مونديال الفخر والعزة

بواسطة | يوليو 7, 2023

بواسطة | يوليو 7, 2023

مونديال الفخر والعزة

أولمبياد باريس 2024 يسير على خطى مونديال قطر 2022.. عنوان كبير تناولته كبريات الصحف الأوروبية، اشتملت تفاصيله على أن اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الصيفية في العاصمة الفرنسية باريس 2024، قررت السير على نهج دولة قطر، وحظرت المشروبات الكحولية خلال فترة الأولمبياد، تماما كما فعلت قطر عندما نظمت كأس العالم لكرة القدم، للمرة الأولى في تاريخ الوطن العربي والشرق الأوسط، وحظرت بيع المشروبات الكحولية في الملاعب والمناطق المحيطة بها خلال فترة المونديال.
وأعلنت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 أن قرار حظر المشروبات الكحولية سيطبق على المشجعين في الملاعب والصالات التي تستضيف فعاليات ومنافسات الدورة الأولمبية.

مونديال قطر 2022 التاريخي لم يكن مجرد نسخة استثنائية من كبرى بطولات الساحرة المستديرة على كوكب الأرض، ولم يتوقف عند كونه إرثا للمنطقة العربية فقط، ولكن إرث المونديال العربي تخطى كل الحدود ليصل إلى القارة العجوز

وكانت دولة قطر، وللمرة الأولى في تاريخ المونديال، قد حظرت بيع المشروبات الكحولية في الملاعب والمناطق المحيطة بها، وهو الأمر الذي زاد من حدة الضغوط الإعلامية الغربية على المونديال العربي، واستنكرت صحف أوروبية كبيرة القرار، لكنها ما لبثت أن أشادت به عقب نجاح التجربة في المونديال على أرض الواقع، بعد أن مر المونديال الاستثنائي والتاريخي بلا أية مشكلات، سواء في الملاعب أو مناطق المشجعين، ولم يشهد واقعة عنف واحدة، لدرجة أن الصحف البريطانية امتدحت التجربة وقالت إنها السبب في عدم تسجيل أية واقعة اعتقال لمشجعي بريطانيا للمرة الأولى في المونديال، واتفق الجميع على أنها النسخة الأفضل في التاريخ.
مونديال قطر 2022 التاريخي لم يكن مجرد نسخة استثنائية من كبرى بطولات الساحرة المستديرة على كوكب الأرض، ولم يتوقف عند كونه إرثا للمنطقة العربية فقط، ولكن إرث المونديال العربي تخطى كل الحدود ليصل إلى القارة العجوز، لتسير عاصمة العطور والنور على دربه في تنظيم الأولمبياد، واجتاز المحيط أيضا ليصل إلى القارة الامريكية.
ولكن، كيف اجتاز مونديال قطر المحيط وبلغ القارة الأمريكية؟.
في شهر يونيو الماضي شارك وفد رفيع المستوى من اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وبطولة كأس العالم قطر 2022، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في فعالية أقيمت بمدينة ميامي الأمريكية لنقل تجربة قطر في تنظيم كأس العالم إلى ممثلي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، للاستفادة منها في تنظيم النسخة المقبلة من المونديال.

تنظيم المونديال على أرض قطر كان ثمرة عمل على مدار الاثني عشر عاما الماضية، توجت بتنظيم واحدة من أفضل التجارب المونديالية التي استمتعت بها الجماهير في قطر والعالم

وناقش الوفد العديد من الموضوعات المهمة، شملت إدارة الملاعب والبنية التحتية، وأماكن الإقامة والمواصلات، واللوجستيات وإدارة الضيوف، والعاملين والمتطوعين، والوصول والمغادرة ومنشآت الفرق. وجرى تسليط الضوء أيضا على إدارة الميل الأخير في محيط الإستادات واللافتات الإرشادية، وتزيين الدولة المستضيفة ومهرجان الفيفا للمشجعين، والحلول الرقمية والأمن والسلامة، ونظام التذاكر والضيافة والإعلام والبث الإذاعي ورعاية العمل.
وخلال تلك المشاركة كانت الوفود الأمريكية والكندية والمكسيكية حريصة على الاستماع لتجربة قطر المميزة، وبالأخص فيما يخص تجربة المشجعين وبرنامج المتطوعين والنقل والبث الإذاعي خلال البطولة.
تنظيم المونديال على أرض قطر كان ثمرة عمل على مدار الاثني عشر عاما الماضية، توجت بتنظيم واحدة من أفضل التجارب المونديالية التي استمتعت بها الجماهير في قطر والمنطقة العربية والعالم بأسره.
وأعتبر نفسي محظوظا لكوني شاهدا على التجربة، عبر تلك السنوات التي توجت بتغطية فعاليات المونديال على أرض الواقع، لمست فيها مدى فخر كل عربي بمونديال العزة الذي رسخ قيمنا وعاداتنا وتقالدينا، وأبهر العالم كله بالتنظيم الاستثنائي الذي كشف عن قدرة العرب على الإبداع.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...