
نتنياهو وغالانت.. نهاية شهور العسل، والقادم بصل!
بقلم: سليم عزوز
| 8 يناير, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: سليم عزوز
| 8 يناير, 2024
نتنياهو وغالانت.. نهاية شهور العسل، والقادم بصل!
تفاقمت التوترات بين نتنياهو وغالانت في إسرائيل بعد فشل خطط الحرب على غزة، مكشوفة تحديات أمنية وسياسية، تكشف الصراعات بين القيادة السياسية والعسكرية، وتبرز الضعف الاستراتيجي والتوترات الداخلية.
توترات سياسية في إسرائيل: خلافات بين نتنياهو وقادة الجيش تكشف التحديات الأمنية
أقبل بعضهم على بعض يتلاومون!
فبعد ثلاثة أشهر عسل – بحسب الظاهر- دبَّ شجار بين بنيامين نتنياهو، وبين قائد جيشه يوآف غالانت، ومعه القيادات العسكرية الأخرى: رئيس أركان الجيش، ورئيسا الموساد والأمن العام (الشاباك).. وبعد أن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يقول إن الجيش يسير حسب الأهداف الإسرائيلية، انقلب السحر على الساحر وخرج الخلاف للعلن، بعد جلسة فقدان الأعصاب في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء (المصغّر)!
قائد الجيش – وزير الدفاع- يوآف غالانت، كان قد طلب تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤول عما جرى يوم 7 أكتوبر، فرفض نتنياهو طلبه، كما رفض طلبًا آخرَ بحضور رئيسَي الموساد والأمن العام هذا الاجتماعَ (المصغر)، وقد منعهما نتنياهو من ذلك، ليخرج غالانت مطالبًا نتنياهو بالاختيار بين الأمن والسياسة.. وربما خانه التعبير؛ لأن الاختيار الحقيقي يكون بين مصالحه الخاصة، ومصالح الدولة الإسرائيلية.
فالحرب في البدء والانتهاء هي قرار سياسي، كما أن السلام أيضًا قرار سياسي، والجيوش ليست سوى أدوات في الحروب، ولهذا تتربّى على تنفيذ التعليمات ولو كانت خاطئة، والتظلم يكون بعد التنفيذ، وقد تكون “الفأس وقعت في الرأس” كما هي واقعة الآن، بعد أن اعتبر مجلس الحرب الإسرائيلي أنه بغزوه غزةَ سيكون في نزهة بريّة، فأحاطت به الهزائم من كل جانب!. والقيادة العليا التي تضم القادة العسكريين والسياسيين تتناقش في الأمر، وليس واضحًا أن غالانت كان معترضًا على إعلان الحرب أو محاولة غزو غزة، لكنه الغباء منقطع النظير! وعندما بدأ التلويح بالغزو البري، تحديتُ القوم أن ينجحوا في مهمتهم، مع أنني لست محللًا عسكريًّا، ولا خبرة لي في الحروب.
وعندما يفشل الجيش الإسرائيلي “الباسل” في تحقيق هدفه بفرض هيمنته على غزة، ويفشل في إعلان الاحتلال الكامل ولو لشبر واحد فيها، فنحن أمام عدم لياقة لنتنياهو وغالانت في إصدار قرار الاجتياح البري؛ بعد أن ثبت عدم كفاءة الجيش الإسرائيلي – وفي مقدمته ألوية النخبة- في حروب المواجهة، إذ التقى الجمعان في “المسافة صفر”.. ولم يكن نتنياهو وقائد جيشه أكثر حنكة من إسحاق رابين، الذي ترك غزة وقال: “تمنيت أن أستيقظ من النوم فأجد البحر قد ابتلعها”!
وقد ذهب الجيش “الذي لا يُقهر” إلى التهلكة، فليس ثابتًا أن نتنياهو تدخّل في خططه العسكرية، وليس ثابتًا أن فشل المهمة بعد أكثر من ثلاثة أشهر راجع إلى خطط حربية وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، أو أن الجيش ينفذ تعليمات رجل السياسة التي حمل عليها رجل الحرب غالانت! فمن الواضح أن نتنياهو وغالانت كان بينهما تناغم في كل شيء، حتى في جرائم الحرب التي تُرتكب، وفي الحرص على استمرارها من أجل تحقيق انتصار ولو كان وهميًّا؛ فلما عجزا عن ذلك، كان استهداف المستشفيات والمدنيين والأطفال وكبار السنّ، ما مرّغ السمعة العسكرية الإسرائيلية في الوحل!
كان الأمن والسياسة معًا، يدًا واحدةً في قرار الحرب، وفي العدوان على غزة، وفي استهداف المستشفيات والمدنيين، وفي استمرار الحرب، بل وفي الخيبة الثقيلة بقتل ثلاثة من المختطفين الإسرائيليين لدى المقاومة، وها هم الأسرى المحررون يعلنون أن “الجيش الباسل” هو من شحنهم إلى مثواهم الأخير، رفعوا أيديهم وهم يهتفون بأنهم من المختطفين، لكن رعونة الجيش الباسل لم تلقِ بالًا لذلك، تمامًا كما قتل أكثر من (22) من الجيش الإسرائيلي بنيران صديقة!
لقد أعلن الأمن ممثلًا بالجيش والموساد والشاباك – ومعه السياسة ممثلةً بحكومة الحرب برئاسة نتنياهو- أن مقر القيادة العليا لحماس هو أسفل المستشفيات، وبعد حصارها وقصفها دون اعتبار للمرضى عاد بخفي حنين، وقد ظهرت سوءته وتعرّى أمام العالم. وقد طالبت حماس بلجنة دولية لتقصي الحقائق حول الادعاء الإسرائيلي، لكن قادة العالم الغربي لم يهتز لهم رمش، وبرروا الجريمة، ثم بعد ذلك لم يحاسَب أحد من القادة الإسرائيليين – سواء الأمنيين أو السياسيين- على كذب الادعاء، بعد أن سوّوا المستشفيات بالأرض ودمّروا البنية الصحية في غزة، ومع ذلك لم يجدوا سوى ما يُشتبه أنه (فردة حذاء) السنوار! ولم تقدم إسرائيل اعتذارًا عن هذه الجريمة، التي تمت بالتوافق بين السياسيين والعسكريين، وبين نتنياهو وغالانت!
لقد حدّد مجلس الحرب، سياسيّوه وعسكريّوه، الهدفَ من العدوان على غزة، وهو القضاء بشكل كامل على حركة حماس، وهو الهدف الذي لم يتحقق إلى الآن، وهو (على ضمانتي) لن يتحقق بعد الآن، وإن طال أمد الحرب. وأمام هذا الفشل لم يعلَن أن هناك خلافًا بين الأمن والسياسة على الهدف؛ فقد كان هناك اتفاق عليه، وعلى تصوُّر القدرة على تحقيقه – بين غالانت ونتنياهو- في حرب خاطفة، تمامًا مثل الاتفاق على القرار بالاجتياح البري لغزة، وهو القرار الذي جعل سمعة الجيش الباسل في الحضيض، وهو يُواجَه بحُفاة يحملون أسلحة بدائية من صنعهم ومن “المسافة صفر”، ليشاهد العالم بسالة المقاومة، ويظهر له هَوان الجيش الذي يحمل أسلحة متطورة، والذي ضمنت له واشنطن التفوق على جيوش المنطقة، لكنها لم تلقِ بالًا للمقاومة التي هزمت جيوش الغرب، وفي مقدمتها الجيش الأمريكي ذاته، فكان أن طلب التفاوض وهو في حالة استسلام كامل لطالبان!
لم يكن هناك خلاف بين السياسي والأمني على الحرب وأهدافها، ولم يضع السياسي الخطط التي منعت الجيش من الانتصار، بَيدَ أن الهزيمة قاسية، وهي بطبيعة الحال سيتحملها السياسي والأمني لأنهما شريكان، تمامًا كما كان سيستفيد كلاهما لو انتصر الجيش في معركته وحقق الأهداف منها. بَيدَ أن نتنياهو يبحث عن كبش فداء، فحمّل المسؤولية للأمني جيشًا وأجهزةً، كما يريد غالانت أن يلقي بالهزيمة كاملة على عاتق رئيس الحكومة.. ومن هنا كان الخلاف، الذي تحوّل إلى شجار وصل لوسائل الإعلام، فحتى الشجاعة الأدبية التي تدفع لتحمّل المسؤولية يفتقدها نتنياهو، وكذلك غالانت والموساد والشاباك!
ولهذا كله أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، وهو سلوك من تلقوا هزيمة قاسية، ولا أمل لديهم في تحقيق أي نصر، وقد أصيبوا بخيبة الأمل فانتهت مرحلة العسل، والقادم بصل!
وإن كان البصل في مصر أغلى من التفاح!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق