
مدن لا تزال على قيد الذاكرة.. “قرطبة “
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 28 أبريل, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 28 أبريل, 2024
مدن لا تزال على قيد الذاكرة.. “قرطبة “
رغم ما أصاب مدننا الإسلامية العريقة في بلاد الأندلس من طمس لتاريخها، وتشويه لأيامها، فإنها لا تزال شاخصة في سماء تلك الجزيرة بمعالمها وسماتها الإسلامية الفريدة والمميزة.. ومن هذه المدن مدينة «قُرْطُبة»، التي كانت عاصمة المسلمين في الأندلس، وكانت من أكبر مدن العالم آنذاك.
وقرطبة.. مدينة تقع على الضفة اليُمنى لنهر الوادي الأكبر بجنوب إسبانيا، وهي مدينة قديمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، تأسست على يد القرطاجيين قبل الميلاد، حسب آراء بعض المؤرخين، ثم استولى عليها الرومان، ثم البيزنطيون، ثم وقعت في يد القوط الغربيين، ثم جاء الفتح الإسلامي لها على يد القائد «طارق بن زياد» عام 93هـ/ 711م.
وبالفتح الإسلامي لمدينة قرطبة بدأ فيها عهد جديد، وتدشين لميلاد مدينة مُبدعة في كل ألوان الحضارة، من فنون وعلوم وعمارة وثقافة، ففي عهد ولاية «السمح بن مالك» سنة 101هـ، زمن الخليفة «عمر بن عبد العزيز»، تم بناء قنطرة قرطبة فوق نهر الوادي الكبير، والتي هي من أعظم آثار الأندلس وأجملها، وما زالت باقية في الأندلس حتى وقتنا الحالي.
وفي عهد «عبد الرحمن الداخل» صارت قرطبة مركزًا للعلم والثقافة في أوربا، فقد أنشأ فيها مكتبة حوت ما يقرب من نصف مليون كتاب، وبنى جامعها الكبير، والذي مازال قائمًا حتى وقتنا الحالي، وقد صنفته اليونسكو ضمن مناطق التراث الثقافي العالمي.
وفي عهد الخليفة «عبد الرحمن الناصر»، بلغت قرطبة أوج تقدمها وتحضُّرها، وبلغت مستوىً عاليًا من الرخاء والثراء لم تبلغه من قبل، فقد نافست بغدادَ عاصمة العباسيين، والقاهرةَ عاصمة الفاطميين، والقسطنطينية عاصمة البيزنطيين؛ وقد وصل سفراء قرطبة إلى كل دول العالم البعيدة، ووفد عليها مبعوثون من كل حدب وصوب.
اشتهرت قرطبة بمساجدها، ومكتباتها، ومدارسها، وجامعاتها، فقد كانت جامعة قرطبة من أشهر المؤسسات الثقافية في العالم المتحضر. ووصلت الحركة العلمية في قرطبة ذروتها في زمن الحكم المستنصر بالله، ثاني خلفاء الأندلس؛ فقد كان قارئًا مُحبًّا للعلم، اشترى نفائس المخطوطات، وأنشأ مكتبة تحتوي على مئات الكتب، واهتم بمسجد قرطبة، وأدخل عليه كثيرًا من الإضافات المعمارية والزخرفية.
ومن علماء قرطبة الذين أضاؤوا الدرب: يحيى بن يحيى (عازل القضاة)، ويحيى الغزال (أبو نواس الأندلس)، وعباس بن فرناس (رائد التجربة الأولى في الطيران)، وبَقيّ بن مخلد (محدث الأندلس)، ومنذر بن سعيد البلوطي (حاكم الحكام)، وابن حزم الأندلسي (فارس المناظرات)، وعبد الملك بن حبيب السلمي (عالم الأندلس)، والإمام القرطبي، والشاعر ابن زيدون، والفيلسوف ابن رشد، وغيرهم من العلماء الذين أضاؤوا سماء قرطبة.
لذلك نجد أن الحضارة الإسلامية في قرطبة قد تركت إرثًا ثقافيًا وعمرانيًا غنيًا، كان شاهدًا على تقدم قرطبة في عهد المسلمين، ولا يزال هذا الإرث موجودًا حتى يومنا هذا شاهدًا على ذلك.

أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق