الاستيطاني التوسعي.
  12. أن حل الدولة الواحدة هو الوحيد الذي سيهيئ المناخ السياسي بين الفلسطينيين واليهود في فلسطين وخارجها، لعدة عقود قادمة تشهد فيها القضية الفلسطينية والمنطقة العربية استقراراً نسبياً، ويتوقف فيها النزيف الفلسطيني الذي يراق رخيصاً دون تحقيق الأهداف، بسبب السياق التاريخي المتردي الذي تعيشه المنطقة العربية منذ حوالي ١٥٠ عاماً.

ومازلت أتطلع إلى أن تتقدم حركة حماس لتقود المبادرة وتحمل الراية، وتتبنى هذا الطرح، لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل نضال الشعب الفلسطيني، لتحقق فيها عن طريق الصراع السياسي ما لم تحققه بالصراع العسكري، وخاصة في سياق المأزق الصعب الذي تعيشه بعد هجوم طوفان الأقصى.

وهنا يتساءل محدثي من جديد: لماذا على حركة حماس أن تتصدر لهذا الأمر رغم تعارضه مع ثوابتها الدينية والفكرية؟

هذا ما سنجيب عليه في مقالنا القادم بإذن الله. 

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...