نتنياهو ينسحب من غزة خوفاً من الزعيم!
بقلم: شريف عبدالغني
| 16 يناير, 2024
مقالات مشابهة
-
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ...
-
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق...
-
لعنة الصحافة من “فوزية” لـ “هنيدي”!
لن يعرف قيمة أمه، إلا من يسوقه حظه العاثر...
-
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في...
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
مقالات منوعة
بقلم: شريف عبدالغني
| 16 يناير, 2024
نتنياهو ينسحب من غزة خوفاً من الزعيم!
يتناول هذا المقال مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” الذي يقدم رؤية فنية جديدة حول التحديات التي تواجه الصراع العربي الإسرائيلي، مع تسليط الضوء على أبطاله الفنانين الذين يلعبون دورًا حاسمًا في تغيير مجريات الأحداث.
طوفان الأقصى – مسلسل فني يرسم مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي
خاض العرب أربعة حروب تقليدية مع إسرائيل، كانت نتائج أغلبها هزائم ونكسات ووكسات!
في عام 1948 أضعنا نصف فلسطين، وقيل إن الأزمة في “الأسلحة الفاسدة”؛ وفي سنة 1956 وقع “العدوان الثلاثي”، فاحتلوا بورسعيد ولم يخرجوا منها إلا بمقاومة شعبية باسلة تبعها إنذار أمريكي.. أما في يونيو 1967، فكان الأمر مختلفاً، إذ لم يفلح “الظافر” ولا “القاهر” في إلقاء إسرائيل في البحر وفق الوعود المُسبقة؛ وضاع مع نصف فلسطين النصف المتبقي، وفوقه سيناء والجولان. وفي أكتوبر 1973، رفع الجنود البواسل رأس العرب، فعبروا قناة السويس وحطموا خط بارليف الحصين، وتحررت أجزاء من سيناء؛ وبعد مفاوضات موسعة تخلصت باقي “أرض الفيروز” تماماً من الاحتلال، في حين ظلت باقي الأراضي العربية المُحتلة.. مُحتلة.
في 7 أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية حرباً غير تقليدية، واقتحمت عُمق الأراضي المحتلة عام 1948.. كانت المرة الأولى التي تجري فيها مواجهات داخل الكيان الصهيوني، مع ما في ذلك من رمزية وفشل للجيش الإسرائيلي في توقع الهجوم؛ لكن نتائج “طوفان الأقصى” كانت كارثية على سكان غزة المدنيين وبنية القطاع التحتية، بعد أكثر من 100 يوم من حرب إبادة شاملة.
بالتالي..
اكتشاف سلاح فني فتّاك والدور المحوري للثلاثي الفني
لابد من التفكير خارج الصندوق، والتفكير في أساليب جديدة لتحقيق الحلم القديم بإلقاء إسرائيل في بحر غزة.
لقد اكتشفت صدفةً السلاحَ السري الفتّاك لهزيمة الدولة العبرية، وتلقينها الدرس الأخير، وطردها شر طردة من المنطقة! هذا السلاح يتمثل في الثلاثي: الزعيم الذي لا يغلبه غلّاب، عادل إمام؛ وواضع الخطط الإستراتيجية، المؤلف يوسف معاطي؛ ومصمم المعارك التكنولوجية، المخرج رامي إمام.
حالياً تعرض إحدى الفضائيات مسلسل “فرقة ناجي عطا الله”، وهو مسلسل تم إنتاجه عام 2012؛ طوال السنوات الماضية لم تُتح لي الفرصة لمشاهدته كاملاً، بل شاهدت فقرات في حلقات متقطعة، لم تجعلني على دراية بتفاصيله.. هذه الأيام أتابع المسلسل كاملاً، أحداثه المتوالية وما تحتويه من خطط لوذعية للثلاثي القومي “الزعيم والمؤلف والمخرج”، تجعلني أبشّر العرب بقرب التخلص من الكيان الصهيوني ومن فيه.
الزعيم المنتصر كشف لنا منذ الحلقة الأولى زيف ذكاء الإسرائيليين، كان يتلاعب بهم مثلما تتلاعب خالدة الذكر نادية الجندي في أفلامها بمغرميها.. بالفلوس يُجبر اليهود على مخالفة شرائعهم وتوفير الأكل الذى يحبه والممنوع بيعه عندهم، كما يدفعهم إلى الاستدانة منه بالربا، يجلس مع اليهودي الأوروبي فيستثيره على اليهودي الشرقي، ويفعل الأمر نفسه مع الأخير.. والاثنان يصدقانه!
أما أم المعارك، فهى تخطيطه لسرقة أكبر بنوك تل أبيب بعد تعنت البنك في صرف رصيده الموجود فيه، والذي جمعه من فوائد تسليفه للإسرائيليين السذّج بـشروطه؛ وقد ضم للمهمة مجموعة من الشباب، كل واحد بارع في مجال.. يوم التنفيذ يستحق عليه الزعيم والمؤلف والمخرج وفريق العمل جائزة نوبل فى الخيال العلمي.
تقمص الزعيم وصبيانه شخصية أدهم صبري، الذي بهرتنا بطولاته ونحن أطفال في روايات “رجل المستحيل”! أثناء عملية السطو على البنك حدثت من الفرقة عدة معجزات إستراتيجية وتكتيكات مخابراتية وإنجازات علمية، لا تستطيع الـ”C.I.A” ذات نفسها أن تؤديها.. سار أحد أفراد الفرقة، البطل الصنديد محمد عادل إمام، في الشارع دون أن يرتجف له رمش أمام أفراد الأمن الإسرائيلي، بل وقبّل زميلته “سناء يوسف”، بعد أن ألقى قنبلة في أحد المبانى لشغل أنظار الأمن عن عملية السرقة.. لم يفت ابن الزعيم -مثلما هو الحال في أغلب مشاهده – الاستظراف الفج وهو يأخذ القنبلة من والده قائلا بسماجة: “من يد ما نعدمها”.
من جانبه قفز المغوار، أحمد صلاح السعدني، مسافة 8 أمتار إلى البنك في الهواء من سطح المبنى المجاور المرتفع، سقط بأطراف أصابع يده على سور مقر البنك فلم يهوِ إلى الأرض كنتيجة طبيعىة لقوة الجذب لجسمه الأثقل مقارنة بأطراف الأصابع الأخف، بل تشبث بآخر عقلة إصبع، وصعد السور إلى سطح المبنى!
توالت البطولات، وانتقلت الفرقة إلى أعلى البنك باستثناء عمرو رمزي، الذي يصفونه بـ”عبقرينو” لبراعته في برامج الكومبيوتر، رفض العبور إلى البنك لأنه مصاب بـ”فوبيا” الأماكن المرتفعة، لكنه فجأة نسي “الفوبيا” وتلبّس روح “فان دام” أثناء تفتيش عناصر من الشرطة الإسرائيلية سطح المبنى الذى ظل فيه، واختبأ منهم فتعلق من أطراف أصابعه أيضا بالسور في الهواء الطلق، وعلى ظهره حمولته.
بعد مغادرتهم، عاد إلى مكانه المظلم وكأن شيئا لم يكن، وفتح “اللاب توب” ليعطل كل إجراءات حماية البنك: يوقف كاميرات المراقبة، ويشوش على أولاد عمنا الغلابة الإسرائيليين شاشات أجهزتهم، ثم يفتح للزعيم وأفراد الفرقة كل الأبواب المغلقة بضغط زر من جهازه، ويُبطل أشعة الليزر التي تحرق كل من يقترب من دائرة الخزينة! وبأصابعه الذهبية يضغط مرة أخرى على “الكيبورد” ليفتح أبواب الخزينة، فيدخل المغاوير ويملؤوا الحقائب برزم الدولارات، ثم يخرجوا وقد حملوها على ظهورهم و”لا من شاف ولا من دري”.. وإمعانا في الإذلال يتركون ورقة واحدة فقط من فئة الـ 100 دولار للإسرائيليين.
لم تتوقف معجزات الزعيم وفرقته عند هذا الحد؛ فبعد مطاردة مثيرة في الشوارع من سيارة تترقبهم، اتضح أنه يقودها أحد المقاومين الفلسطينيين، يخبرهم أن الطريق مغلقة إلى غزة، ولن يستطيعوا دخولها للعودة بالغنيمة إلى مصر، وأن عليهم الهرب باتجاه الحدود اللبنانية وتدبير حالهم من هناك.. يسمعون كلامه ويستديرون ناحية الشمال، يصلون الحدود، وعندها يعطي عادل إمام المقاوم الفلسطيني حقيبة أموال ضخمة “مسروقة” لدعم أسر الشهداء!!
تعود الكاميرا إلى مكان القنبلة المنفجرة في منطقة البنك، يصل رجل مخابرات كبير ويسأل عن زمن الانفجار، فيجيبه الضابط: “قبل نحو 35 دقيقة”! هنا المعجزة، فالزعيم والأبطال ألقوا القنبلة، وصعدوا إلى سطح العمارة المجاورة للبنك، ونفذوا عملية العبور إلى الهدف، وتخطي الحواجز والأبواب والليزر، وسرقة 200 مليون دولار، والخروج ثم المطاردة في الشوارع، وبعدها الاتجاه إلى حدود لبنان.. كل هذا جرى في 35 دقيقة فقط!!
الزعيم والمؤلف والمخرج لا يعرفون أن المسافة من تل أبيب إلى رأس الناقورة، حيث الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تبلغ 319 كيلومتراً!! بمعنى أنهم يسرقون بخفة الضوء، ويقودون سيارة أسرع من الصوت!!
والآن..
أقترح على قادة الأمة عقد قمة عربية طارئة، لا يصدرون عنها أية بيانات تهديد ووعيد للكيان الصهيوني وداعميه على جرائمهم، بل يعرضون فقط على الشاشة الرئيسة مشاهد اقتحام الزعيم عادل إمام وفرقته تل أبيب وسرقة أكبر بنوكها، والخروج منها بسلاسة وهدوء، ثم فشل مخابرات العدو خلال أحداث المسلسل اللاحقة في القبض عليه، بينما هو يُلقّنهم في كل مرة هزيمة جديدة.
أتوقع بعد هذه المشاهد أن يقف “نتنياهو” عند حائط المبكى والدموع تنهمر من عينيه، ويجرى اتصالاً بالقمة الطارئة: “خلاص أطلب السماح.. أبلغوا المقاومة في غزة أني سأنسحب تماماً من القطاع.. وأعلن أمامكم عن تفكيك دولة إسرائيل، وأنا سأعتزل السياسة وأرسل أم العيال إلى وطنها الأصلي في بولندا، وسأزحف راكعاً وأسلمكم مفتاح القدس”!.
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
مع الهمجية ضد التمدن
يراوح روسو نظرته النقدية الصارمة للتمدن مقابل التبسط، والفلاحة والريف مقابل التجارة والصناعة، وهكذا يُثني على قصة شعوب أوروبا البسيطة القديمة، بناء على مخالفتها للمدنية التي تحدث عنها في إميل، ولا بد من ربط رؤاه هنا، لوضع نموذج الشعب البسيط غير المثقف، في السياق...
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ لا يُعرَف له لون لأنّ الطّين غَطّاه كُلَّه، وبجسدٍ عارٍ حال لونُه الطّبيعيّ إلى اللّون المُعفّر، وفي شارعٍ مُجَرّف جرى فيه صوتُ الرّصاص والقذائف فحوّله إلى خطٍّ ترابيّ تتوزّع عليها بقايا أبنيةٍ أو محلاّتٍ مُهدّمة، رفع...
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، الذي يدفع فاتورته بصورة يومية أطفال غزة الأموات مع وقف التنفيذ.. فإسرائيل في عملياتها العسكرية- جوية كانت أم برية- في قطاع غزة والضفة الغربية لا تستثني...
أستاذ شريف
كتاباتك رائعة و ممتعة ، أحيي فيك اصرارك على متابعة تفاصيل مسلسل (فرقة ناجي عطا الله ) ، لأنه بصراحة يحتاج لصبر أيوب للمواصلة ، أستمتعت كثيراً بالطابع الهزلي الذي أضفى على كتابتك جوا من المرح و المتعة .