ملاحة الصومال.. اللعبة الكبرى بين تركيا والإمارات وإثيوبيا
بقلم: إدريس آيات
| 2 مايو, 2024
مقالات مشابهة
-
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في...
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
-
“سيد اللعبة”.. قصة هنري كيسنجر ودوره في الشرق الأوسط (1)
عندما كنت أحضّر حلقة وثائقية من برنامج مذكرات عن...
-
11 سبتمبر.. هل استوعبت أمريكا الدرس؟
بعد مرور أكثر من عقدين على أحداث 11 سبتمبر 2001،...
-
أبناء الله وأحباؤه
يروى أن رجلاً كان لديه خاتم الحكمة، فقرر إذ مرض...
مقالات منوعة
بقلم: إدريس آيات
| 2 مايو, 2024
ملاحة الصومال.. اللعبة الكبرى بين تركيا والإمارات وإثيوبيا
في مشهد يعكس التحولات الإستراتيجية الكبرى في القرن الأفريقي، رست الكورفيت التركية (TCG Kınalıada F514) في ميناء مقديشو بالصومال يوم 24 أبريل الجاري، في خطوة تمثل تمتينًا للاتفاق الدفاعي المبرم في 21 فبراير 2024، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة بين الصومال وإثيوبيا.
ففي الأول من يناير 2024، وقعت إثيوبيا مع أرض الصومال اتفاقًا لاستخدام موانئها في بربرة، ساعيةً لإنهاء عزلتها الجغرافية بالحصول على منفذ بحري. يوفر الاتفاق لإثيوبيا – التي فقدت ميناءها البحري بانفصال إريتريا- فرصة لتأمين قاعدة بحرية تحت الإيجار، مقابل فوائد اقتصادية لهارجيسا واعتراف محتمل بأرض الصومال؛ ورداً على تقارير عن تحركات عسكرية إثيوبية في أرض الصومال، نفى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد نية بلاده الدخول في صراع مسلح مع الصومال، رغم التصريحات الصومالية التي تحدثت عن استعدادات إثيوبية لضم الإقليم.. في هذا السياق الدقيق أعلنت الصومال عن الاتفاق الدفاعي الذي يمتد لعقد من الزمان مع تركيا، لتعزيز قدراتها البحرية، ولتعزيز الأمن في مياه الصومال الإقليمية.
وفي تطورٍ ذي صلة، تم التوقيع في إسطنبول على اتفاقية اقتصادية بالغة الأهمية في السابع من مارس من العام الجاري؛ وقد وقعها كل من وزير الطاقة التركي ألبارسلان بيرقدار ووزير البترول والموارد المعدنية الصومالي عبد الرزاق عمر محمد، وهي ترتكز على التنقيب واستغلال الهيدروكربونات ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للصومال، مع خطة للتنقيب عن النفط في المياه العميقة ابتداءً من أوائل عام 2025؛ إذْ تشكل الموارد البحرية جزءًا كبيرًا من الثروة الوطنية للصومال، حيث تضم الشريط الساحلي للبلاد، وهو الثاني من حيث الطول في أفريقيا، ويشكل تنوعًا بيولوجيًا بحريًا هامًا.
وتحتوي المنطقة المشمولة بهذا التعاون إمكانيات واعدة، إذ تشير التقديرات الأمريكية إلى وجود ما يقارب الـ30 مليار برميل من احتياطيات النفط والغاز فيها؛ هذه الثروات الطبيعية تتطلب استثمارات ضخمة وتكنولوجيا متقدمة لاستغلالها بشكل فعال، وهنا يأتي دور تركيا كشريك إستراتيجي في القطاع بعد بروز الخبرة التركية في التنقيب البحري، المستمدة من أنشطتها في البحرين، الأسود والمتوسط، كعنصر مهم في هذا التعاون. وبموجب الاتفاقية التي تهدف إلى تطوير قطاع الغاز والنفط في الصومال، تضع تركيا بصمتها الاقتصادية بحصولها على نسبة 30% من الإيرادات من المنطقة الاقتصادية الخالصة للصومال؛ ووفقًا للتقارير التركية، تلتزم أنقرة بمساندة مقديشو في كافة المراحل، من التنقيب حتى التكرير والتوزيع، شاملة الحفر تحت الأرض والبحر، ما ينطوي على تحديات جسيمة.. هذا التطور يُمهّد الطريق للشركات التركية للتوسع في أنشطة متنوعة كالتنقيب عن النفط والغاز والسياحة.
ارتأى البعض أن التوجه لتوفير 30% من الإيرادات لتركيا خطوة جريئة، وقد يبدو كأنه ثمن مرتفع، لكن مع الإدراك أنّ الاستثمار كائن في مناطق تشهد تحديات أمنية مثل القرصنة والعمليات الإرهابية، وأن الاتفاق يؤدي إلى تعزيز الأمن البحري الصومالي، فإن الفوائد المترتبة قد تفوق التكاليف المالية المدفوعة، خاصة باعتبار المكاسب الاقتصادية والاستقرار الأمني المنتظر. وقد كانت مصالح تركيا نفسها في مرمى حركة الشباب الإرهابية في الصومال لسنوات، رغم الصبغة الإسلامية لأنقرة، فقد تعرضت الأطقم التركية والمؤسسات لهجمات متكررة، ما يجعل الشراكة تحمل في طياتها تحديات ومخاطر للجانب التركي أيضًا.
وترجع العلاقة المميزة بين تركيا والحكومة الصومالية إلى عام 2011، حينما قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة تاريخية للصومال، ليُعلن بذلك انطلاقة علاقات ثنائية فعّالة.. أردوغان، الذي زار مقديشو ثلاث مرات خلال أقل من خمس سنوات، لم يكتف بالدعم المعنوي، بل تجلت يد أنقرة في الصومال من خلال مئات الملايين من الدولارات التي صُرفت كمساعدات إنسانية، ثم امتدت لتشمل إعادة بناء البنية التحتية، من إنشاء للطرق وبناء للمدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى إدارة المرافق الحيوية كالموانئ والمطارات. وفي الجانب الدبلوماسي والعسكري، شهد عام 2016 افتتاح أكبر سفارة تركية في الخارج في مقديشو، تلاها في نهاية 2017 افتتاح أضخم قاعدة عسكرية تركية في الخارج، ما يعكس الأبعاد الإستراتيجية للتحالف التركي الصومالي.
وباعتبار أنّ أي قرار يتعلق بالأمن البحري واستخدام الموانئ له تداعيات تتجاوز حدود دولة واحدة؛ إذ تتنافس القوى العالمية والإقليمية على النفوذ في القرن الأفريقي منذ أعوام، وبشكل خاص منذ أن أصبح الممر بين البحر الأحمر وقناة السويس نقطة اختناق للاقتصاد العالمي، يُتوقع أن يترك الاتفاق الدفاعي الراهن للصومال مع تركيا تأثيرات على ديناميكيات السلطات في مجتمع شرق أفريقيا، الذي انضمت إليه الصومال في ديسمبر 2023، فضلاً عن الهيئة الحكومية الدولية للتنمية؛ فالاتفاق لا يؤثر فقط على الجوانب المالية والقانونية، بل سيعيد تشكيل توازن القوى في القرن الأفريقي.. فالصومال – بتحالفها مع تركيا- تسعى لإثبات قدرتها على التعاون مع الشركاء الدوليين، وتشكيل توازن إستراتيجي مقابل إثيوبيا.
وعليه، وعلى الصعيد الإستراتيجي والأمني الإقليمي، لا يمكن إغفال الدور الذي تمارسه التنافسات الشرق-أوسطية في تشكيل ملامح الوضع في منطقة القرن الأفريقي. فهناك في طرف تركيا، الحليف الدفاعي الإستراتيجي الأبرز للصومال، والتي تعمل على بناء القدرات العسكرية للبلاد ومساعدتها في إعادة بناء الدولة المنهارة؛ وتستلقي – في الطرف الآخر- الإمارات العربية المتحدة، التي تمارس دورًا موازيًا لكنه مختلف في القرن الأفريقي، حيث تعزز حضورها الإستراتيجي عبر محميات عسكرية في ميناء بربرة بأرض الصومال، وعبر شركة موانئ دبي العالمية، باعتبارها المستثمر الرئيس في البنية التحتية البحرية لأرض الصومال وفي الاقتصاد المحلي، بتوظيفها لأكثر من 40 ألف شخص، وتقديمها تسهيلات سفر حصرية لسكان المنطقة إلى دبي، بل إن الإمارات عينت ممثلاً دبلوماسيًا لها في هارجيسا عام 2021، وبهذا ستجد نفسها في تنافس حاد مع التوسع التركي.
هنا تأتي الرياح الجيوسياسية محملة بتداعيات عميقة، عندما تتواجه مصالح تركيا والإمارات في هذه المنطقة المضطربة، حيث تساند تركيا الصومال، بينما تدعم الإمارات وحليفتها إثيوبيا أرضَ الصومال في سعيها نحو استقلال غير معترف به على نطاق واسع.. هذا التداخل الشرق-أوسطي في القرن الأفريقي، الذي يمكن وصفه بـ”التكالب على المنطقة”، يُوحي بتأثيرات متفاقمة على الأمن الإقليمي.
تتجلى الجدية المحيطة بوضع صوماليلاند، التي تسعى للاستقلال بكل حزم، في استعدادها للدفاع عن نظامها الديمقراطي والاستقرار الذي تنعم به، حتى لو كان ذلك يعني خوض حرب ضد مقديشو. الدور الذي يمكن أن تأخذه إثيوبيا في هذا السيناريو يظهر من خلال رغبتها في استغلال موانئ صوماليلاند، ما يجعلها حليفاً محتملاً يقف إلى جانب هارجيسا؛ أضف إلى ذلك أنّ الإمارات العربية المتحدة – الدولة الخليجية الوحيدة التي لها تمثيل في صوماليلاند، والتي استثمرت فيها بشكل كبير، وتعترف بجواز مواطني أرض الصومال- قد تقدم دعمها لحماية مصالحها، تمامًا كما تفعل في دعمها لقوات الدعم السريع السودانية.
في مقابل ذلك، تُظهر الصومال حرصاً شديداً على سيادتها، ما يجعلها غير مستعدة للتنازل عن استعادة هذه الأراضي ضمن الدولة الفدرالية؛ وإذا ما لجأت إلى استخدام القوة لتحقيق ذلك، فإن الاتفاق الدفاعي مع تركيا يوفر لها سندًا قويًا في هذا السياق.
وهكذا، نجد أنفسنا أمام سيناريو يحتمل أن يتطور إلى مواجهة عسكرية، ويذكّرنا بالوضع الليبي عام 2019-2020، حين دعمت تركيا حكومة طرابلس بقيادة فائز السراج، بينما قدمت الإمارات وحلفاؤها الدعم لحكومة بنغازي بقيادة حفتر؛ والاختلاف أن الصراع في صوماليلاند ليس للسيطرة على حكومة واحدة فحسب، بل بين فصيل يسعى لاستعادة الأراضي وآخر يطمح لتحقيق استقلال تام.. وهذا يُنذر بمزيدٍ من التوترات في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار.
أكاديمي وخبير مختص في الشؤون الخليجية-الأفريقية
13 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
لعنة الصحافة من “فوزية” لـ “هنيدي”!
لن يعرف قيمة أمه، إلا من يسوقه حظه العاثر للتعامل مع زوجة أبيه، ولن يعرف قيمة الدكتورة فوزية عبد الستار، إلا من يجد نفسه مضطراً للاشتباك مع إبراهيم الهنيدي. الأولى كانت رئيسة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب المصري حتى برلمان 1995، والثاني هو رئيس اللجنة...
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في تاريخها السياسي والاجتماعي، تمثل في سقوطها بيد العسكرة الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع الهجري، وجاء في إطار الصراع السياسي والعسكري المستمر بين الإمبراطورية البيزنطية والدولة الحمدانية العربية، التي كانت تسيطر على...
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض الانصياع للقانون الأدبي لتكون حرة طليقة لايحكمها شيء.. وتحكم هي بمزاجها ما حولها.. تأطيرها في قانون متفق عليه لتخرج من كونها حكما مزاجيا، وتدخل عالم التدرج الوظيفي الإبداعي الذي نستطيع أن نتعامل معه ونقبل منه الحكم على...
مقال رائع
السيد إدريس، مع احترامي لك فان الصراع في الصومال ليس بين فصيلين كما تصوره انت، ولكنه بين الحكومة الفيدرالية التي يتم تمثيل شعب الأقاليم الشمالية (صومالي لند) وبين النظام الانفصالي في الإقليم. الصراع الذي لم يتطور إلى صراع مسلح بعد هو بين الحكومة الشرعية في جمهورية الصومال الفيدرالية وبين نظام قبلي يفرض على القبائل الأقل قوة فكرة الانفصال. إذا كلمة الفصيل تنطبق على نظام هرجيسا وعيب عليك ان تسمي الحكومة فصيلاً. وسلام.
لو ان حكومتك المزعومة تمثل صوماليلاند
فياتي رئيسك وحكومتك أو المرتزقة من صوماليلاند إلى هرجيسا أو بربرة أو برعو أو بورما
يا اخي العزيز صوماليلاند امر واقع..
لقد أصبت كبد الحقيقة يا صبريا
(هناك فرق كبير بين ما كان في ليبيا وبين ما يجري في الصومال- مقدشو الحكومة الشرعية وقبيلة تطمح إلى الانفصال)
كلام مضبوط
تدخل الامارات بالقرن الافريقي هو بمثابة نزير شؤم علي المنطقة وقد تجرها الي صراعات اهليه او حرب بين الدول الامارات أكبر مافيا في تجارة السلاح
الحمد لله رب العالمين لله الامر من قبل ومن بعد وهو لا يفلح كيد الظالمين
بسم الله الرحمن آلرحيم
سلام عليكم أينما كنتم
جمهورية الصومالاند أعلنت استقلالها عن بريطانيا عام 1960، واعترفت بها أكثر من 34 دولة عضو في الأمم المتحدة. ولكن الشعب كان يريد تأسيس بلد لكل المتحدثين باللغة الصومالية (في منطقة الصومال الكبير) ابتداًء من جيبوتي (حاليًا) إلى إقليم NDF في كينيا. ذلك الحلم بدأ بالاتحاد مع الصومال (الجنوب). وبعد 18 عام من الوحدة قامت الحرب الأهلية والتي قُتل فيها ما يقارب من ربع مليون مدني. وبعد استيلاء الحركة الوطنية SNM وهزيمتها للحكومة، أعادت صوماليلاند إعلان استقلالها عام 1990 ولكن لم تنل اعترف رسميًا بها. دعنى ان وضح نقطة مهمة جدا في بداية 1960 قام مجموعة من الشباب المثقفين من الصومالانذ انقلاب ولكن فشل للأسف الشديد هؤلاء الشباب اكتشفوا أنهم وقعوا فخ بسبب الانظمام الجنوب الصومال ……من يحب ومن لا يحب الصوالانذ لن تعود هذا زمن ولا……
الإمارات وتداعيات تدخلها في الصراعات العربية
نعلم جميعًا أن الحكومة الإماراتية تلعب دورًا بارزًا في تصاعد الصراعات في العالم العربي، مما يؤدي إلى زيادة المصائب والحروب الشاملة. فقد شهدت السودان واليمن وليبيا تدخلًا إماراتيًا يزيد من تعقيد الأوضاع ويجعل الأزمات تتفاقم.
يعاني الشعب الصومالي منذ أكثر من ثلاثين عامًا من آثار الصراعات الداخلية. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تحتاج الصومال إلى دعم من الدول العربية والعالمية للعودة إلى خريطة الاستقرار السياسي والاقتصادي. يجب على المجتمع الدولي الوقوف بجانب الشعب الصومالي وتقديم الدعم اللازم لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
يتطلب حل الصراعات في المنطقة التعاون الإقليمي والدولي، وعدم التدخل الخارجي الذي يزيد من تعقيد الأوضاع ويجعل الأزمات تتفاقم. يجب على الحكومات العربية والعالمية العمل معًا من أجل إيجاد حلول سلمية للصراعات ودعم الشعوب المتضررة لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
أما بالنسبة لسياسة الإمارات في المنطقة، فعلى الدولة الإماراتية أن تلتزم بدور بناء ومسؤول في تعزيز السلام والاستقرار، بدلاً من إثارة المصائب وتعقيد الأوضاع القائمة في دول العربية.
الكاتب تجاهل ان صوماليلاند كانت محمية بريطانية ومقديشو محمية إيطاليا وان استقلال صوماليلاند كان قبل استقلال مقديشو في اسبوع وكان الشعور بالصومال الكبرى حينها ولكنها فشلت في الاخير وجرى استقلال صوماليلاند من طرف واحد منذ 1991م ومازالت تمارس نظامها الديمقراطي والاستقرار فيها اعلى من مقديشو فل أحياكم دولة كما تريد
لماذا لا نتعلم أو لا نريد أن نتعلم من التجارب المؤلمة السابقة و الجارية. المحتل يُغير من إستراتيجيته فقط، فبدلاً من الغزو المباشر بقواته، و التي إما فشلت أو لم تحقق أهدافها جميعاً و الأهم من ذلك التكلفة الباهظة الثمن في العديد و العتاد و قوة الردع، استراتيجيته المبتدعه هي تكليف مهماته إلى حلفائة الإقليميين، و في كل إقليم لديه حلفاء ، من باب أرجم البلاد بحجارتها.
للأسف مادم دولة امارات لها يد في هدا البلد
لا تنتظروا خيرا بالعكس الخراب والاقتتال.
الاهم من شر عده الاميرة الشيطانيه
نحن الصوماليون شعب واحد يتحدث لغته الأم، الصومالية، ونتحد في دين ومذهب واحد، فنحن أمة مسلمة بنسبة 100%. الاستعمار هو الذي قسم الصومال إلى خمسة أقاليم، لكن قبل ذلك كنا نعيش في وحدتنا، بلا حدود تفصلنا، فنحن جميعًا كنا صوماليين، وهكذا نحن اليوم. في عصرنا هذا، يسعى الشعوب إلى التوحد والتضامن لتحقيق التقدم والازدهار، وهو ما نحتاجه نحن الصوماليون أيضًا. يجب علينا أن نكون موحدين ونفكر في مستقبلنا الحقيقي ومستقبل بلادنا والأجيال القادمة.
الصومال يقع في منطقة استراتيجية من قرن أفريقيا، وهو بلد يتمتع بثروات طبيعية كبيرة، فهو يمتلك نهرين وأراضيًا صالحة للزراعة، بالإضافة إلى مواشيه المتنوعة، ويضم أطول ساحل بحري في القارة الإفريقية. إنه بلد غني بالموارد. لكن لا يكفي أن نكون غنيين بالموارد، بل يجب علينا أن نجتمع ونعمل معًا لاستغلال هذه الموارد بشكل فعال، وتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة حياة شعبنا.
دعونا ننظر إلى أمثلة ناجحة مثل الهند، بلد يضم شعبًا يتحدث لغات متعددة وينتمي لديانات متنوعة، ومع ذلك، تمكنت الهند من الوصول إلى مستوى عالٍ من التطور والديمقراطية. إذا توحد الصوماليون وعملوا معًا على تحقيق رؤيتهم المشتركة، سيكون لديهم القوة اللازمة لبناء مستقبل واعد، يتمتع به شعبهم بحياة كريمة ومزدهرة.
لنعمل معًا، ولنفكر بعقلانية وحكمة، ولنضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار، فقط عندما نكون متحدين ومتعاونين، يمكننا بناء الصومال الذي نحلم به، وضمان مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.