
مصر للمصريين.. لماذا؟!
بقلم: سامي كمال الدين
| 4 يونيو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: سامي كمال الدين
| 4 يونيو, 2024
مصر للمصريين.. لماذا؟!
مقولة تتردد في أحايين كثيرة بحق أو بباطل.. نعم، مصر للمصريين في مواجهة الاستعمار، رددها الشعب المصري وزعماء مصر، ثم عادت لتتردد على باطل لطرد اللاجئين السوريين والسودانيين والأفارقة من مصر، من قبل مجموعة تسمى “أبناء كيميت”.
و”كيميت” أو “كيمت” اسم مصر خلال العهد الفرعوني، ومجموعة “أبناء كيميت” حركة تقوم على فكرة نقاء العرق المصري، كما فعل هتلر في ادعائه نقاء العرق الآري أو الجنس الآري.. ينسبون أنفسهم لبناة الحضارة المصرية القديمة، ويقولون إن اللاجئين ما هم إلا هكسوس العصر الحديث، وكلنا بالطبع نتذكر معركة أحمس في طيبة للقضاء على الهكسوس ومحاربتهم؛ وينفون انتماءهم العربي أو الأفريقي أو الإسلامي، كأن زاهي حواس أتى ينظّر علينا.
من خلال استخدام الهوية الفرعونية كأداة سياسية يبدو خطابهم أشبه بالخطاب اليميني المتطرف؛ ونحن ضعنا بين الأفروسنتريك وأبناء كيميت، يقولون بنظرية المؤامرة في الكلام عن المهاجرين واللاجئين السوريين والسودانيين والأفارقة.
زمن الاستعمار تبنت النخبة العلمانية خطاب الحركة الفرعونية في مواجهة الأفكار الإصلاحية الإسلامية؛ وأنهى الرئيس جمال عبد الناصر هذه القضية بموضوع القومية العربية، واتجهت مصر في عهده نحو العروبة ونحو أفريقيا. وبعد فشل التيار الإسلامي في تقديم بديل عن القومية المصرية عادت الفرعونية أو الهوية الكيميتية للظهور، لدرجة أن بعض “الكمايتة” يطلقون على السيسي اسم “عبفتاح سيس مرنبتاع”.. وهم يرون أن الهوية العربية جلبت لمصر التخلف والانحدار الثقافي، فهل هذه هي رؤية الجمهورية الجديدة تحت قيادة السيسي؟!
مصر طوال تاريخها تعاقبت عليها عدة حضارات، ولا تستطيع اختزالها في الهوية الفرعونية، ثم إن “كيميت” كانت تطلَق على النيل وطمي النيل، أو بمعنى أوسع على الفلاحين الذين كانوا يعملون عند ملوك الفراعنة، مصر لم يكن اسمها كيميت، كان اسمها مصر؛ لذا فإن الصراع بين كيميت والأفروسنتريك ناتج عن فراغ سياسي وقمع واستبداد.
ثم إنه إذا كانت كيميت – أو مصر- كذلك، فلماذا تستخدم مصر الآن اللغة العربية؟ لماذا لا يتم تغييرها لتكون اللغة الهيروغليفية هي لغة الجمهورية الجديدة؟. كذلك يجب إلغاء منصب رئيس الجمهورية، ويحل فرعون بديلا عنه في حكم مصر!
ومن الذي قال لكم إن الحضارة تعني الإقصاء والعنصرية، ومدح الكراهية أو التحريض على الكراهية؟!. هل تعلمون ما هي أخلاقيات الحضارة المصرية القديمة؟ هل تعرفون أين كانت تنتهي حدود الأراضي المصرية وكم ضاع منها حتى تطالبوا بطرد السوريين والسودانيين وغيرهم من مصر؟! والسؤال الأهم: لو أن “كيمت” هي التي تحكم مصر الآن، فماذا ستفعلون بالأعراق التي تتشكل منها مصر؛ بدو سينا.. الصعايدة.. الفلاحين.. النوبيين.. الدلتاوية.. كل هؤلاء ليسوا بفراعنة؟!
بالنسبة للدولة المصرية، لا أستطيع أن أعزل أبناء كيميت عن النظام، بل أرى أن النظام موافق على هذا على الرغم من أنه بشكل رسمي ضده؛ ففي الخطاب الرسمي للسيسي أو رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أو وزارة الخارجية، يأتي الكلام عن توفير حياة ومعيشة للاجئين الذين يعيشون على أرض مصر؛ أما على مستوى خاص فنجد النظام قد منع مؤتمراً ورحلة سياحية لأسوان، لأن المنظمين لها كانوا يتحدثون عن العودة إلى الأصولreturning to the source ، إذ يقولون إن الفراعنة كانوا من أصحاب البشرة السمراء، فلماذا لم يُفتح الباب للنقاش ومواجهتهم بالفكر والحجة بدلا من المنع؟
ورغم خلافنا مع إثيوبيا لم يتجه شعب مصر للتحقير من الشعب الإثيوبي، على العكس من أبناء كيميت الذين حقّروا لون بشرة الشعب الإثيوبي بكل جهل وعنصرية، مع أن إثيوبيا لديها حضارة عظيمة مثل حضارة الفراعين، حيث مملكة أكسوم.. اليونانيون أيضا لديهم حضارة، السودانيون لديهم حضارة ممالك كوش ومروى، أغلب الدول لديها حضارات عظيمة وممتدة مثلنا.. هناك الحضارة الآشورية، الحضارة الفينيقية، البابلية، اليونانية، الرومانية.. ثم إن مصر “ذات نفسها” لم تولد مع مينا نارمر موحد القطرين، ولم يبدأ تاريخ مصر من الفراعنة، مصر لديها حضارة ممتدة قبل مينا نارمر بآلاف السنين.. حضارة نقادة والبداري.
لذلك.. أبناء كيميت يعملون في خدمة الولاء للفرعون الجديد، والتخديم على الأجندة الصهيونية لأهداف إسرائيلية واضحة، تغذي هذه الأفكار العنصرية التي تريد الإيحاء بأن الشعب المصري شعب غير كريم، طارد لضيوفه، غير متقبل للآخر!
قال الملك رمسيس الثاني لابنه مرنبتاح ولكل الشعب وهو يحفز جيشه للقتال والدفاع عن أرض كيمت: “كيمت أرض مقدسة، خُلقت لتبقى ولا تفنى.. هي صورة السماء على الأرض، يحفظها إلهنا الذي في السماء.. كيميت أرض لا تموت، و شعب لا يندثر.. ونور قد يخفت، ولكنه لا يُظلِم أبدا”.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق